قصة قصيرة : صحوة الضمير / ماهر نصرت

في الخامسة  فجراً من كل يوم نذهب نحن فتيان المدينة بأجسادنا الهزيلة ووجوهنا الصفراء البائسة وعيوننا النعسة لنتجمع كالجند في ساحة العرض أمام أنظار أبو إيهاب الرهيب مقاول البلدية المعتق ورجل الرشوة المخضرم المشهور بالقسوة والظلم والمراوغة وأكل مال اليتيم والسطو على العقود الدسمة بعد  سهرةِ خمرٍ ونساءٍ وعشاء يقضيها بصحبة رجال المدينة أصحاب الجيوب الممتلئة والكروش المنتفخة الذين يسيطرون على عقودِ العمل ويمنحوها لمن يشاءون .
بعد إكمال مراسيم تعدادنا الصباحي وإعادة قراءة الاسطوانة اليومية المليئة بالسبِ والشتمِ والتهديد بالطرد والحبس وقطع لقمة العيش ، تنقلنا عربات قديمة نحن جموع الزبالون أنصاف البشر إلى أحياءِ مدينتنا الجرباء ونبدو بملابسنا البيضاء المرقعة عندما نتموج في أحواض عرباتنا العرجاء كأننا خرافٌ مُتراصة تساق لأجلها المحتوم الى مجزرة المدينة ....