الصفحات
▼
رحيـــــل و مخافات صباحية نصان جديدان لـــ: طه هاشم
(1)
آه كم كان عويصا ذلك الصبح
يوم تركت ورائي الفردوس وهربت
لم يكن الحزن ليحتمل التأجيل
لم يكن الدمع ليكفي
ولذا كان على روحي
أن تبقى حائمة فوق الجسر
ترقب كيف سيعبر جثمانى في النهر
أو كيف سيغرق
ولم يكن الوقت ليسمح بالتلويح
للنخل وللأسوار
ولذا لم يبق لحزني
ألا أن يدخل في غيبوبة
(2)
الشاعر ليس شقيا
حين يصادف من يرثيه
ومن يضع الورد على خديه
ومازلت أظن أن التوت على النهر هناك
سيحتاج كثيرا أن يبكينا
كل صباح
ومساء
مخافات صباحية
مضطرب
بعدك هذا الصبح
يتلفت من حذر
وكعادته مزدحم بخيول بريد
وكسابقه يجنح للحزن ويهمل أقوال الحكماء
يهيء للحرب الأشجار
فكيف يكون سعيدا؟
وكل حدائقه تطوقها الأسلاك
وتشوه مدخلها الأكياس وعلامات التحذير
هذا الصبح وعلى وجه يقين يتشهى البرء ونسائم ورد
يتشهى العودة للأحباب
ومن خلف دخان الأسوار يتأمل أجنحة الأطفال
كيف ترفرف بهدوء وتعمل من غير وقود ثم تطير
هذا الصبح يقرأ نشرته الجوية بحياء
ويتابع أخبار النار وأخبار الماء
وكعادته لايعلن مسؤوليته عن ارجاع الأولاد الى البيت
وأخيرا
هذا الصبح غريب
يخشى الطرقات
ويخشى العربات
ويخشى الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق