عندما يرحل المبدعون بصمت!!
ضياءالسيد كامل
عشرات من الاسماء والاقلام المبدعة رحلت عنا بصمت رهيب في زحمة الاصوات التي تملأ البلاد ، اسماء ملأت الحياة ابداعاً وألقاً واثرت الحياة الثقافية طيلة عقود بكتاباتها ولم نسمع او نقرأ سوى خبر باهت يعلن عن رحيلهم دون اكتراث او اهتمام يذكر، اسماء مضت وهي محملة بالالم والامل معاً لعراق جديد ينال فيه الانسان والمبدع مكانته المرموقة التي سحقتها همجية الديكتاتورية المقيتة وامعنت في اذلالها وتغييبها.
محظوظون اولئك الذين اقام لهم اتحاد الادباء والكتاب او في بعض محافظاتهم تشييعاً واحتفالات تأبينية وقراءات استذكارية وهو شيء مفرح لان اتحادهم هو المعنيّ الاول بذلك، الاّ ان المحزن هناك العديد من الادباء والمبدعين الذين اغتالتهم ايدي الارهاب اللا اعمى في المحافظات الساخة التي سيطر عليها الارهاب في فترة ليست بالبعيدة والذين لم يتم حتى تشييعهم من قبل ذويهم واصدقاءهم واودعوا مثواهم الاخير بصمت وخوف واخص بهذا الكلام شهداء اتحاد ادباء وكتاب ديالى الكاتب ياسين ابو ظفار والكاتب والفنان المسرحي عباس الاموي والدكتور عدنان الربيعي والشاعر عبد الكريم الخالصي اولئك الذين اغتالتهم رصاصات البغي والحقد في مدينة بعقوبة، والمؤلم ان ابواب اتحادهم موصدة لرحيل وتهجير اعضاءه ولم يتبق منه سوى يافطة ( مقر اتحاد ادباء وكتاب ديالى) تحتضنها بامانة جدران بناية السراي القديم البناية التي عاشت مع الادباء والكتاب اجمل اماسيهم الثقافية وقراءاتهم الشعرية ومشاكساتهم وسجالاتهم ونزقهم واحاديثهم الحميمة.
أملنا كبير بان تلتفت المؤسسة الثقافية لهم ولعطاءهم ولعوائلهم التي بقيت بلا معيل لتخصيص رواتب شهرية لهم ولكل ادباء العراق الراحلين.