أبا العُرْبِ ما كَلَّتْ قناً وسيوفُ-- وذا الشعبُ نارٌ والرجـالُ حُـتوفُ
يصولُ على حشـــدِ البغاةِ لأنَّهُ-- ببــــاطلهِ فَــــــردٌ وأنتَ أُلـــوفُ
وأهلوكَ مَنْ أهلوكَ بأسـاً ونجـدةً-- قواضبُ جُردٌ والعتاقُ صفوفُ
ودارٌ لكلِّ العُربِ دارُكَ مــوطني-- ونبــعٌ لكلِّ الضامئينَ ضَفَّــوفُ
وحُصنٌ مَنيعٌ لا يُطالُ شموخُهُ-- وللمجدِ من رَيبِ الزمانِ ُطنـوفُ
وإنَّا وإن طالَ النزالُ بســاحِنا-- وماتَ لنا طفلٌ وشـحَّ رَغيـــــفُ
سَنُبقيكَ يافخــرَ العروبةِ مَعْلَماً-- وسوراً عليــهِ المَكرُماتُ تَطـوفُ
ونمضي الى ثَأرٍ نَحُـثُّ ركــائبـاً-- لها بينَ سمعِ الخافقينِ حَفيـــفُ
ونَكتُبُ في صدرِ الزمانِ قَصائداً-- دِمــانا لها يومَ الفتوحِ حُـروفُ
ونُـــرخِصُ أرواحاً إليكَ عزيزةً-- إذا شَحّ يومَ الداهماتِ نَــــزيفُ
أرى وجـهَ بغدادٍ يُغــطي جفونَهُ-- قَتـامٌ ووجهُ الشمسِ فيهِ كُسوفُ
فَـدُرنا عَليها حامليـــنَ نفوسَــنَا-- لـيبزُغَ فَجــرٌ باسِمٌ وشَـــريـفُ
وكُـنّا لأهلِ البغـيِ حَتفاً مُحتَّماً -- إذا اشتَّـدَ من هَولِ الحِمامِ وَجيفُ
أُولاءِ صِغـارٌ ما دَروا حَقَّ قَـدرِنا-- وإنَّ عَرانينَ الجبالِ تَنــــــوفُ
تَركنا على ظَهرِ الثَرى جيفاً لهم-- عليها الطيورُ الكاسراتُ رُفوفُ
فيا أملاً للفتحِ والنصرِ بوركتْ -- سَجاياكَ ولترغمْ بـــذاكَ أنــوفُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق