قرية البساتين والخضرة والنهر الجميل نفضت غبار الارهاب بعد صولة فرض القانون فيها لتفتح شبابيك بيوتها لضوء الشمس التي انبلجت بعد ظلام طويل اراده لها ظلاميو القاعدة لتؤسس للثقافة والفنون منتدى يرمم الخراب الذي حل بكل تفاصيل القرية وازقتها وبساتينها انها بهرز تلك الانثى الغافية على انغام جريان نهر ديالى الذي وهبها الحياة والخلود منذ القدم المتعطرة بشذى قداح برتقالها وظلال نخيلها الذي تربى تحته خيرة الفنانين والادباء والرسامين البهرزيون الذين شكلوا علامات فارقة في الحياة الثقافية والابداعية العراقية. في اصبوحة هي الاولى بعد سنتين من الابتعاد عن العاصمة بغداد استضاف نادي الشعر في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الكائن في ساحة الاندلس منتدى بهرز الثقافي والوفد المشارك في هذ الاصبوحة والتي كانت حافلة بالوان الابداع افتتح الاصبوحة القاص صلاح زنكنة رئيس اتحاد ادباء ديالى الذي رحب بالسادة الحضور مثمناً دور الاتحاد في مد يد العون للنشاطات التي يقيمها بين فترة وأخرى أدباء المحافظات، ثم ألقى رئيس اتحاد الادباء الناقد فاضل ثامر كلمة تثمينية خص بها منتدى بهرز على فعالياته وعلى الدور الذي يقوم به الأدباء خارج المنتديات او داخلها في عموم العراق وقال أيضا إن الشعب العراقي الذي يمر بظروف صعبة في حاجة ماسة الى لملمة جراحه في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها منذ سنوات والتي بدأت مؤخرا بالتقهقر. واضاف الاستاذ فاضل ثامر أن مشاركة منتدى بهرز، تلك القرية الجميلة، يعني علامة من علامات الصحة والحياة في ديالى وبهرز بشكل خاص مؤكدا أنها ظاهرة صحية أن ينبثق من تلك القرية منتدى أدبي بعيدا عن العنف والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، ينشر كلمات الحب والمعرفة ويؤكد أن الحياة عادت من جديد في هذه القرية وغيرها من مدن العراق. بعد ذلك قرأ الشاعر جاسم بديوي رئيس نادي الشعر كلمة النادي مشيدا بانطلاقة المنتدى الثقافي الادبي في بهرز واصفا ايه بانه نقطة ضوء استمدت شعاعها من السلام الذي بدأ يستتب في قذه القرية الخلابة التي خرجت العشرات من الادباء والشعراء والمبدعين متمنيا لهم مزيدا من الابداع. وقرأ كلمة منتدى بهرز الاديب قاسم صالح الذي تحدث فيها عن نشاطات أدباء ديالى في أوقات مختلفة رغم الظروف الصعبة التي مرت بها مدينة البرتقال في ظل الهجمة الشرسة للارهاب مضيفا إن المنتدى تأسس قبل خمسة شهور في شباط 2008 الجاري فقد كان منذ لحظة تأسيسه يعنى بعموم التفاصيل الثقافية من شعر وقصة ومسرح ، كما انه مد اهتماماته الى بقية الفنون كالفن التشكيلي والتصوير وفن النحت وغيرها من الفنون، وقد نفذ هذا المنتدىعدة فعاليات ثقافية وفنية ، كما انه اقام أماس كثيرة ادبية وشعرية احتفى فيها بأدباء وشعراء عراقيين من محافظة بابل ومن بقية المحافظات. الشاعر خالد البهرزي افتتح القراءات الشعرية بمقاطع شعرية نثرية وقصائد من الشعر الحر تضمنت صور مختلفة من معاناة ابناء القرية ، ثم ألقى الشاعر عمر الدليمي رئيس رابطة الاعلاميين الموحدة في ديالى قصيدة نثرية حملت عنوان ( رجل شجرة) جاء في بعض مقاطعها: لااقطف الورد ... أنا بلا أصابع ، الحديقة أختي ... وغالباً ما أغفو على ردائها . أخضرها ، غيمة لمحتها – ذات صلاة – على قميصك أختي رشقت عصافيرها بالبراعم ، إذ أشرقت شمسك ،وغمزتني بحبور . حيائي فزّّّّّّّّ مثل قبرة ساهمة ،ناصرني ليمون ، وحط ّ الأفق ، رفّ حمام قربي ، الحمام ضنّ صوتك آذان ، ففرش سجادة رائحتك وصلى ... كنت غافية على دمعة من كلام ... حينها لم أكن وحدي مثلما ألان ! كنت أعرفك ، اعرف عصافير، وقصائد ، وأصدقاء . مع ذلك لااريد أن أكون أميرا ً في صحراء ، ولذلك – وكلما جأرت العواصف بالغبار – هرعت إلى أختي الحديقة هداياها جميلة أختي ، كلّما زرتها بادرتني بقبس منك ، ثم تغسل روحي باخضرها ... أخضرها الذي يلوذ وراء غلالة من نسيان ، ويشيح بوجهه - قليلا – عني لم قد يظن إنني متطفل بذكريات ذابلة ؟ لست سوى رجل حزين .. القصيدة نالت اعجاب الحاضرين معبرين عن ذلك بالتصفيق الحار معلنة ان الشعر في ديالى بخير ولم يستطع الارهاب نحره بسكاكين الحقد ضد الانسانية. بعد ذلك قرأ الشاعر مشتاق عبد الهادي اخر قصائده التي ضمنها معاناة تهجيره عن مدينته وعوده اليها بعد عامين فلم يجد تلك الحسناء التي كانت باذخة جمالا وروعة وهي تسرح شعرها على ضفاف نهر ديالى الذي استحال نهيرا صغيرا وكأن فراق اهله اتعبه والحنين اليهم اذاه فتبخر ماءه. وضمن فعاليات الاصبوحة افتتح معرضا للتصوير الفوتوغرافي للمصور سامي ابو ريا حيث عرض مجموعة من الصور التي تناول المعرض الحياة اليومية لمدينة بهرز التي تتميز بطبيعتها الخلابة وكذلك اتسمت لوحاته بالواقعية والحياة العامة من مهن شعبية وصناعات يدوية وحرفية اضافة الى صور لاطفال والبيوت القديمة والشناشيل. |