نحاول دائما أن نرسم صورة جميلة لمدننا ونمنحها هويتها الثقافية عبر ما يرسمه مثقفيها من صور لها , فالهوية الثقافية لأية مدينة هي بالتأكيد انعكاس طبيعي لثقافة أبنائها وامتدادهم على خارطة الثقافة في عموم العراق ليكونوا بالتالي ضمن الحراك الثقافي للبلد بصورة عامة ويساهموا في نهوض بلدتهم بصورة خاصة , ومما لا شك فيه فإن محافظة ديالى كما يعرفها الجميع من المدن التي كانت لها بصمات واضحة في الثقافة العراقية منذ عقود طويلة يساعدها في ذلك قربها الجغرافي من العاصمة بغداد وتنوعها الديمغرافي بقومياتها العربية والكوردية والتركمانية التي شكلت نموذجا مصغرا للعراق يضاف إلى ذلك طبيعتها الجغرافية ما بين السهل والجبل وبالتالي مناخها المعتدل بشكل عام ,
وقبل أيام قلائل التقيت بعدد من رواد الثقافة في مدينة الخالص بعد غيبة طويلة عنهم لأجدهم أكثر حماسا من ذي قبل رغم الآثار النفسية الكبيرة التي تركتها الأحداث الدامية الأخيرة ليس على المدينة فحسب بل على نفسية سكان هذه المدينة وبالتالي أنعكس تردي الوضع الأمني على مجمل الحياة بما فيها الحركة الثقافية التي بدأت تنشط أكثر وأكثر في الأسابيع والأشهر الأخيرة , إلا إنني وفي زحمة كل هذا وجدت أن الأمل يحدو أبناء الخالص على تجاوز محنتهم هذه عبر إصرارهم على استمرار الحياة بالشكل الذي يريده الله لا كما يريده الشياطين ووجدنا في الأعداد السابقة من الرافد الجديد تفجر مكنونات أبناء هذه المدينة الرائعة عبر قصائد الشعر واللوحات المعبرة التي رسمتها أنامل مبدعين استطاعوا تصوير مشاهد تعجز مخيلة الآخرين عن وصفها وهذا بحد ذاته تحدي كبير لقوى الشر والإرهاب , تحدي يحمل رسالة الأمل والحياة ويصنع غدا هو بالتأكيد أكثر إشراقا مما يتصوره الآخرين وغايتهم بالتأكيد إيجاد معالجة نفسية للمدينة المكتظة بالحزن , وهذه المعالجة تبلورت في جانب منها في الحفل التأبيني الذي أقيم لشهداء المدينة في مؤسسة تربوية شامخة حضره نخبة من تربوي الخالص ألقوا كلماتهم وقصائدهم ومعها تقاطرت دموعهم , إنها معالجات نفسية تحتاجها كل المدن التي تحل بها نوائب كبيرة , هذا ما نحتاجه من المثقف هو أن يكون هو العلاج للجراحات والبلسم لها , لقد اعجبني جدا ثبات أبناء الخالص ورجاحتهم وفصاحتهم وامتصاصهم للصدمة التي حلت بمدينتهم وأبنائهم الغيارى , وهذا شأن كل المدن العريقة الممتدة جذورها في أعماق التاريخ والمكتسبة لبقائها من صبر ابنائها وإدامتهم للحياة فيها وفق قوانين الخالق لا قوانين المخلوق , تلك هي مدينة الخالص وتلك هي ديالى دائما تنتصر على المعاناة ومن وسط دموعها تكتشف ابتسامة الأمل وهذه الإبتسامة هي عنوان من عناوين الحياة التي تراها واضحة جدا في مدينة تغفو على ذراع دجلة تارة وعلى تلال حمرين تارة أخرى , تحيط بها الشمس من جميع الجهات لتمنحها ألق أكثر وتحفزها لأن تصنع المستقبل المشرق .
وقبل أيام قلائل التقيت بعدد من رواد الثقافة في مدينة الخالص بعد غيبة طويلة عنهم لأجدهم أكثر حماسا من ذي قبل رغم الآثار النفسية الكبيرة التي تركتها الأحداث الدامية الأخيرة ليس على المدينة فحسب بل على نفسية سكان هذه المدينة وبالتالي أنعكس تردي الوضع الأمني على مجمل الحياة بما فيها الحركة الثقافية التي بدأت تنشط أكثر وأكثر في الأسابيع والأشهر الأخيرة , إلا إنني وفي زحمة كل هذا وجدت أن الأمل يحدو أبناء الخالص على تجاوز محنتهم هذه عبر إصرارهم على استمرار الحياة بالشكل الذي يريده الله لا كما يريده الشياطين ووجدنا في الأعداد السابقة من الرافد الجديد تفجر مكنونات أبناء هذه المدينة الرائعة عبر قصائد الشعر واللوحات المعبرة التي رسمتها أنامل مبدعين استطاعوا تصوير مشاهد تعجز مخيلة الآخرين عن وصفها وهذا بحد ذاته تحدي كبير لقوى الشر والإرهاب , تحدي يحمل رسالة الأمل والحياة ويصنع غدا هو بالتأكيد أكثر إشراقا مما يتصوره الآخرين وغايتهم بالتأكيد إيجاد معالجة نفسية للمدينة المكتظة بالحزن , وهذه المعالجة تبلورت في جانب منها في الحفل التأبيني الذي أقيم لشهداء المدينة في مؤسسة تربوية شامخة حضره نخبة من تربوي الخالص ألقوا كلماتهم وقصائدهم ومعها تقاطرت دموعهم , إنها معالجات نفسية تحتاجها كل المدن التي تحل بها نوائب كبيرة , هذا ما نحتاجه من المثقف هو أن يكون هو العلاج للجراحات والبلسم لها , لقد اعجبني جدا ثبات أبناء الخالص ورجاحتهم وفصاحتهم وامتصاصهم للصدمة التي حلت بمدينتهم وأبنائهم الغيارى , وهذا شأن كل المدن العريقة الممتدة جذورها في أعماق التاريخ والمكتسبة لبقائها من صبر ابنائها وإدامتهم للحياة فيها وفق قوانين الخالق لا قوانين المخلوق , تلك هي مدينة الخالص وتلك هي ديالى دائما تنتصر على المعاناة ومن وسط دموعها تكتشف ابتسامة الأمل وهذه الإبتسامة هي عنوان من عناوين الحياة التي تراها واضحة جدا في مدينة تغفو على ذراع دجلة تارة وعلى تلال حمرين تارة أخرى , تحيط بها الشمس من جميع الجهات لتمنحها ألق أكثر وتحفزها لأن تصنع المستقبل المشرق .