الى أخوة جعفر, حيدر, طالب ومن نسيتهم
قلق
ظل يساوره كما ساور الاخرين من قبله وسيظل كذلك لمن سيأتي من بعده, فالاختيار ليس
سهلا والطريق الى الحرية ليس سالكا ببساطة كما يظن البعض, ففكرة الانتماء, أي
انتماء سينطوي على شكل من أشكال التحدي والمجازفة سيظل يؤسرك صباح مساء حتى وان لم
تبح به, ففي بلدان العالم المصنف على خانة الديكتاتوريات الشديدة البطش, يعد لجوءك
الى خيار المعارضة للحزب الحاكم وللفرد الحاكم مهما كان حجم وشكل وطبيعة هذا
الخيار, يعد ضربا من الانتحار, وينطوي كذلك على الاستعداد الدائم للتضحية, وقد يكلف
ذلك حياتك وانت لم تزل بعد في الربع الاول من انتمائك السياسي, فلا
بد اذن من التأني والتريث واعادة الحسابات أكثر من مرة.
ولطالما نحن في وارد سبر شخصية الغائب الحاضر الفنان جعفر عبود فلا بد من
العودة الى بعض المعطيات التي توفرت من هنا وهناك, مضافا لها جملة من الانطباعات
الشخصية التي قد يتفق عليها البعض و يختلف عليها البعض الآخر, والحديث هنا عن
انتمائه السياسي تحديدا, فصاحب الذكر نصفه يساري الهوى ونصفه الآخر هائم في عالم من
الخيال والبحث عن نغمة من الجمال تطمأن لها الروح الأمارة بالسعادة الابدية. هذا
ماقيل عنه أو ما رماه البعض به وما لم ينكره أيضا.