الصفحات

اعياد بعقوبة في ايام زمان اليوم الثاني / المخرج ثامر الزيدي

بعقوبة تصبح مدينة ثائرة على التقاليد في بقية ايام العيد ففي اليوم الثاني تخرج فتياتها ونسائها بأجمل الملابس بتسريحات العذارى المراهقات والمتزوجات منهن تتخطط و تتحمر او تضع الديرم على وجهها وتبرز كذلتها بدهن يلمع شعرها المجعد وقد كشفن جزء من اجسادهن الجميلة فتتوجه هذه الجموع اما الى المراجيح حيث الالعاب بصحبة اطفالهن وخواتهن وامهاتهن وحتى احياناً عجائزهن يلتقين باسمات مع صديقات العمر الذين فرقهم الزواج في بعقوبة او خارجها وبين الحين والآخر تسمع الضحكات الصاخبة فتصيب الشباب المراهق ومن دخل سن الرجولة بالجنون والشبق ويختار كل منهم فتاته ليداوم على ملاحقتها ومراقبتها وكثير من هذه اللقاءات اسفرت عن زواجات ناجحة لان البعقوبلي حريص على حبه وعائلته وكانت حالة الطلاق نادرة جداً وعند الظهر تتوجه الجموع الى ضريح ابو دريس المفرع حيث الموسيقى والدبكة يؤديها شباب القرى المجاورة يضاف اليهم القادمين من كنعان وبلدروز وقد ارتدوا الصاية والجاكيت والجراوية ووضعوا في جيب صدرهم عدد من الاقلام يظهر منها كلبس القلم المعدني (راس القلم ) من فافون وتظهر هذه للناظر يمسدها صاحبها دوماً وربما تكون بلا قلم ولكن الشاب يتصور ان رسالته ستصل للفتاة على انه يقرأ ويكتب ويستطيع مراسلتها تستمر الدبكة ويتولى الشباب على راس الجوبية وهو يعتقد ان عدد المعجبات به فاق العدد المطلوب مع كل هلهوله ولكنه في النهاية لا يجد محبوبته لانه من اطراف بعقوبة ولا يعرف مكان سكنها اجواء الفرح هذه تصاحبها عربات تحمل اناس بمختلف الاعمار وهم يغنون وحتى النساء تشارك في الجولات واصغرهن تضرب الدنبك والبقية يغنين واشهر اغنية للبعقوبيين عندما يمرون من امام كهوة عبد غيدان في المحطة المقابلة لموقف سيارات بهرز (( عفية كهوة عبد غيدان ما بيج واحد حلو )) وآخرين عمي يابياع الورد وعند مرومرهم اما السينمات وقت انتهاء عروضها فتخترق الجموع بصعوبة مع (( صجمات ) الصبايا وهن يجاوبن بضحكات عالية تنفطر لها قلوب البعقوبيون المحرومين الذين ما زالوا في بعقوبة اما من اعد للعيد خرجية كبيرة لا تزيد عن دينار او دينار وتصف فيذهبون الى بغداد وهم طبقات فمنهم من يذهب باللوري الباص وسعره 50فلس ومن يذهب بابو الجام ب200 فلس واما اصحاب الكشخة والجيوب العامرة من اسطوات البناء فيذهبون بسيارة قمارة وسعرها 200 فلس للنفر يشتركون بدفع اجرة متميزة وكبيرة للسائق وهو صديقهم وربما كان معهم في العيد السابق ويعرف رغباتهم فيبقون في بغداد لساعة متاخرة والبقية تعود عصراً بعدما رفهوا عن انفسهم باللهو وبعد انتهاء العيد نسمع ما جرى لهم من غرائب وعجائب ونكات ليستمر العيد و تذهب الجموع الى الشريف في ذاك الصوب في اليوم الثالث لتواصل مهرجان الافراح وكلها تعلم ان اليوم الاخير سينتهي ومن بعده الكسلة ومدته نصف نهار ومع ذلك يزهون بوقتهم ولحظاتاهم ولا يفكرون ان بعد العيد سيعودون الى سابق عهدم من كدح وعمل وحب واخوة وحميمية متفردين بها ابناء بعقوبة الاحبة





ثامر الزيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق