( أفواه الزمن ) هذا الكتاب الساحر / سعد محمد رحيم

في كل نص من كتابه الساحر ( أفواه الزمن/ الصادر عن دار المدى/ دمشق 2007 بترجمة صالح علماني ) يبدع إدواردو غاليانو ترنيمة شجية أخرى. يطلق نغمة مختلفة. يصنع تنويعات للحنه الإبداعي كما لو أنه يترصد إيقاع الوجود، يتعقب أثره في تعرجات هذا المسيل الغامض الذي نسميه الزمن. نحن صناعة الزمن "من زمن نحن" هذا ما يقوله لنا، مشيراً إلى حقيقة أن آثار رحلتنا في الحياة ستُمحى بفعل رياحه ( أي الزمن )، تلك الرحلة التي تنقضي ببساطة شديدة بين خفقتين بالأذرع؛ تهويمة ذراعيّ الطفل المولود لتوّه، وحركة ذراعيّ الشيخ الذي يحتضر. فكلاهما يبدو وكأنه ينوي معانقة أحد ما. فغاليانو يعرف أن الزمن هو صانع التراجيديا البشرية، فالموت والفناء ليسا سوى المقولتين الحاسمتين للزمن، في مقابل امتزاج انبهار الإنسان إزاء الجميل بشعور بالأسى لأن هذا الجميل، بفعل الزمن، ماضٍ إلى الزوال. وفي هذا الخضم، من ثم، يضعنا المؤلف أمام نظرة الطحالب الزرقاء التي هي جداتنا ـ بحسب منظور داروين ـ وهي التي أبت أن تتطور، مثلما فعلت قريناتها في طفولة العالم ـ تنظر إلى عالمنا، كما صار، من عالمها القديم، لكن، وكما يختتم غاليانو نصه: "لا أحد يعرف رأيها في ذلك". والزمن هو ملعبة الذاكرة، أو العكس.. الذاكرة التي توقف الزمن نصف قرن ليستمر الأمل حتى وإن كان طافياً على جليد رخو يوشك أن يتفتت.. يغرق شيخ مسن خمسين سنة في وحل منجم مهجور، باحثاً عن الذهب من دون جدوى، فيطلقون عليه في الجوار لقب ( الشبح ).. يقترب منه رجل ويجلس إلى جانبه.. يقول الشيخ/ الشبح: "ـ زوجتي جميلة جداً. ويعرض صورة ممزقة الحواف وممحوة. ـ إنها تنتظرني.. يقول. ـ إنها في العشرين من عمرها. منذ نصف قرن وهي في العشرين من عمرها، في مكان ما من العالم". فيما نجد آخر، اسمه دون فرانثيسكو، هو آكل سنين وأكبر سناً من السلاحف مثلما يصفونه، يستعيد صورة غاربة منذ أمد بعيد، من أعماق النسيان، يحفزّه سؤال يطرحه عليه أحدهم عن حبه الأول، وإذا به يعبر قرناً كاملاً ويحلُّ هناك: "كانت الذاكرة تبحر كزورق بال. كانت الذاكرة تتعثر، تغرق، تضيع. إنه إبحار يمتد إلى أكثر من قرن من الزمان، وكان هناك في مياه الذاكرة الكثير من الضباب. كان دون فرانثيسكو يمضي بحثاً عن المرة الأولى، وجهه مغضن، مشقق بألف تجعيدة... وأخيراً تلعثم دون فرانثيسكو، بما يشبه السر: إيزابيل. غرس عكازه الخيزراني في الأرض، ونهض عن مقعده مستنداً إلى العكاز،منتصباً مثل ديك، وصاح: ـ إيزاااااااابيل". * * * يبدأ غاليانو كتابه بنص/ قصيدة: "من زمن نحن. نحن أقدام الزمن وأفواهه. وعاجلاً أو آجلاً، مثلما هو معروف، ستمحو رياح الزمن الآثار. عبور اللاشيء. خطوات اللاأحد.. أفواه الزمن تروي الرحلة". وينهيه ( أي كتابه ) بنص/ قصيدة: "إنه الأول. عندما تدنو نهاية الليل، يكسر صوت ناشز الصمت. النشاز الذي لا يتعب أبداً يوقظ معلمي الغناء. وقبل الضوء الأول تبدأ كل طيور العالم سيرنادها عند النافذة، محلِّقة فوق الأزهار التي تروقها.. بعضها يغني حباً بالفن، أخرى ترسل أخباراً، أو تروي تقولات ونمائم ودعابات، أو تطلق خطابات، أو تعلن أفراحاً، لكن الجميع، الفنانين، الصحفيين، الثرثارين، اللعوبين، المضجرين، المجانين،، يجتمعون في رطانة واحدة لأوركسترا متكاملة. هل تعلن الطيور عن انبلاج الصبح؟ أم أنها تصنعه مغنية؟". وبين ذينك النصين تتلاحق النصوص منتظمة في نسيج مبرقش خلاب بألوانه وأضوائه وأنغامه اللاعبة. ودوماً يستهل غاليانو نصه بعبارة اعتيادية خبرية لكنه ينهيه بعبارة مباغتة، مدهشة، هي خلاصة تعليقه على الحدث، أو ضربة الفرشاة الأخيرة التي تعطي للوحة النص بريقها وبهاءها. وفي كل نص من نصوص كتابه الذي يفوق عددها المائتين يرمي غاليانو إلى نوع من التجلي والتطهر، متخففاً من الزوائد، واضعاً إيانا في قلب العالم شبه المضاء وشبه المعتم، محيلاً ما هو معرّض للنسيان إلى ما لا يُنسى. فاركاً الصدأ عن المألوف ليضيئه بنور وعي ثاقب، وعي فنان مفكر. تاركاً إيانا في كل مرة في حالة من الانبهار والتفكر، معولاً على ذكائنا في قراءة لاوعي نصوصه حيث الحدود تختفي أحياناً بين الواقعي والمتخيل، بين ما يجرّبه المرء وما يتوهمه. "كنا في جولة نبيذ، شراب وغناء، مع سانتييان الكلب، وآرياس الشيطان، وأصدقاء آخرين، عندما دعا أحدهم بيتيتي، وكان ميتاً، وجاء بيتيتي لتناول بضع كؤوس معنا. لم أكن أعرفه من قبل، ولكننا في تلك الظهيرة، بينما نحن نشرب ونغني مع هذا السيد الأكرش، صرنا صديقين. وأخبرني هو بأنه مات لأنه خطر له، على الرغم من فقره المدقع، أن يمرض. داهمته نوبة السكري في عز الليل، ولم يكن لدى مستشفى خوخوي أنسولين". غاليانو صياد المشاهد الآسرة والصور التي تفجر فينا الحزن والمسرّة. أما مرجعياته فهي مما خبره في حياته. ما رآه وما سمعه من أفواه الناس، وما قرأه في الصحف والمجلات، وفي كتب التاريخ.. نصوصه قصيرة بأشرطتها اللغوية، كثيفة، مشحونة، ذات توتر عالٍ في محمولاتها ودلالاتها.. إنها حكايات الناس كما يتداولونها، يأخذها مادة خام ليحررها في مختبره السردي، إذ يذهب إلى الحدث المألوف لينظر إليه من زاوية مفاجئة، فهو قادر على رؤية المدهش في اليومي والعابر والاعتيادي. ويخرجها نصوصاً ذات قيمة أدبية وجمالية. إنها نصوص سردية بيد أنها تنتمي إلى أفق الشعر أولاً، فغاليانو بارع في التقاط الشعري من أكثر الأماكن التي نظن أنها تفتقر إلى ما هو شعري. "سبع نساء جلسن في دائرة. ومن بعيد جداً من قريتهن في موموستينانغو، حمل إليهن هومبرتو أكابال بعض الأوراق الجافة، جمعها هو من تحت شجرة أرز. كل واحدة من النساء سحقت ورقة، برفق، عند أذنها، وهكذا انفتحت لهن ذاكرة الشجرة. إحداهن سمعت الريح تهب في أذنها. أخرى، سمعت الأغصان تتأرجح برفق. أخرى، خفق أجنحة عصافير. وقالت أخرى إن المطر يهطل في أذنها. وأخرى سمعت وقع خطوات بهيمة تركض. أخرى صدى أصوات. وأخرى حفيف خطوات بطيء". يستل غاليانو معظم شخصيات ومشاهد وأحداث نصوصه من بيئته.. بيئته التي تمتد على طول مساحة قارة أميركا اللاتينية.. تلك الأرض التي ألهمت الساردين السحرة من أمثال بورخس وكاربنتير وماركيز وإيزابيل الليندي وماريو بارغاس يوسا.. تلك الأرض بتنوعها المذهل،وغرابتها وحيويتها وأسرارها. بتضاريسها وحيواناتها ونباتاتها.. بفقرائها وأغنيائها وأبطالها وعشاقها ومجانينها وقتلتها وغانياتها وأحلامها الواسعة، وفتنتها التي لا تضاهى. غير أنه يغادر أرضه وبيئته اللاتينية أيضاً، مرات ومرات، ليسوح في أركان العالم المترامي. و لا تخلو نصوصه من روح الدعابة غالباً، ومن السخرية التي تكون مرّة أحياناً. وإذا كان صحيحاً أنه لا يتحاشى السياسة، فإنه لا ينغمس فيها مباشرة بل يوحي بتداعياتها وانعكاساتها على حياة البشر، وإذ ذاك يكون ساخراً حقاً. الفلاحون الذين سألوا: "لماذا يوجد أناس كثيرون بلا أرض، بالرغم من وجود أراض كثيرة بلا ناس؟" ردوا عليهم بالرصاص.. هؤلاء الفلاحون الذين هم بلا أرض اقتحموا غاضبين مزرعة تملكها شركة أجنبية "ولم يتركوا نبتة صويا اصطناعية واحدة منتصبة.. المزرعة كانت تسمى: لا تلمسني". وأخيراً يشكّل مجموع نصوص غاليانو لوحة فسيفساء مرسومة ببراعة، تمنحنا فكرة عميقة عن فحوى الزمن ـ شكله الرجراج ومعناه الزلق ووجوهه المتقلبة ـ وعن موقعنا، نحن البشر، وتحولاتنا، قوتنا وضعفنا، مجدنا ومأساتنا، في اللوحة تلك. فما هذا الكتاب إلاّ شذرات مبعثرة، شظايا عالمنا وحياتنا ووجودنا،بمستطاعنا لملمتها كيفما شئنا لنمسك في النهاية بصورة ما، تصورٍ ما، هي صورة كينونتنا وتصورنا عنها. فـ ( أفواه الزمن ) هو من ذلك النوع من الكتب الذي يعمّق رؤيتنا لأنفسنا ووجودنا.. يُحدث تبدلاً، بهذه الدرجة أو تلك، فينا. بحيث أننا لن نعود بعد قراءتنا له مثلما كنا قبل تلك القراءة.
saad.m.rhim@hotmail.com

بجلطة شعرية.. مات بطل رواية (نافذة العنكبوت)

تحسين كرمياني مثلما كان الفقر يترصده،مثلما كان الحرمان دليله،مذ قذفته اللذة في رحم الحياة كائناً حالماً،كانت آخر قصيدة تتسكع أمامه،عارية،غاوية،ومثلما كان رغيف(تنور الطين)وليمة حياته الدائمة أغوته القصيدة المتراقصة على رصيف شارع منسي لبلدتنا العزيزة جداً(جلبلاء)المتهالكة على مهل،سحبته القصيدة إلى فيء شجرة يابسة،أغصانها مضت حطباً في يوم أسود،هدهدته القصيدة وأقفلت خط الرجوع بوجهه،كائن متعب،ليس بوسعه المشي كثيراً،يداهمه التعرق وصوت اللهاث يسبقه،بيد أنّه يمتلك قدرة نادرة في مطاردة الحروف والكلمات لأيام متتالية،دونما تثقل كاهله بعبء السهر،ذاب لحم جسده بعدما قهرته ظروف البلاد،ولم يعد يمتلك شيئاً بعدما نزف كيانه كاملة عبر قلم الروائي العراقي المغترب(شاكر نوري)في رواية الممنوعة يوم صدورها(نافذة العنكبوت)..!! *** ظلّ(رحمن زنكابادي)أحياناً(رحمن وردة)الأخ الصغير للشاعر والمترجم الكوردي الكبير(جلال زنكابادي)،كان عاشقاً للشعر الحديث،الشعر الخالي من القيود العتيقة،الشعر المتكون من جمل لها دلالات،عبر لوحات تفرضها الضرورة المرحلية،راح سراً يدّون أرق الليالي الطويلة جرّاء مرارة العوز والحرمان والجوع،فوق علب السجائر ومهملات أوراق يجمعها ويقوم بخياطتها ليحصل على(دفيتر) يستوعب ما ينزف،من آلام وأحلام ورغبات وهواجس،فرحاً يطير ما أن تهل شمس الحياة خجولة على البلدة،يبحث عن زملاء يجدونه شاعراً يستحق الثناء،في زمن يتقوقع،يعطيهم(الدفيتر)الضاج بخربشات الليل المموسقة على إيقاعات فرقعات البطن الخاوية،لم يمل أو يكل من زراعة هواجسه النثرية،في زمن كان يضمحل ويتناثر والثقافة تسورها حراب وعيون لا ترحم،رغم جووووووووووووووووعه الدائم،لم يسمح لقلمه الانزلاق إلى آبار الرذيلة،وما أسهل الكلام المباع وسرعة تشكله،لم يخط جملة خارج سياقات صبره وتمرده،في زمن كانت القصيدة(الكاذبة)تغني وتسمن من جوع وتؤمن حياة خالية من الملاحقات والسجون،وصل به العشق الجنوني للشعر،أن يصدر(مجلة)أدبية،يقوم بتجميع الورق،هو المحرر وهو المنضّد وهو الرسّام وهو الموّزع،نسخة واحدة طبعاً،يحملها سراً،خوفاً من عيون رجال الأمن،يأخذها إلى زملاءه،فئة لم تجد في البلدة سوى(أشعار رحمن)متنفساً عن الاختناق الثقافي المؤدلج،كلمات صادمة،لوحات تؤرخ سيرة أيامه،كل ما يقتنصه من مشاهد واقعية،يقولبها وفق درجة استيعابه للكينونة الشعرية،قصائد وفق إيقاع عصف الغضب المتنامي فيه،داوم(رحمن)على إصدار(مجلته)لعشرين عاماً،لم تقف عن الظهور السرّي،رغم أن الوشاية في البلدة كانت مثل شرب الماء،أو كانت الشهيق الذي يحيا به أزلام المرحلة الورقية،داهموه وأخذوا كل ذلك الركام الورقي الحائل اللّون،بقت ستة أشهر تلك(الدفيترات)في دائرة الأمن،لم يفكوا رموزها،مثلما كانوا يفكون رموز الشباب بسياط (الظلاملوجيا)،أعادوا له(مجلاّته)قبل أن تزحف قاطرة الحرب القذرة،التي قصمت ظهر الحضارة الإنسانية الأولى،ليجد(رحمن)نفسه مكرهاً خارج بلدته الأثيرة(جلبلاء)،فهو يحتمل آلام الشعر ونيران الحياة البائسة،بيد أنه لا يحتمل تلك الحياة الرتيبة،في صحاري البلد الكبرى،حيث الرمال تتشكل مثل دهاليز لخنق أحلام الشباب،قرر الهرب،أسوة بكبار أدباء العالم الذين رفضوا الانخراط مع قرابين الساسة،وانزوى ردحاً من الزمن في مكان ما،مكان منسي،في قرية صغيرة نائية،حيث الوشاة عميان،من هناك كان يبعث رسائله(الشوقية) لأصدقائه،ويزودهم بآخر إرهاصاته الشعرية،وكل نهاية شهر تتسلل أمه إلى البلدة وهي تخبئ تلك النسخة من مجلته،داخل روحها خوفاً من(سيطرات التفتيش)،المتواجدة في كل كيلومتر،وفي كل مسلك يصلح للتنقل البشري،كانت أمّه الرائعة بكل مقاييس الأمومة،توصل رسائل الابن اللائذ في مكان أمين إلى زميل موثوق ليقوم هو بدوره بتمريرها على زملاء الثقافة الصادقة..!! *** حلم حياته الكبير لم يتحقق،ذلك الحلم الذي يؤرق كل كاتب في بداية مشواره،حلم إصدار الكتاب الأوّل،رغم أن(رحمن)كانت الكتابة الشعرية عنده(سيلان)،أوراقه في جيب بنطاله،قلم الرصاص بيده،عيناه تطاردان الأشباح الهائمة من حوله،لديه مخطوطات كثيرة تحمل عنوانات مثيرة،عاشقاً للسوريالية كان،لكنه كان صبوراً غير مستعجلاً لنشر ديوان شعري يمنحه راحة بال،ويقنع نفسه إنّه وصل الجبل المؤرق،جبل الشعر النبيل..!! *** مات(رحمن)بطل رواية(نافذة العنكبوت)،مات موتاً شعرياً،هكذا تلهج الألسنة في(جلبلاء)،وجدوه باكراً يتصفح بلدته،يسير بخطوات خجولة،يريد أن(يمتع النظر)لتلك الطالبات وهن ينثرن مراهقتهن إلى جانبي الشارع الرئيس،تلك هي من مفتتحات البوابات الشعرية له،يغزلهن في ذاكرته المتورمة برغبات فوق العادة،كان يمشي والقلم متحفز في يده،يرص الجمل،وتلك الكلمات المتناثرة من أفواه العابرين في الفجر إلى أبواب السماء بحثاً عن أقواتهم،كان يلتقط الضحكات المنفلتة،ضحكات خاوية،خالية من نبرات السعادة في بلاد تمقت الفرح،لأنها من وسوسات الشيطان،أو الفرح كما يزعمون(عبث)،مثلما تلتقط مناقير الطيور في بكرة الصباح حبوب الحنطة والشعير المنفلتة من ثقوب أكياس الفلاّحين وهم ينقلون محاصيلهم الفقيرة،لأن البلاد لها خصومة مزمنة مع الغيوم،كان يمشي ويتعثر بالحفر التي خلّفتها(بمبات)لا ترعوي من حراثة النفوس الحالمة دائماً وأبداً،كان يجمع تلك الكلمات ويغزلها(مسبحات)شعرية ليوم كان على أقصى درجات الصبر على مجيئه،مذ تم طرده من دائرته(موزع بريد)لأنه رفض بكل تواضع أن يتجحفل أو يتعسكر مع زمر الظلام التي أشاعت الفوضى في أزمنة(البعثلوجيا)،ومثلما فعل الشجعان،تنكب قلمه ودسّ رصيداً ممتازاً من أوراق فائضة عن الحاجة وعلب سجائر متنوعة في حقيبته ناسياً أو تاركاً بعض ما يملك من ملابس قديمة..قلت له يوم فراره: [..يا رحمانوف.. إذا بردت أجعل من قصائدك غطاءً بهياً..!! وإذا جاءك القيظ.. أجعل الشعر كلّه..مروحة كونية..!!].. هكذا هم أصحاب المواهب المطمورة في زوايا قصية من بلاد لولا الشعر لما دامت،لما بقت متواجدة متحدية،لكل إشكالات الغزو،منذ فجر السلالات البشرية..!! *** مرّت سنوات الألم والظلام بتثاقل حصدت النفوس وخربت الأذواق،مات من مات وضاع من ضاع وتعوق من تعوق وأسّر من أسّر،عاد(رحمن)من جديد إلى بلدته،من غير مصدر رزق،رفضته دائرته،ولم يجد سوى(جمبراً)أمام باب مرآب(جلبلاء)واقفاً مذ يهل الفجر وحتى منتصف الظهيرة،عين تبيع وعين تطارد الشعر،يكتب ويدس في جيب معطفه قصائده،ورافقته موهبة أخرى،الجانب الآخر من الشعر،موهبة الرسم ،في لوحاته يبدو الألم واضحاً،المكابدة والتفاعل المتواصل من أجل البقاء،يرسم تخطيطات بقلم الرصاص،لناس وجد الشعر الحالي لا يستوعب آلامهم(السيزيفيّة)..!!
*** مات(رحمن)وهو يترك زوجة تقاسمت معه شخصية البطل في رواية(نافذة العنكبوت)وحفنة مجاميع من القصائد،ورواية واحدة وقصص قصيرة ولوحات فنّية وحوارات أجراها مع ناس من البلدة،ومجلاته وعشرات المقطوعات الشعرية التي نثرها على صفحات الصحف والمجلات التي كانت مخصصة للأقلام الجديدة من غير شكوى أو تذمر،وبعض الترجمات من الكوردية إلى العربية..!! *** ربما يجد البعض في هذه الكلمات ما هو مخالف للواقع أو خروج عن مألوف العادة،كونني كتبت عن شاعرٍ غير معروف،سأقول قولي هذا،لم أجد من يحمل حرصه ومثابرته وعشقه للشعر،ولم ينقصه سوى القراءة الجادة،لتهذيب كتاباته،أو تشذيبها من الصور المرعبة،ومن يدري ربما سيكون الزمن القادم زمن الشعر المرعب،هكذا استقبلوا(أوراق العشب)يومها،والتاريخ الأدبي حافل بكل أنواع الإستهجانات التي استقبلت كتابات فوق العادة أو خارج نطاق الأذواق لأدباء تسيدوا فيما بعد الرفوف العالية من الثقافة الإنسانية ،فالزمن غالباً ما يخبئ النتائج الحاسمة،والشعراء الذين صاروا كباراً ماتوا صغاراً لأن(الأرض لم تعد تحتمل طيبتهم)كما ذهب(نيتشة)في وصفهم..!! *** من رأى(رحمن)أو أستشرف حياته،لابد أنه يجهر بالقول،(يا له من شخصية روائية من الطراز النادر)،شكله ومكابداته وسيرة حياته،كلها فقرات أستغلها الروائي(شاكر نوري)في رواية(نافذة العنكبوت)الرواية التي قالت كل شيء جرى في البلاد بعين ناقدة وساخرة،كان بطل الرواية(رحمن) وزوجته(......)كائنان جمعتهما القسمة،كان زواجهما،أو بالأحرى ليلة زواجهما ليلة مثيرة،أستغلها(شاكر نوري)وأضاف إليها الكثير من أمراض الواقع لتأتي رواية(صادمة)لم ترتح لها نفوس السلطة،لقد تنبأ الروائي بموت بطل روايته مبكراً،تاركاً الزوجة أسيرة تقوقع قبل أن تغدو فريسة لخيوط العناكب وهي تنهال لتتحد مع أغوارها،لقد مات(رحمن)باكراً لتأتي نبوءة(شاكر نوري)مدهشة،وكان الفارق الزمني بين موته الروائي وموته الحياتي لم تتعد عشر سنوات..!! *** مات(رحمن)ويموت آخرون،تاركين أحلامهم،عبر أوراق ربما سيبعثرها الزمن،تلك الأوراق فيها أشياء نافعة في كثير من الأحايين،لأنها تحمل البصمات الواقعية للأيّام،وتطلعات بريئة،لا تتعدى أحلام الفقراء ومشاعر البؤساء،والرغبات الخجولة لكل حالم في جوفه الصدق بكل تجليّاته..!! tahseen.garmyani@hotmail.com --------------------------------------------------------------------------------

بعقوبيون ...في حوار مع شاعر جمهورية البرتقال ابراهيم الخياط

الشاعر الوحيد الذي سحل تمثال الطاغية في مدينة بعقوبة يوم 10/4/ 2003 اعلن استقالته حيـنما رأى الزيتوني يقتحم وزارة الثقافة حاوره : ضياء السيد كامل شاعر ثمانيني تفتح سمعه على هديل اليمام في بساتين مدينة بعقوبة وخرير ماء النهر عام 1960 واغواه الشعر فركض خلفه تاركا كل شيء فأصبح شاعرا مطاردا لانه آمن بالحرية لشعب يبحث عنها وسار في طريقها حتى طورد واعتقل من قبل النظام البعثي المقبور لكن القدر شاء ان يكون شاعرنا اول من يضع السلسلة في رقبة الطاغية ويسحل تمثاله بكل شجاعة من احدى ساحات مدينة بعقوبة ويدور في شوارع المدينة ليعلن اعدامه الى الابد ولكن الارهاب الاعمى أصر على مطاردته من جديد بعد ان هجّره من مدينته فقام اراذل الخلق بقتل زوجته (ام حيدر) فذهبت مضمخة بدمها الى ربها شهيدة راضية مرضية ، ولان التضحية ديدنه اعلن استقالته من منصب مديرالإعلام في وزارة الثقافة عام 2005 عندما تفشت في الوزارة ظاهرة الزيتوني زمن وزيرها السابق نوري الراوي ليعلنها صرخة رفض بوجه كل ما يمت الى القتل بصلة ، انه الشاعر ابراهيم الخياط عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والناطق الإعلامي باسم الاتحاد والذي اصدر ديوانه الممنوع من النشر ( جمهورية البرتقال ) والصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد . _ كيف تصف شعورك و أنت تسحل تمثال الطاغية وتجوب به شوارع مدينة بعقوبة ؟ اذا كنت شاعرا فهي اجمل قصيدة واذا كان لها مدلولا فانه اذا كان في وقت النظام فالقلم والكلمات تكون عاجزة امام الذي حدث في 9-4-2003 كان هذا الحدث في 10-4-2003 كانت الفرحه غامرة واضحة وبادية على وجوه الناس بسقوط الطاغية وهم يشاهدونه من على شاشة قناة العالم وقد كانت المدينة هادئة وكانها تنفست الصعداء بعد ان جرى الانسحاب المخزي منها لرجالات النظام ولرموزه في حين انهم كانوا يعتبرونها ملاذا امنا لهم لكن المدينة لفظتهم والجميل في الامر ان الذي حدث لم يكن مخطط له ابدا وقد كان عفويا والذي اضاف له زحام السيارات المحملة بالعوائل وهي تعود الى العاصمة بغداد فكان عرسا كبيرا في بعقوبه في حين انبرى العشرات بضرب تمثال الطاغية . _ اعلنت استقالتك عـندما رأيت الزيتوني يقتحم وزارة الثقافة فكيف تنظر لواقع وزارة الثقافة اليوم؟ قد تكون خطوة مثالية ولكن الشاعر لسي فقط ان يكتب القصيدة ولكن في جميع علاقته مع زوجته واولاده ووظيفته وهموم بلده في كل شيء شاعر لانه يشعر بما لا يشعر به الاخرون فاستقالتي كانت هي رفض لحاله هجينه ضهرت في اروقة وزارة الثقافة من خلال وزيرها الذي كان عقيدا في شرطة السجون انذاك وليست القضية مرتبطة بشخص والدليل ان عقدة الوزير والوزارة تحولت الى ان الناس في المشهد الثقافي العراقي بات ينتظر اي تغيير وزاري ليعرف من هو الوزير وليس من الصحيح ان نتصور ان افضل شاعر عراقي او افضل ناقد او افضل روائي يصلح وزيرا للثقافة كلا ولكن نامل ان يكون ناشطا في الوسط الثقافي . _ باعتبارك الناطق باسم الإعلامي باسم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اين اصبحت قضية قطيعة اتحاد الكتاب العرب مع اتحادكم؟ ان القضية برمتها كانت مسيسة لانهم يعتبرون الادباء في العراق صنائع حكومة عيملة طيب كيف والحكومة ممثلة في الجامعة العربية وهناك اعتراف عربي وعالمي بهذه الحكومة ؟ هم لا يعجبهم العجب لانهم غير مقتنعون بنا اصلا ، وللعلم ان اتحاد ادباء العراق هو القيادة الوحيدة المنتخبه بشكل ديمقراطي من جميع اتحادات الادباء في العالم العربي باستثناء الكويت ولبنان وكلها اتحادات مسيسة من قبل انظمتها السياسية انهم قاطعونا لاننا لم نحارب دون سيدهم . _ بدأ العديد من شعراء العمود يقتربون بشكل كتابتهم للقصيدة العمودية الى قصيدة النثر كيف ترى هذا التغيير؟ ان هذا التغير الشيئ حسن ونستطيع ان ان نسميه انتعاش الشعر العمودي لاسباب ليست ادبية مثلا في الثمانينات استغلت قصيدة العمود لتعلبئة وعسكرة الشعب العراقي لخوض الحرب ولان ايقاع منبر القصيدة يتماشى مع ايقاع طبول الحرب اما حين استرخاء العواطف من عسكرة المتمع والخلاص من نظام شمولي طاغي فاشستي كان همه عسكرة المجتمع وتأليه الشخص الواحد فحين يعود المحتمع ان يعش طقوسه قد تكون سابقة قريبة عليها( الانتخابات تداول السلمي للسلطة منضمات خقوق الانسان الى؟؟؟)فكل هذه مجتمعة انعكست على النتاج الابداعي للشعراء وكذلك الصالة الثقافية غير مهيئة ورافضة الاي شيئ يذكرها بطبول الحرب وسياسات النظام البائد ولان حياة الشاعر في نشر نتاجه ولا يمكنه التقوقع على نفسه لذلك غير من شكل كتابة القصيدة واقترب من صنوف شعرية لم تكن طبلا للحرب وحاول ان يتجنب الانماط الاخرى لاسيما الانماط التي اتت بعد قصيدة . _ العشرات من الجوائز حاز عليها أدباء وشعراء العراق في بلد غير مستقر للان كيف تفسر هذه الظاهرة ؟ يا سيدي في ذلك النظام والان الادب بشكل عام ليس ملك احد نحن شعب حي لاننا اصحاب الحرف الاول والحضارة الاولى والازميل الاول وان ارقى الكتابات واعظم الابداعات تصدر حينما تكون تحت ضغط وظرف ماساوي وبشكل عام هو رد فعل من قبل الاديب على الواقع ثم هذه الجوائز ليست بغريبة على بلد فيه من الادباء الاحياء مثل مظفر النواب وحسين علي محفوظ يوسف عز الدين ولميعه عباس عمارة . _ الوعود التي حصلتم عليها من قبل رئيس الوزراء كاتحاد أين أصبحت وما تحقق منها على ارض الواقع ؟ وأين أصبحت المنحة؟ بالنسبة الى منحة السيد رئيس الوزراء تم رع الاسماء الى وزارة الثقافة من قبل اتحاد الادباء وطالبونا بتصنيفها الى ثلاث فئات لكننا رفضنا هذا التصنيف لانه تذكرنا بتصنيف النظام السابق للادباء والمبدعين على شكل فئات (ا ب ج)، وبما اننا اصبحنا في دولة قانون ودولة مؤسسات بعض الضوابط قانونية وهذه لا تحتاج الى تدخل الادباء ان المجلس المزمع تاسسيسه وسيكون بمسشاركة جميع الادباء والفنانين من كافة محافظات العراق وهذا المجلس هو اشبه باللجنة الاولمبية وهذا المجلس سسيكون مسؤولا عن اقامت المهرجانات والابداعات الفنية والادبية ونحن كبلد نمتلك امكانيات مالية هائلة يمكننا النهوض بالثقافة العراقية . وعلى سبيل المثال ان وزارة الثقافة في مصر لها امكانيات مادية بسيطة وعدد كبير من المبدعين استطاعت من اقامة هكذا فعاليات ثقافية وفنية وادبية رغم الامكانات المادية المحدودة وفي دول الخليج العربي على سبيل المثال دولة الكويت عدد بدعيها نسبة الى عدد سكانها قليل جدا لكنها تمتلك الثرواة الهائة لتاسيس مجلس للثقافة فنحن بالتاكيد لوجود عدد المبدعين الهائل و الثروات الكبيرة احق في تاسيس مجلس لثقافة . _ انك شاعر ثمانيني كتابة ونشراً لماذا لم تصدر أي ديوان قبل جمهورية البرتقال؟ سابقا كنت انشر في الصحف العربية خارج العراق وكانت تعطيننا مكافآت مالية كانت تساعدنا على سد حاجاتنا البسيطة ومبتعدا كل البعد عن صحافة النظام وللامانة ان النظام لم يكن يحاربني ولم يكن يمنع النشر عني لكني انا الذي قاطعتهم وانا الذي حاربتهم ولم اشأ ان الوث قصائدي بمجده الزائف هذا من جانب اما الجانب الاخر بعد سقوط النظام تسلمت منصب مدير الاعلام في وزارة الثقافة استحيت من نفسي ان اطبع ديوانا لي لكي لا يقال انه لولا لم يكن في وزارة الثافة لما استطاع ان يطبع ديوانا له وكذلك في اتحاد الادباء وعندما اصبحت ناطقا اعلاميا فيه والاتحاد يصدر سلسلة مطبوعات ايضا أبيت ان اقدم ديواني للطبع لان لا يساء الفهم باني فضلت نفسي عن باقي زملائي ولكن مع ذلك صدر لي ديوان مع سلسلة النشر الاول المشروع القائم بين اتحاد الادباء ووزارة الثقافة ولا انسى جهود الاستاذ جهاد مجيد الذي اجبرني والح علي ان اقدم مسودة الديوان للطبع وكان لاستاذي ناجح المعموري فضلا من خلال اختياره احدى قصائدي عنوانا للديوان كما تفضل علي الاستاذ الفنان محمد سعيد الصكار بتصميم الغلاف واختيار احى لوحاته للغلاف.

الشاعرالبعقوبي موففق العاني يطبع ديوانه الجديد ( بغــداد زهرةٌ في زمن الجفاف )

بعد غياب طويل عن الوطن وعن مدينة بعقوبة وانقاطاع اخباره عن اصدقائه ومحبيه الشاعر موق العاني يطل على موقع بعقوبيون من نتاجاته الشعرية الجديدة و بعد صدور ديوانيهِ ( رصاص في عيون الموت) و( آهات مكفنة ) صدر الديوان الثالث ( بغــداد زهرةٌ في زمن الجفاف ) في دولة الامارات العربية موقع بعقوبيون يهنئ الزميل الشاعر العاني ويتمنى له مزيدا من الابداع والتألق.

في رحيل المبدع (ابو نوار) / موفق العاني

أديب ابو نوار النجم الذي لايغيب
أشــرقتَ نجــما!! وأفِلتَ نجــما!! وكنتَ وستبقى نجـــما ..... عَشِقتَ المشــاكسةَ فعشـــتَ عنيـــداً ورحــــلتَ عنيـــداً لا يحلو مجلسٌ إلا بوجودك ولا يشتدُ نقــاشٌ -إلا بوجودك كُنتَ لغــزاً مُحيراً في نظر الكثيرين وصُندوقاً يمتلئُ عطراً لمحبيك وعارفيك يامن فتنتكَ خضرةُ البساتين وعشقتَ بهرزَ وبعقوبة فغنيتَ لهما وبكيتَهما وهاهما يبكيانك وتُرفَعُ فيهما راياتُ الحدادِ لفقدناك وفي أزقتهما تَصهِلُ مقاطعُ بيانك لقد كان وجودُكَ إثــارةً وشعرُكَ إثارةً ورحيلُكَ خسسارةً ........ تبتْ يدا شانئُكَ ايها المبدعُ الصغيرُ الكبير لطالما أزعجتني بصغرك ونلتَ إعجــابي بكبرك وفي كليهما كُنتَ محبوباً أراكَ دوماً في عيون المبدعين أيُها الراحلُ عن العيون الحاضرُ في القلوب

الفضائيات الشاعر موفق العاني

من ديوانه : آهات مكفــنة...وعلى الأرض السلام ياأخا الأحزانِ..... قد نلتَ الريـــادة ياأخا الأوطانِ.....في عامِ الرمــادة أيها المسلوبُ.....قولاً وسلاحاً وإرادة لا تسل عني......فسيفي مُغمَـدٌ منذُ الولادة هكـــذا قالت فضائياتُ(سوسو) عن شهيدِ الأرضِ في عيدِ الشهادة وسفيهُ السفهاءِ !!!!! يحمـــلُ قَيثـــاراً (للورة)!! يقطعُ الأذانَ في أرضِ الحضارة.. وعيونُ الأهلِ تغفــو بهناءٍ وسعادة.. صمتُهم كانَ الغطاء........ ودموعُ النسوةِ الثكلى وسادة.. ................................ وَيحهم إنَ الشهيد!! يبعثُ الموتَ لكي تحيا الحياة!! ويرى الناسُ الــدماء تَرتوي منها الحقول.. وأغاني الشعراء .............. لا تقل أني جُننتُ!! هكذا كُنتُ على مر الزمانِ أعشــقُ الصـدقَ...فيقذفهُ لسـاني!! هل ترى أني جُننـــتُ؟ يومَ أهــديتُ لأعدائي حصاني!! لا تَسلْ...... عن سيفكَ الُمغــمدِ في ظهرِ أخيــك.. فهو أمرٌ لا يَهمُك. هكذا قالوا لنا قبلَ بيعِ النفطِ ...في سوق(ال....) واجتثاث الشجر القدسي أو موت الشهادةِ والطهارة.. وفضائيات السكـــارى تــملأُ الدنــيا غناء..ونباحاً وعَواء إنها ترسمُ في ذاكَ السيادة.. لا تقل أني جُننــت... إن أشعــاري أخي نارٌ ونور وكؤوسٌ مُترعَاتٌ بخــمـور.. فاحتسيها__ياأخا الآهاتِ__في دنيا السرور نُخَباً في صحــةِ الصلحِ العظيم وضياع الأرضِ والنصرِ القديم في لقاءٍ ضمَ (شارونَ)و(كافورَ)و(مبكى أورشليم) وعلى أقصى النبواتِ ...السلام

((ليلة الملاك)) ملعبة خيال طفل

((ليلة الملاك)) ملعبة خيال طفل سعد محمد رحيم نعرف النص الأدبي بأنه رواية حين قراءته، حتى وإن لم يكتب الروائي على غلاف كتابه كلمة ( رواية ). نقول هذا على الرغم من عدم وجود معايير ثابتة نهائية قارة للرواية ومتفق عليها من قبل النقاد. وعلى الرغم من وجود نصوص كثيرة متباينة في لغتها وأساليبها ومبانيها وخصائصها الفنية تطلق عليها جميعاً تسمية (رواية ). وما زلت شخصياً مقتنعاً بتصنيف وتوصيف الناقدة يمنى العيد للرواية بالمقارنة مع القصة القصيرة والأقصوصة من خلال طول شريطها اللغوي.. بهذا المعيار هل يمكن عد نص ( ليلة الملاك )* لنزار عبد الستار رواية؟. أم هي ( قصة طويلة ) أو ( قصة قصيرة طويلة ) كما يحلو لبعضهم أن يسميها؟ أعتقد أن هذه المسألة ربما أقلقت الكاتب في أثناء تأليفه لعمله ومن ثم تصنيف جنسه الأدبي قبل دفعه للنشر. والمعروف أن نزار عبد الستار هو واحد من أبرع كتّاب القصة العراقيين من الجيل المتأخر. صحيح أن النص المعني يغطي بأحداثه مساحة زمنية واسعة، وصحيح أنه يحوي شخصيات عديدة تتحرك على رقع جغرافية رحيبة، لكنه مختزل بشريطه اللغوي، وجملته لا تنفتح على أفق الرواية الشاسع بل تلتم في ضمن اقتصاد اللغة المميز للقصة القصيرة.. هذا لا ينتقص بالتأكيد من قيمة النص الذي نحن بصدد تناوله. وسنجنّس النص مثلما فعل مبدعه.. سنقول أن هذا النص "رواية" وسنتعامل معه هكذا، على الرغم من بعض تحفظنا الذي أشرنا إليه. يبدو للوهلة الأولى أن نزار عبد الستار في روايته الآنفة الذكر يتحرش بالتاريخ، ومنه جزء أُسبغ عليه هالة القداسة وجرى تأطيره بخط أحمر، ويحاول صياغة حكاية مؤسطرة تستمد عناصرها من الحاضر ومن الماضي في الوقت نفسه. وهو في حقيقة الأمر يفعل هذا وأكثر من هذا، متعاطياً ببراعة وذكاء مع مادته.. يشطح في الخيال ليطيح أحياناً بالمنطق والمعقول. وأي جهد حقيقي لفك شفرات نصه الروائي يضعنا أمام ممكنات لا تعد للقراءة والتأويل. فقد سعى الروائي لمراوغة وضع سياسي واجتماعي كان قائماً بكتابة تأخذ القارئ في طرقات وعرة ملتبسة يحتاج معها إلى قدرة عالية وصبر للمضي حتى النهاية. ما الذي يبغيه الروائي في ( ليلة الملاك )؟ هل مقصده التشكيك بالتاريخ المكتوب والتنكيل بما أو ببعض ما وصل إلينا منه؟ أم ترميم ثغراته؟ أم تراه رمى إلى إعادة بنائه بعد تفكيكه؟. إن مادة التاريخ المتوفرة والمبذولة في آلاف المخطوطات والكتب تجعل الكاتب في حيرة من أمره، غير أنها تحرّضه أيضاً على أن يفعل شيئاً.. أنقول أن ينتقي؟ ربما، فلابد من الانتقاء أولاً. لكن هذا ليس كل شيء.. هناك طريقة التعاطي مع المادة المنتقاة، وقبل ذلك كيف عليه أن ينتقي. وعند أية عتبة تبدأ فعالية الخيال؟ ما أراه أن نزاراً أراد أن يقدّم عملاً فنياً في البدء، ومن ثم أن يُفهمنا شيئاً بخصوص وضع معاصر عاش تفاصيله بوعي وقلق ولم يكن التاريخ له سوى ذريعة، سوى قناع. فلا أظنه يقصد التاريخ لذاته، أو حتى يفكر بإعادة صياغته.. إن ما يؤرقه هو كيفية بناء نص فني يكون بمثابة الشهادة على عصر وحقبة شهدت أحداثاً جساماً وتحولات أغلبها كارثية.. يجول في الموصل الحالية ويأخذ شخصيات حقيقية من المعاصرين، عاشت أو ما تزال في هذه المدينة التي يحتفي بها. والتاريخ يبقى كما في معظم قصصه لعبة نزار، مرتعه الثري. وإذن لا يريد لروايته أن تكون بديلة لكتاب في التاريخ أو حتى مناظرة له. ولا يرغب أبداً أن يحل محل المؤرخ وبأي حال. في آن معاً يجعل الروائي الماضي يتلبس الحاضر وبالعكس، ويجعل الأسطورة تخترق الحاضر لتضيء زوايا معتمة منه. فالأسطورة، هنا، تقوم بمهمة استكشاف دقيقة في الواقع الراهن. ولا يستعير الروائي أسطورة بعينها كما فعل كثر من الروائيين مع أساطير وملاحم قديمة مثل يوليسيس وجلجامش.ولا يأتي بشخصية أسطورية معروفة وإنما يبتدع شخصيته الأسطورية الخاصة ويمنحها موقعاً ودوراً في حكايات وأساطير وقصص قديمة، ومنها قصص من الميثولوجيا الدينية، أو في التاريخ الحقيقي والمؤسطر للعالم كله. مركِّزا بطبيعة الحال على الأساطير العراقية، ولاسيما تلك المنبثقة من أرض نينوى القديمة في ضمن إطار الحضارة الآشورية والبابلية. إنه يتلاعب بمدونات التاريخ وبمحتوى الأساطير ويلفق أحداث روايته بما يثري فعل السرد، مسمّياً كائنه الأسطوري ذاك ( السمارتو ). والسمارتو لا يرد له ذكر في أي من الأساطير والملاحم التي اطلعنا عليها. إنه يبزغ في حلم طفل. حتى لكأن الرواية برمتها تبدو وكأنها جولة تفقدية في حلم يقظة هذا الكائن الغض الصغير، أو منامه. وكأن فضاء الرواية هو فضاء الحلم نفسه، أو ملعبة خيال طفل. فيما اختيار الاسم ( يونس ) لم يأت اعتباطاً فهو يحيل إلى النبي يونس ( ع ) الذي يقع مرقده في الموصل، وثمة جامع شهير باسمه، له مكانة قدسية عند معتنقي الديانات الكبرى، ولاسيما عند الموصليين.. يونس بطل روايتنا استعير اسمه في إحالة مقصودة ليونس النبي. وهناك إشارات لهذا في متن الرواية، كما في المقطع الآتي حيث يبث الروائي رسالة معينة تجسد واحدة من غاياته وهي تأكيد الرغبة بالسلام مقابل فضح بشاعة الحروب، وإن بلغة فيها تهكم واضح؛ "قال أسرحدون بأنه آمن بكلمة الرجل الطيب، العائد من بطن السمكة، لذلك لن يكون لنينوى أي جيش بعد الآن ما عدا كتائب التبشير، وصنوف الكلمة الطيبة". وأن يكون الحلم خاصاً بطفل في العاشرة وليس برجل بالغ فهو من أجل أن يكون الأمر مقنعاً طالما كنا نتحدث عن معجزات وخوارق وحوادث لا معقولة تدور تفاصيلها في ذهن من هو بهذا العمر، وفي لاوعيه. إلا أن عنصر الإقناع في الرواية يضعف نوعاً ما حين يتمادى الراوي ( أو الروائي ) في استجلاء وعي طفلنا بالتاريخ وبالواقع. نحن في ملعبة خيال إنسان صغير السن كما قلنا، أو في أفق حلمه، لكن ما يُسرد علينا ليس محض شطحات وخيلات مفككة وإنما بناء سردي ينم عن معرفة واعية بالواقع والتاريخ، ويتسم ببنية متماسكة متقنة الصنع. يتحدد زمن السرد بليلة واحدة، غير أن زمن الحكاية يمتد ليغطي أحداثاً جرت عبر آلاف السنين.. يخرج الطفل يونس بصحبة الكائن الأسطوري ( السمارتو ) الذي هو برأس صقر وجذع إنسان وله أجنحة مثل الملائكة، ومقصدهما الموصل، ومنها ( اقليعات/ الموصل القديمة ) بدءاً من مدينة الألعاب فيها. وما يفعله السمارتو هو أنه يحقق أحلام الطفل في هذه الليلة ويريه مدينة نزعت عنها كآبتها، وخرجت من ظلام ليلها التقليدي ولبست رداءاً جديداً مضيئاً. وإذ ذاك يحكي بعضهما لبعض.. السمارتو عمّا جرى في الأزمان القديمة والحديثة، ويونس عمّا يتمنى. وها هو السمارتو يعرّف نفسه؛ "أنا حارس آتو نبشتم.. عملت في صناعة السفينة، وكنت ملاّحه الخاص.. حاربت معه من أجل إنقاذ البشرية من الغرق... هو الذي أطلقني من السفينة للبحث عن اليابسة". يستحيل السمارتو إلى ذاكرة للتاريخ.. أرشيف حر ومتشعب له. فالسمارتو شارك في صنع الحدث التاريخي كما يدّعي ( يصدّقه يونس الطفل الصغير ــ المروي له ــ ويصدقه القارئ أيضاً )، والسمارتو هو راوي التاريخ في الوقت ذاته. وفي لحظات معينة يغدو ضميراً له.. إنه ليس الضمير السعيد البريء والنقي، بل يحمل قدراً كبيراً من لوم الذات والندم وينزع إلى الاعتراف، وإن كان يتهرب أحياناً من بعض الأسئلة ويحاول إخفاء بعض الحقائق. "فتح السمارتو عينيه ليعترف أمام يونس، وكائنات الخضرة، بأنه ارتكب أحقر وأبشع المجازر، وأن رحمة البشر لن تقدر على غفران ( 43156781 ) جريمة ارتكبها انتقامه طوال قرون الانشقاق التي عاشها". يغوص السمارتو في ذاكرة يونس، أم تراه يلبِّسه ذاكرته؟، ثم يبدأ بالتقصي فيه. ويونس كما لو أنه الحاكم الذي يضع التاريخ متمثلاً بشخص السمارتو في قفص الاتهام. أو إنه ضميره الذي يستجوبه بشدة. مثلما السمارتو هو بحسب قراءة وتأويل ما ممثل ضمير التاريخ وصوته. من جانب آخر فهذه الرواية هي رواية مكان، فبتحديد زاوية القراءة من منظور مكاني نستطيع القول أن البطل في رواية ( ليلة الملاك ) هو المكان/ نينوى الحالية/ أولاً حيث يغدو مصغراً لبلد أكبر هو العراق. فنجدنا مع نينوى بتاريخها وجغرافيتها.. بطبيعة أرضها وناسها بعاداتهم وتقاليدهم ومسراتهم وأوجاعهم، وبظروفها السياسية والاجتماعية.. برائحتها.. بما تنطوي عليها من حضارة ومنجزات، وما فيها من عبق الماضي البعيد. وإذن فقد خلق الروائي حكاية مؤسطرة تنبع عناصرها من مكان بعينه، أو هي حكاية مفعمة بنكهة مكان بعينه، بزمنه الحاضر وتاريخه الموغل في القدم. والآن؛ من وجهة نظر من تُسرد أحداث ( ليلة الملاك )؟ من هو راوي هذه الرواية؟ أين موقعه من الحدث المسرود؟ أهو الراوي كلي العلم الذي ليس بوسعنا التعرف عليه بيسر لأنه ببساطة لن يخبرنا بأي شيء عن نفسه. لابد أن يكون الأمر كذلك فما يفعله هو أنه يكشف لنا ما يدور ليونس الطفل بصحبة السمارتو، في وعي يونس وذاكرته وتشظيات خياله. لكن كثير مما يكشف عنه الراوي لهو أكبر وأعمق وأعقد من أن يكون بوسع طفل عمره عشرة أعوام التعبير عنه، أو تخيله. لغة الراوي ساخرة.. سرده يقطر سخرية وتهكماً.. إنها سخرية متعمدة لاجتياز حواجز وممنوعات والإطلالة على الأحشاء.. لا شيء كالسخرية يعرّي ويفضح، ويفصح عن المكنون. وهي لغة تنساب من غير أن تتفلت وتضيع.. تكسر سياقات السرد التقليدي من غير أن تقع في فخ التعمية والإطناب الذي لا معنى له، والذي غالباً ما يقع فيه متوهمو الحداثة. وهي تذكرنا بلغة وأسلوب الراحل محمود جنداري وطريقة استثماره لعناصر الموروث في كتابة القصة الحديثة. وهذا لا يعني، بأية حال، أن نزاراً الذي له نبرته ولغته المميزة في البناء السردي يقلد الجنداري. ( ليلة الملاك ) رواية ترغمك على البحث عمّا وراءها.. عمّا لم تقلها.. تغريك بولوج الفراغات الكثيرة المتمنعة التي تتركها. فهذه رواية مختزلة مضغوطة لا تعطيك بسهولة مفاتيحها بيد أنها تغويك بفتح أبوابها الموصدة.. رواية مكتوبة بلغة حديثة على الرغم من أنها تحاكي في مواضع كثيرة لغة وأسلوب الشاعر العراقي القديم، مبدع الأساطير والملاحم. "اخرج يا آتو نبشتم مع بذور الحياة إلى رياح الجهات الأربع، وقرّب قربانك، واسكب الماء المقدس على قمة اقليعات.. انصب سبعة وسبعة قدور، وكدّس أسفلها القصب، وخشب الأرز، والآس، ثم خذني معك إلى فم الأنهار". •· ( ليلة الملاك ) رواية: نزار عبد الستار.. دار أزمنة ــ عمّان.. ط1/ 2008.

موقع بعقوبيون يعزي الزميل المصور محمد عدنان مطر

ببالغ الحزن والاسى تلقينا خبر وفاة المغفورة لها والدة الزميل محمد عدنان مطر ونتقدم بالتعزية للزميل محمد عدنان ولعائلته ونسأل الله سبحانة وتعالى ان يلهم ذويها الصبر والسلوان ويتغمدها برحمته الواسعة وانا لله وانا اليه راجعون .

احزان ليست خاصة / الى روح الشاعر أديب أبو نوار

الشاعر طـــــــــه هاشم
بعد عذاب حريق بعد مخاوف شتى كانت تدخل كهفك حين تشاء بعد هوىسحري صار جنونا فيما بعد بالعطروبالليل أما النجم فحبيبك ظل ينير لك الدرب الى بعض ضفاف الخوخ هنالك عند الشاطىء حيث ترفرف روحك كل مساء وتمارس حزنك كيف تشاء وهنالك حيث الليل لا يتدخل فيما لايعنيه وكالعادة يقضي السهرة عندك مذهولا قمر منتظرا أن تخرج من صمتك أو دهشتك الاولى لكنك تأبى مالم تستقبل يوما آخر بالدمع و بحزن أكثر جدوى

قصيدة: أشواق للشاعر : طه هاشم

بعقوبة يا بعقوبة يا بيت النور ومرسى الحور طوبى للمبتلّ بقطر نداك المشغول ببعض هواك أيتها المغرورة جدا جدا أيام القدّاح وأماسيّ المشمش والتفاح ألف دعاء باليمن لعصافير الصبح على نخلك وفوق شبابيك الأهل وعلى أغصان التوت وفوق الأسوار في جنّاتك أينعت تناولت رحيق الطلع وغنيّت ترشّفت حليب التين
في جنّاتك كان جنوني الأول
كان البوح وهناك هناك عند دروب الغزلان نصبت شباكي وهناك هناك ذهلت لكنّي لن أنسى ضيعة تيجاني وتمائمي الذهبية في تلك الجنّات لن أنسى ضيعة روحي ورحيقي في تلك الطرقات يوم أسائل عن عينيك وأدقّ الأبواب أيتها المذهولة مثل غزال في (سوق الجمعة) قد طال أوان الد مع وفي سجنك شيّبت ولايمكنني النسيان ولا الكتمان taha_hm49@yahoo.com

قصيدة / ( بغــدادُ يازهــرةَ الأشــواقِ ) للشاعر موفق العاني

قصيدة / ( بغــدادُ يازهــرةَ الأشــواقِ ) للشاعر موفق العاني أضناني الشوقُ حتى استفحلَ الوجـــعُ والعمرُ ولى فما للهـــوِ مُتَسَــــــــعُ في الطيفِ هــاتفني صـوتٌ يُسأُ لني ماذا دهاكَ أخــا الأشــواقِ مُنقطـــــعُ أهــكذا فيــكَ يغتــالُ المشيـبُ هوى بالأمسِ كُنتَ بــهِ تُعنــــى وتَضطــلعُ ألســتَ أنتَ الـــذي أبــدعتَ صـورَتَهُ تقولُ ذا سُنــــةً للناسِ تُتَبــــــــــــعُ وكُنتَ تَكتــبُ للعشـــاقِ أُ غنيــــــةً َسِـنُ للحــبِ دُســــتوراً وتبتـــــــــدعُ تَصولُ في ساحِهــم حـمـالَ رايتــــهم وشـعرُكَ الآنَ عمـــا كانَ مُمتقـــــــعُ فَقُلتُ إنَ الهــوى ضيــعتُ شِــرعَتَهُ من بعـدِ ماداخَلَتْ أفــكاريَ البـــــــدعُ وإنَ عَينيَ صــرفُ الــــدهرِ أ تعبــها وذا الـزجاجُ على الأجفــانِ مُضطجعُ ولم تَعــدْ مــَنهــجَ العشـــاقِ تَقـــرأُهُ وليسَ فيهــا بَــريقُ الأمــسِ يَلتمــــــعُ والأُذنُ كــانتْ لِبعــضِ الحيِ عاشقة أيامَ كانــتْ لصـوتِ الغيــدِ تَســـتمـــعُ لكنهــا وزَمـــانُ المــرءِ ذو غِيــــرٍ قـد باتَ فيها لصــوتَ الشيبِ مُــرتَبَعُ فــَدعْ مُعــاتبتي يا بِــدءَ قــافـــــيت لأنني بِهمـــموي اليــومَ مُنــــــــصَرِعُ طَلقتُ لهوَ شبــابي بائنـــــاً ولــــهُ في خافقييَ سحابٌ بَرقـــُهُ لُمَــــــــــعُ وذكــرياتٌ منَ المـــاضي تُـــؤُ رقُني تأتــي كما الغيمُ أحيــــــاناً وَتَنْــــقَشِعُ تَـرتـادُها في سـكونِ الليــلِ قــافيــتي لَعلنا عَبْــرطَيفِ الــــنومِ نَـــجتمـــــعُ وأرتــوي من رِضــابٍ ســـاغَ رَييقُهُ والروحُ من عَـذبــهِ تَحيا وتَـرتِبـــــعُ بغــدادُ يازهــرةَ الأشــواقِ يا رِئتــي أَ سْـرجتُ خيـــلي إليـكِ اليومَ أَ نتجِعُ

شعر شعبي/ اليها .. واليها فقط / عمر الدليمي

اجمل البحارة الخاسرون ، الذين على قمصانهم رائحة البحر وملح الخسارات اجمل الشعراء هم الفاتحون الذين اشادوا وطنا من حنين اجمل النساء انت لأن البحارة والشعراء ماعادوا سوى بأحلامهم واحاديث عن حورية قد يكون البحر لم يعرفها ابدا * * * احاول ان اتهجى اسمك مثل الشهادة ، لأني اخاف الموت دون ان اشهق بك .. * * * هل الخريف قريب من بيتك ؟ هل تلمّحين الشتاء في الافق البعيد ؟ ذلك أنا احاول ان اكتب قصيدة ترغبين بمداعبة حروفها .. * * * قد لا أحْسِنُ الشعر لكني متأكد بأنني أحْسَنُ من يتحدث عنك * * * إنطفأ العالم .. وصمت .. فأضاءت أصابعي وتحدثت . * * * المدينة حلمٌ والسلام شمس .. مازال الليل جاثما رغم تململ المدينة ولم ينبلج الفجر بعد .. يا لي من بليد لأني نسيت انك غائبة ! * * * ربما توجد آلاف الاسماء ، لكني غير معني إلا أن أسمي يومي باسمك ، وكم ضللت الطرقات ، ذلك لأن بوصلتي معك .. * * * ربض الفجر عند شرفتك ، وملت الشمس الانتظار .. استيقظي لكي يشرق نهار آخر على الأرض * * * أشعر بأني بحاجة لمليون امرأة ، لكي اردم فراغ امرأة واحدة .. * * * كم أقدس المدنيّة ، عندما أزيح ندف الثلج عن شعري قرب منزلك ، فيما تتحدثين أنتِ في هاتفك النقال .. * * * ومع ذلك .. لا أثق بأن الإنسان الأول هو آدم وحواء ، وأن العالم لم يبدأ بالنمو على نهدك الأيسر ! * * * كم أبحث عن أصدقائي الشعراء ، ويا أسفي كونهم يجهلونني ، أكُلّ ذلك لأنك غائبة ؟ * * * غالبا ما كنت أعبث بحياتي ومازلت ،، فمتى تنتبهين إلي وتنسين انشغالاتك التي اكره ؟ * * * لي أخطاء كثيرة ، وذنوب صغيرة ، لكني متأكد بأن الرب السامي يبتسم لي كطفل ، ذلك لأني ابتكرت جنونا رائعا هو أنت ! * * * القطط تأكل صغارها أحيانا ، والعراق أيضا ، أنا ارتجف لأني صغير ، فمتى تعودين لتصطحبيني الى الحديقة ؟ * * * أنا تعبت وأحتاج حضنك آه .. سأحتضن القصيدة .. إنها لا تغيب !