ليمونة اشنونا تضيء من جديد .. ديالى تحتفي بالتشكيل والشعر والصورة الفوتوغرافية بعقوبة – عمر الدليمي بعقوبة المدينة التي احتضنت الكثير من رموز الإبداع في الآداب والفنون وتركت مساهمات أبنائها بصمة واضحة على خارطة الثقافة العراقية ، وحلم فنانو العراق مثل شاكر حسن أل سعيد ومحمد غني حكمت وخضير الشكرجي وحتى فائق حسن وجواد سليم – حسبما يذكر الفنان التشكيلي مثنى البهرزي – بان تكون هذه المدينة عاصمة للثقافة العراقية ، كونها تمثل العراق بكل تكويناته الاجتماعية والعرقية وتحوي بين جنبيها تعايشا فريدا للأديان والثقافات يمتد عميقا في تاريخ المنطقة والبلاد ، فضلا عن الطبيعة الخلابة ، وهو ما جعلها بيئة نموذجية لاشتغال التشكيلين فكانت مصدرا
رجل شجرة ..... عمر الدليمي
لااقطف الورد ... أنا بلا أصابع ، الحديقة أختي ... وغالباً ما أغفو على ردائها . أخضرها ، غيمة لمحتها – ذات صلاة – على قميصك الداخلي أختي رشقت عصافيرها بالبراعم ، إذ أشرقت شمس نهديك ،وغمزتني بحبور . حيائي فزّّّّّّّّ مثل قبرة ساهمة ، ونشْرت روحي على ماس جسدك ، لكي لا يخلب لبّ ملائكة ندمان ناصرني ليمون ، وحط ّ الأفق ، رفّ حمام قربي ، الحمام ضنّ صوتك آذان ، ففرش سجادة رائحتك وصلى ... كنت غافية على دمعة من كلام ... حينها لم أكن وحدي مثلما ألان ! كنت أعرفك ، اعرف عصافير، وقصائد ، وأصدقاء . مع ذلك لااريد أن أكون أميرا ً في صحراء ، ولذلك – وكلما جأرت العواصف بالغبار – هرعت إلى أختي الحديقة هداياها جميلة أختي ، كلّما زرتها بادرتني بقبس منك ، ثم تغسل روحي باخضرها ... أخضرها الذي يلوذ وراء غلالة من نسيان ، ويشيح بوجهه - قليلا – عني لم قد يظن إنني متطفل بذكريات ذابلة ؟ لست سوى رجل حزين .. بهدوء أتوسد صدر عشبة ...
ابراهيم البهرزي : مطر أخير في المفكرة
في يديك، يقول للصغير المبلل الرأس، في يديك هذه التي سأتركها الآن، تستطيع أن تلم بحرا، يقول لولده الصغير المبلل الرأس، بحرا تلمه، لكنك لن تنحر فيه،الذي يأتي من السماء لا يباع ولا يشترى، تستطيع أن تدون المطر حبة حبة،بهدوء شديد، حين يصبح الإبهام ازرقا، فان الدموع تكون على وشك الرحيل،تكبر حبات المطر فجأة، لأنها تريد إنهاء المهمة، يداك الناعمتان تكفران شيئا فشيئا بنبوة الاستحواذ.أيها الصغير المبلل الرأس، في الطين الذي سبرناه تسير الحيات، في البرقالذي سرقناه عونا للعيون السكرى، في الطريق القليل الذي مد أمالنا أكثر منألف طفولة معادة، أيها الصغير المبلل العين، أيها الفرخ الذي يعتزم مقاضاةالريش، دع لنا الغيم وبعد كل غيم، طريقة أخرى لفتح المظلات إلى أقصىغنجها، دع لنا بعد الغيم، شمسا أقل من الضوء، تنمنا في فضائح الوحل آبدين،كالمغامرة الحمقاء، بدينة وذات ظرف، وخفة روح، ايها الصغير المبلل، فييديك اللتين ساترك، لتلمس أوراق الموز الحنونة، في الأصابع الخضراء للنجيل العالي، في جميع الوصاية الخجولة لآنسات الطبيعة..أيها الصغير المبلل، خذ المعزين بفقدان المخيلة، لا تأخذ الراعي ولا المالك ولا البستان، الذكرى تستهدف أحلامها، والماضي يستسلم بود لأعاجيب النسيان،سأدس في يديك الناعمتين رسالة، ضمها عن المطر الذي سأعافك فيه، لم يديك،سنفترق الآن أيها الصغير المبلل الرأس، ستأخذ المطر كله ورسالتي الصغيرة...
الست الذي علمتك الطريقة والطريق؟
يدك الناعمة التي ضمنت في خيفة المطر وخيانات الدروب، ستضع حريرها فيالجيوب الخفية للنادمين وتترك ناسية
كلنا
كل أفق لنا
كل تافهة من عظائمنا
كل شيء شديد الأهمية......
انغلق الأمر مثل يديك انغلقنا ولا شيء يعني سوى أن نكف الشتاء عن الصلعة الباردة.
قصة وقصيدة : مؤيد سامي
قصة
في يوم ما هذا اليوم من الأيام الغريبة في حياتي ، فحيثما أذهب أرى أشخاصاً يشبهون أناساً أعرفهم ، وعندما وجدت الشبه شديداً جداً سألت أحدهم بعد أن سلمت عليه: ألم تعرفني؟ أجاب معتذراً بأنه لم يتشرف بمعرفتي سابقاً . قلت له: ألست فلاناً الفلاني؟ أجاب بعد تفكير قليل : كلا .. لست هو ، أنت واهم .. تأملت وجهه ملياً ، الفرق الوحيد إن هذا الشخص ذو وجه مضغوط من الجانبين وأكثر استطالة .
بلاسم الضاحي : بعض ( ما قالته النخلة للعشاق ) عن أخبار العراق
إلى الشاعر وديع العبيدي
صــــدفــــــة ….وأنا افرغ كتبي من أكياسها المغبرّة والمرزومة بغير انتظام بعدما أنزلتها من على عروشها الملكية حيث كانت تستقر فوق أرائكها الموغلة بالكبرياء في مكتبتي بعد ان تسربت بكل حروفها الى خزين الذاكرة التي تقلبها وقتما تشاء وتنظف أغلفتها الزاهية من أتربة الزمان لتعيدها مزهوة بعطر أسماء مبدعيها الى حيث عروشها .حملتها قبل ان احمل زوادة سفري الذي هجّرته ورقة ليلية دسّت من تحت الباب ،حملتها إلى حيث لا ادري كشاهد على خيباتياو ربما ……… ؟ !وصدفة ……وأنا ارتب كتبي ربما للمرة الـ ( …. )
بلا مبالغة لأننا نقطن وطنا يقف عند آخر طرف قرن ثور مجنون يغيير مواقعه الكسولة بقدر ايام السنة
بلا مبالغة لأننا نقطن وطنا يقف عند آخر طرف قرن ثور مجنون يغيير مواقعه الكسولة بقدر ايام السنة
وفاءاً للزميل الراحل اديب ابو نوار
تحية طيبة يتقدم بها اليكم ايها الاحبة الاعزاء موقع (بعقوبيون) وهو موقعكم الجديد ولسان حال ادباء ديالى دون استثناء ويسرنا ان ندعوكم لتقديم استذكاراتكم او نتاجاتكم الادبية لمناسبة قرب حلول السنة الاولى لرحيل الشاعر والاعلامي الزميل ( اديب ابو نوار ) وذلك لاننا بصدد اعداد ملف خاص بهذه المناسبة وفاءا منا ومنكم لهذا الشاعر والزميل الذي فارقنا دون وداع ورحل بلا تشييع ، متمنين لكم مزيد من الابداع نستقبل نتاجاتكم على ايميل مشرف الموقع:
( thiea_alsaied@yahoo.com )
آثمون / ابراهيم الخياط
من قصائد مهرجان المربد الخامس ـ البصرة 9ـ11 أيار 2008
آثمون
وبأصداء يتكلمون
التفاح ،
والغراب ،
والمعلمون ؛
.............
ومريرا ً
هجرتني التعاليم
على أرض الخرافة
وعلى قبلةٍ ما ارتضيتها
كانت صلاتي
وترانيم السلافة
وغلاة يكتمون ؛
آثمون
***
يعرفون َ،
أية أسرار تتهادى
في انسكاب الضوء
من كوكب عشاق ٍ
بأرجوحة
يعرفون َ،
كما يعرف الحوذي روحه
يعرفون الخطيئة المسفوحة
والهمهماتِ التندى
على جبهات الفرح الكسيحة
باحتباس الجعة والليمون ؛
آثمون
****
رأيتهم ظلّ الندامى
على دفاتري
وعلى أوراق المحاضر
وفي اشتعال المواعيد
قبل الحبيبة ؛
قبل رؤاي الحبيسة ،
قبل رجيع الخواطر
يكتبون الوهم المدلّ
بين سطور الرصاص
وفي صفحة المعارك المهيبة
نائمون ؛
آثمون .
اتحاد الشعراء الشعبيين في ديالى ينعى الشاعر محمد الغريب
وداعاً محمد الغريب وبقيت قصيدة (مذكرات ج .م)
ببالغ الاسى والحزن ينعى موقع( بعقوبيون) رحيل الشاعر الشعبي الكبير (محمد الغريب) الذي وافاه الاجل اثر صراع طويل مع المرض لم يمهله كثير. يذكر ان الشاعر محمد الغريب هو من تولد مدينة كربلاء عام 1965متزوج مرتين وله خمسة اطفال كبراهم (سمر) والتي كان يكنى بها.
سلاما لروحك ايها الطيب والشاعر الانسان الذي من عرفك لم ينسك ارقد بسلام وهدوء بعيدا عن ضجيج السلاح والاصوات النشاز التي طالما ادنتها ايها الاخ والصديق والشاعر.
بين العراق الملتهب وشواطئ استراليا تذوب المسافات / بلاسم الضاحي
حوار ادبي عن طريق الماسنجر الشاعر بلاسم الضاحي والكاتب صباح الانباري
عندما يتحول حوار المحبة بين صديقين حميمين شتتهم أسباب الحروب وما آل إليه وضع العباد والبلاد لا تجد بداً من أن تذهبا طواعية إلى رابط مشترك في الهم والاهتمام فوجدت نفسي وأنا التقي صديقي المبدع المغترب صباح الانباري نجر أنفسنا طواعية إلى الخروج من ذاتية الأشواق والاشتياق نحو مساحات اهتمامنا الثقافي وحيث ان سيدنا (النت) حفظه الله يعطيك كل ما تتمنى فقد وفر لنا عناء السفر إلى ( استراليا ) حيث يقيم الأنباري هناك أو فلنقل صعوبة السفر إلى هناك لصعوبة الحصول على الجواز العراقي ( G ) طبعا والحقيقة لا ادري لماذا سمي بهذا الحرف ربما تيمنا ( بالجاي إلنا ) أو تيمنا بالجديد
حوار مع المصور المغترب محمد عدنان مطر
المصور المغترب الحائز على جائزة البولتيزير العراق افضل زاوية لتصوير العالم حاوره موقع ( بعقوبيون) :
ان كان للخبر الصحفي وجه ولغة واحدة فللصورة الصحفية اوجه كثيرة وتعابير اكثر طلاقة فانها تتكلم بأكثر من لسان وتنطق بالحقيقة التي ففي كل الحروب الحديثة هناك هناك جنود مجهولون شرسون يقتفون اثر الحدث ولا يقلون اهمية في كتابة التاريخ عن قادة تلك الحروب، وفي حربنا ضد الموت و الخراب والظلاميين من جهه وحربنا السياسية المحتدمة لبناء العراق من جهة اخرى يبرز دور المصور الصحفي محمد عدنان مطر كواحد من الاعلاميين النشطين في محافظة ديالى وهو يحمل (كاميرته) ليوثق ويوصل بلقطاته الساخنة دموع الامهات المفجوعات بابنائهن وصراخ الاطفال في ازقة الخراب واشلاء الشهداء الزكية فكلها رسائل
ربيع ، مطر، وآذان قصيدة لشاعر بهرز الراحل اديب ابو نوار
الليمون الازرق ذاك المتلأليء عند اسيجة الطريق ونزلة البرد، في النصف الثاني من الربيع وقصائد شاعر لم يلحق بعصر المغول وانت لا، كل الذي كان الليمون ونزلة البرد وقصائد الشاعر واشياء خلف موعد المطر هي كلها التي يجتهد فيها السؤال لذا انت تنزلقين دون اسئلة او غمام في المتعة في ذروتها المدهشة ووقت اذان الفجر حيث تدب الهوام ويتجرد البرد من الضباب تنكمش روحي.. او تلتاع قليلا ثم ينبض مرتجفا اين انت؟ انكمش ثم احيو اعيد السؤال اجدك تحولت من الياسمين الي السخام ممتع ان يكرر الشاعر اخطاءه ممتع لانه سيسقط في الهاوية ويتخلص العالم من تخرصاته هذه بدعة تأسست في لغة الاجلاف اشباهي اشباهي، انا الراكض خلف مستغفليه لكي يكرر مأساة مجنون نام علي وسخ في ليل وعندما تنفس الصبح بكي حنينا لوردة كان نساها في عمر
( البناء السردي في شعر شيركو بيكه س ) للدكتور فاضل عبود التميمي
صدر للناقد الدكتور فاضل عبود التميمي كتابا جديدا
يحمل عنوان ( البناء السردي في شعر شيركو بيكه س )
نتمنى للناقد مزيدا من الابداع في مسسيرته الادبية، يذكر
ان الدكتور فاضل عبود التميمي هو تولد محافظة ديالى
قرية بابلان وقد هجّر قسراً من داره من قبل العصابات
الاجرامية. موقع بعقوبيون يتمنى عودة سريعة للكاتب
الى دياره بين اهله واصدقائه وطلابه في جامعة ديالى
كلية اليرموك.
الف مبروك من (بعقوبيون) لــ الكاتب سعد محمَّد رحيم والشاعر صفاء المهاجر
جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة لعام 2008 تتوِّجُ ثلاثةً وسبعين فائزاً جديداً بلغَ عددُ المرَشَّحين المُتقدِّمين لنَيل جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة للعام الحالي 718 مشتركًا ومشتركة، جاءوا من خمسٍ وأربعين دولة، وكتبوا في سبع عشرة لغةً، هي: العربيَّة (الفصحى والمَحكيَّة)، الفرنسيَّة، الإنكليزيَّة، الإسبانيَّة، الرُّومانيَّة، الهُلَّنديَّة، الدَّنمركيَّة، الإيرانيَّة، المونوكوتوبا (من لغات الكونغو)، الأرومانيَّة (لغة سلافيَّة قديمة)، الإيطاليَّة، التُّركيَّة، الهنغاريَّة، الكرواتيَّة، اليونانيَّة، البلغاريَّة. وأمَّا قِطافُ هذا الموسم (الموسم السَّادس) فجاءَ جوائزَ نالَها ثلاثةٌ وسبعون فائزًا وفائزة، وتوزَّعت على النَّحو التَّالي: 1- جوائزُ التَّشجيع: إفلين مانكو (الكونغو)، جسِّي لحُّود (لبنان)، نوزاد جدعان (سوريا)، محمَّد سرحان (البحرين). 2- جوائزُ الاستحقاق (من خارج المسابقة): نضال القاسم (الأردن)، محمود الحرشاني (تونس)، سمير خلف اللَّه الأندلسيّ وسعد سعود شخاب (الجزائر)، السَّيِّد عبد العزيز علي نجم (مصر)، علي كاظم داود وحسن السَّلمان (العراق)؛ (ومن داخل المسابقة): أنيتا
الكاتب المسرحي صباح الانباري يطلق موقعه الاليكتروني
موقع الكاتب المسرحي صباح الانباري
اطلق مؤخرا الكاتب المسرحي صباح الانباري موقعه الاليكتروني(http://www.sabahalanbari.com)
وقد رغب ان يكون يوم المسرح العالمي والموافق 27 اذار من كل عام هو موعد الاعلان عن موقعه، يتضمن الموقع السيرة الذاتية للكاتب وكذلك المؤلفات التي صدرت له وكذلك جميع المقالات والاعمدة الادبية والفنية والمسرحياتويتضمن ايضا البوم صور وحوارات اجريت معه، يذكر ان الكاتب صباح الانباري هو من مواليد مدينة بعقوبة وقد هاجر الى استراليا في العام 2006 بعقوبيون تتمتى لـ الكاتب صباح الانباري المزيد من الابداع والتألق في سماء الكلمة والادب والمسرح.
http://www.sabahalanbari.com/
دراسة نقدية: الشاعرة شيرين . ك .. بيـن معياريـة اللغـة النثريـة وفنيـة اللغـة الشـعريـة
الشاعرة شيرين . ك .. بيـن معياريـة اللغـة النثريـة وفنيـة اللغـة الشـعريـة بلاسم الضاحي بدءا لا بد أن أعترف بان الشاعرة ( شيرين .ك أو شيرين كمال أحمد ) اسم لم أطالعه شخصيا من قبل أن تقع هذه المجموعة بين يدي وان كان وصولي إليها متأخرا فإنها صدرت عن دار الثقافة والنشر الكردية عام 2005 والقصور ليس في عدم شائعية هذا الاسم أوانتشاره أو تسويقه إعلاميا بل ربما كان بسبب عدم قدرتنا على أن نلم ونتابع بكل ما يصدر وينشر بهذا الكم الهائل الذي جاد به علينا سيدنا ( ألنت ) ونوافذه الكثيرة والتي تحتاج إلى جهود مضاعفة للإلمام ببعض ما يطالعنا به على مدار الساعة ولكثرة الصحف اليومية التي أغرقتنا بفيض نعمها سيدتنا ( حرية الصحافة ) وتنوع صفحاتها الثقافية ، خصوصا إذا لم يصرخ الاسم صرخة مدوية تنبهنا بقوة إليه وكون الشاعرة تكتب باللغة الكوردية وتعمل في مجال الصحافة الكوردية كان لنا نصيبا ضيقا من سماع صرختها التي بقيت محصورة ضمن جغرافية مداها وبقينا خارج مجال التغطية أو خارج دائرة إمكانية التعرف عليها مبكرا . عتبة العنوان : قبل أن نذهب إلى المتن لابد أن نتوقف قليلا عند واجهة المجموعة ( الغلاف ) والتي زينتها صورة شخصية للشاعرة تعمدت في أن تحيطها بشئ من الضبابية والتشويش الذي أخفى الملامح الحقيقية
الشاعر والقاص د. ماجد الحيدر يبث تهجيره القسري لـ (بعقوبيون)
الشاعر والقاص د. ماجد الحيدر يبث تهجيره القسري لـ (بعقوبيون) ما بين ديالى ودهـوك جسر من الحلم اعبره كل مساء حاوره: ضياء السيد كامل هجم الجراد الزرقاوي على مدينته فأحتطب كل شيء فيها الانسان والبستان وكان نصيبه ان سلبوا بيته واحرقوا مكتبته، تلك التي كانت ملاذه في سنوات الطغيان والتجهيل الزيتوني، تلك المكتبة التي نهل منها معارفه وثقافته، وليس هذا فقط بل فقد كل ما بناه طيلة ربع قرن من العطاء البيت والعمل والاصدقاء حيث استحال كل شيء في عينيه رمادياً بلون الرماد الذي احرق كل اشياءه الجميلة مفارقاً البساتين والدروب وتلك الليالي التي لا تشبه الا الاحلام بعد ان حمل لقب(مهجر قسراً) واصبح يعيش المنفى في بلاده لكنه لم ييأس فهو الان يسكن فوق قمة جبل في كردستان منتظراً الامل الذي يعيده الى داره فهو يحاول ترميم حياته ليقف على قدميه من جديد.. يكتب قليلاً ويقرأ كثيراً
ادباء مهجّرون... الشاعر والمسرحي والناقد بلاسم الضاحي في ضيافة ( بعقوبيون)
* عملية التهجير الرخيصة لم تؤثر ولم تتحول عندي إلى محنة قاسية
* الواقع الثقافي في ديالى كان وما يزال وسيبقى واقعا حيويا معطاءً
حاوره: ضياء السيد كامل
مبدع لا يمكن ان تُـؤرَخ الثقافة في مدينة بعقوبة الاّ وهو في طليعة مبدعيها عرفته منابر الشعر والمسارح وشوارع مدينته وبساتينها شاعراً ومسرحياً وناقداً وإنساناً طيباً كما الخبز انه بلاسم إبراهيم الضاحي الذي ولج الحياة عام 1957 في محافظة ديالى – قضاء بعقوبة – ناحية كنعان – 60 كم شرق العاصمة بغداد. ماجستير / أكاديمية الفنون الجميلة – قسم الفنون المسرحية – جامعة بغداد – 1980 – 1981 ، عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين و عضو اتحاد المسرحيين العراقيين.
كان محظوظاً اذ اتاح له القدر ان يتتلمذ على يد أعلام الأدب والمسرح العراقي ( الأستاذ بدري حسون فريد والأستاذ سامي عبد الحميد / في الصوت والإلقاء ، الدكتور عوني كرومي والفنان الكبير محمد توفيق / في التمثيل والإخراج ، والأستاذ جعفر علي والأستاذ هاشم النحاس / في التذوق السينمائي ، والدكتور علي جواد الطاهر والدكتور جميل نصيف والدكتورة وفية أبو أقلام / في الأدب والنقد) . اخرج الكثير من الأعمال المسرحية كان اهمها:
(عائد عكس السير) إعدها الشاعرالراحل أديب أبو نوار / عن قصة للكاتب غسان كنفاني عام 1979 ، ( جدوا لها عنوان ) تأليف جليل القيسي عام 1980، ( أغنية التم) لـتشيخوف / أطروحة في كلية الفنون الجميلة، (طيور تبحث عن سماء) إعداد وإخراج .
وعمل ممثلاً في العشرات من الاعمال المسرحية منها ( الخناك ، اليوزباشي / اخراج سالم الزيدي )، ( كوريولان ، غاليلو / اخراج د. عوني كرومي) ، (كلكامش / إخراج الفنان الكبير سامي عبد الحميد ) ، (مارا صاد إخراج مقداد مسلم ) . صدر له (يا عراق الله) بغداد 2001 ، ( لم أعد أحلم ... وأنت؟ ) ، ( بعد موتي بقليل).
هجّر تهجيراً قسرياً من بيته ومدينته التي تربى ونشأ واحب فيها مفارقاً كل الذكريات الجميلة خلفه حاله حال العشرات من ادباء ومثقفي وفناني محافظة ديالى لكنه رغم ذلك لم ينثني فها هو يتنفس الحياة مع ابداعاته الادبية والثقافية مؤكداً بقوله (العراق وطني بكل مكوناته ومدنه سواء عندي أكنت في بعقوبة أم في السليمانية أم في البصرة لذلك فان عملية التهجير الرخيصة لم تؤثر ولم تتحول عندي إلى محنة قاسية . بقاء الأديب بعطائه الأقوى من سيوفهم الخائبة ورصاصاتهم الطائشة ، القادم لنا ـ أخي العزيز ـ وما لهم سوى الندم والذل والخيبة) .
وقد فاز مؤخراً بالجائزة الثالثة في المسابقة الكبرى التي اقامها نادي القصة العراقية في اتحاد أدباء وكتاب العراق عن بحثه ( معطيات المكان / منجزات الحوار ) قراءة في المجموعة القصصية الموسومة ( محطات قصية ) للقاص سعد محمد رحيم. ولمناسبة فوزه هذا التقيناه ليكون لنا معه هذا الحوار.
س/ الجراد الذي اجتاح مدينتك وهجّرك من ديارك كيف تعايشت مع هذه المحنة القاسية ؟
كل ما يحتاجه الأديب ... فسحة من الآمان كي يستطيع أن يتواصل بعطائه مع المشهد الثقافي ، لكني أجد حتى هذه الفسحة أضيفت إلى قائمة الأمنيات المؤجلة كون المثقف عائق كبير في وجه المد السوداوي ، ألظلامي الذي أرادوا له أن يعم ويحجب زرقة سماء الوجود الإنساني فمارسوا هجمتاهم الوحشية التي لا تبقي ولا تذر في محاولة لإلغاء كل مصادر إشاعة البهجة التي يبثها الأديب والمثقف فمارسوا وحشية الذبح والتهجير والإقصاء دون رادع أو رقيب ، كي تظل الساحة مظلمة ولتسبح خفافيشهم العمياء في أجوائها العفنة ، كي لا يروا إلا أنفسهم المريضة ، هذه الأفعال مهما اشتدت وعظمت لا توقف عجلة الإبداع الخالقة لغد مشرق لذلك بقيت كل الأسماء المبدعة أقمارا تنير شوارع مدن العراق ، لم تنجح أقزامهم من الوصول إلى مصادر إشعاعها لعلو هامات أصحابها الشامخة رغما عن أقزامهم شراذمهم المهزومة .
العراق وطني بكل مكوناته ومدنه سواء عندي أكنت في بعقوبة أم في السليمانية أم في البصرة لذلك فان عملية التهجير الرخيصة لم تؤثر ولم تتحول عندي إلى محنة قاسية . بقاء الأديب بعطائه الأقوى من سيوفهم الخائبة ورصاصاتهم الطائشة ، القادم لنا ـ أخي العزيز ـ وما لهم سوى الندم والذل والخيبة .
س/ كيف ترى الواقع الثقافي في ديالى بعد إغلاق أبواب اتحاد الأدباء بسبب الإرهاب واستشهاد وتهجير العشرات من أعضاءه ؟
اتحاد الأدباء نافذة نطل منها وتطل بنا على الآخرين ، نافذة ضوء تبث روح الجمال وتنثر عطر القداح ، توزع مئونة الفرح للفقراء والابتسامة للأطفال ، هذا سلاح الاتحاد الذي به قاتل أعداء الإنسانية وهزمهم رغم متاريسهم المحشوة بالموت . اتحاد الأدباء ليس مكانا فقط بل كينونة وصيرورة حياة يمتلكها أعضاءه فمن استشهد منهم ـ رغم خسارته ـ يظل كائنا بما كان عليه من إبداع ويظل علامة مهمة تؤشر أهميتها أمام خسة القتلة . ومن بقي منهم يواصل عطاءه حتى لو أغلق الاتحاد ـ كمكان طبعا ـ أبوابه فكل أديب ومثقف اتحاد أدباء يستطيع أن يفتح أبواب الجمال في كل زمان ومكان ولكل عمل خير . والواقع الثقافي كان وما يزال وسيبقى واقعا حيويا معطاء ، منيرا ومشرقا .
س/ هل حقاً ان المثقف العراقي يعاني التهميش والإقصاء بسبب المحاصصة، كيف تنظرون لمستقبل الثقافة العراقية في ظل هذه الأجواء ؟
الثقافة في كل زمان ومكان تعمل بأحد المحورين إما مع السياسية والسياسيين وفي هذه الحالة تتحول إلى وسيلة إعلامية أو تقترح وتؤشر وتوجه وتراقب الخط البياني للسياسة نحو تحقيق المنهجية السليمة التي يتعامل بها السياسي مع الإنسان وعليك أن تقدر مع أي محور تتعامل الثقافة اليوم ؟ .
الثقافة لا يمكن لأي قوة في العالم ان تهمشها ، الثقافة كائن ذاتي ينطلق بقوة أكبر من قوة التهميش ما نجده اليوم طارئ مؤقت لا يكدر صفو الثقافة حتى لو أجبرت على ان تظل خارج مكانها الحقيقي وأنا شخصيا أجد من الأفضل للثقافة ان تعيش خارج أجواء الصراعات السياسية تراقب ـ في هذه الفترة على اقل تقدير ـ كي لا تتلوث بسموم الخلافات ومعطياتها السلبية التي تؤثر على سلامة الثقافة والمثقف في الغد ، أما إذا كان هناك ثمة من يعاني من التهميش فهذا شئ آخر أظنه كان يبحث عن موقع له في مشهد الإدارة السياسية ولم يجده فنمت عنده عقدة التهميش وينطلق من شخصانيته ليعممها على كلية المشهد الثقافي بشكل عام . الثقافة جمال ... فمن يستطع تهميش الجمال ؟
س/ ما بين الشعر والنقد والمسرح أين تجد نفسك وأيهما أغواك للكتابة أولا ؟
أنا كتبت الشعر قبل أن اعرف المسرح وتخصصت بالمسرح وأنا اكتب الشعر بل ذهبت إلى المسرح لأني شاعر فكلاهما يشتغل على خلق الصورة المدهشة وخلق الجمال . ومارست النقد على أعمالي الشعرية والمسرحية فوجدتني شاعرا ومسرحيا وناقدا ... وللاسترسال في الإجابة أقول : أن لكل من هذه التوجهات الثلاثة أدواته ومولداته . فالشعر مثلا محض ذات يكتفي بك منفردا بمعنى انه نشاط شخصي أما المسرح فهو عمل جماعي يحتاج إلى ظروف إنتاج عملية وجماعية فهو يحتاج إلى كاتب والى ممثل والى مخرج والى فني والى مكان عرض والى جمهور. أما النقد فهو عملية ( بعدية ) بمعنى انه تحتاج إلى مدوّنات مقروءة والى موجهات وذائقة ونباهة لإعادة إبداع النص نقديا وتقديم اقتراحات وموجهات للقارئ غير الناقد ، ويعيّن مواقع النجاح والإخفاق في النص لذلك فان لكل من هذه التوجهات الثلاثة أو الاهتمامات التي اشتغل عليها ظروف ومعطيات وحاجة ، أجد نفسي في كل توجه انجح في أن أقول شيئا مهما من خلاله .
س/ بعد القرار المجحف من قبل اتحاد الأدباء العرب في تعليق عضوية اتحاد الأدباء العراقي هل تعتقد أن المثقف العراقي بحاجة إلى أن يأخذ مشروعيته منه؟
كل الاتحادات والمنظمات والتجمعات وما شاكلها كاتحادات الطلبة والمعلمين والعمال والفلاحين الخ تحتاج إلى اخذ شرعيتها من خارج تكوينها إلا اتحاد الأدباء ... فان شرعيته من شرعية وجود أعضاءه فان كانوا مبدعين ولأسمائهم شرعية إبداعية فهذه هي شرعية اتحادهم وليس لاحد الحق في ان يسلب هذه الشرعية ، أما إذا كانوا على غير ذلك فليس لأحد الحق في أن يمنح شرعية لمن لا شرعية له .
س/ النشر عبر الانترنت هل أتاح الفرصة للمثقف العراقي في الانتشار عالميا بعيداً عن مزاجية وديكتاتورية محرري الصفحات الثقافية في الصحف اليومية؟
اليوم نجد ان معظم الصحف اليومية تملا صفحاتها الثقافية من الانترنت فأكاد اجزم أن ليس هناك صحيفة يومية أو أسبوعية لا تعتمد( النت ) مصدرا لتمويلها بمواد جاهزة للنشر.
النت فتح أمام الأديب والمثقف آفاقا واسعة في الاطلاع والتسويق والانتشار بعدما كان مقتصرا على النشر في الصحف المحلية التي لا تعبر الحدود ، إضافة إلى أنه حرم محرري الصفحات الثقافية من ( متعة ) أن يمارسوا دكتاتورية الأمس في النشر لتعدد الصحف وكثرتها اليوم ، فإذا لم تجد في هذه الصحيفة مكانا لنشر نتاجك الأدبي تجد أكثر من مكان آخر ، أفضّل النشر على شاشات النت وللصحف ان تأخذ ما تجده مناسبا لصفحاتها الثقافية . وكثيرا ما نجد ما ننشره على النت في صفحات صحف عراقية وعربية دون استئذان من الكاتب على اقل تقدير .
س/ رغم التهجير والتهديد وتركك لديارك ما زلت متواصلا في مشوارك الثقافي ماذا يعني فوز بحثك في مسابقة القصة القصيرة التي أقامها نادي القصة ؟
النحلة تنتج العسل وعلى الآخرين حق اختيار طريقة حفظه ، ودودة القز تنتج الحرير وللآخرين حق اختيار طريقة ارتداءه والأديب والمثقف ينتج الجمال وللآخرين حق اختيار ما يناسبهم منه .
بعد أن أعلن اتحاد أدباء وكتاب العراق عن المسابقة الكبرى التي يقيمها نادي القصة العراقية قدمت بحثا بعنوان ( معطيات المكان / منجزات الحوار ) قراءة في المجموعة القصصية الموسومة ( محطات قصية ) للقاص سعد محمد رحيم واختير البحث ضمن الجوائز الثلاث ، بالطبع أسعدتني هذه النتيجة وكانت محفزا آخر للاستمرار في التشبث بالكتابة رغم ظروف التهجير وما ألقى علي من ظله رغم إني استطعت أن اخرج من فضاءه نحو فضاءات الكتابة والإبداع وإصراري على أن أعلن وجودي في أي مكان وتحت أي ظرف .
س/ أين أنت الآن وما هو جديدك؟
الآن دفعت إلى دار الشؤون الثقافية العراقية مخطوطة شعرية بعنوان ( بعد موتي بقليل ) وهي المجموعة الثالثة كتبتها بعد احتلال العراق . إضافة إلى ثلاثة كتب نقدية ( مرايا الماء 1 ) قراءة نقدية في الشعر و( مرايا الماء 2 ) قراءات نقدية في القصة و( مرايا الماء 3 ) كتابات في المسرح أتمنى أن تجد طريقها للنور إضافة إلى ما انشره في الصحف مثل المدى والزمان وجريدة الأديب العراقية وكتابات في الانترنت ، واحضر لنيل شهادة الدكتوراه في المسرح من الجامعة الدنمركية عن طريق الانترنت.
بلابل بعقوبة استأنفت تغريدها للحب والحرية والسلام
بحضور محافظ ديالى المحامي رعد رشيد الملا جواد ومعاون رئيس جامعة ديالى الدكتور فائق فاضل ، اقام اتحاد ادباء ديالى بالتعاون مع كليتي التربية والتربية الاساسية في جامعة ديالى مهرجان الربيع الشعري الاول في مدينة بعقوبة" 55 كم شمال شرق العاصمة بغداد " تحت شعار "للحب والحرية والسلام نغني " بمشاركة ثمانية من شعراء المدينة .
القاص صلاح زنكنة رئيس الاتحاد اشار الى ان اتحاد الادباء فقد تسعة من اعضاءه خلال سنوات الاربع الماضية فضلا عن تهجير اربعين اخرين منهم الى المهاجر الداخلية والخارجية ، لذلك من حقنا ان نحتفي اليوم بعودة بلابل بعقوبة الى اعشاشها على حد وصفه .
الشعراء غزاي درع الطائي و عمر الدليمي وفارس سلمان وفراس الشيباني ويوسف حسين ومصطفى محمود انشدوا قصائد طغى طابع الحزن والالم على اغلبها تبعا للظروف الامنية التي يعيشونها ، فيما القى القاص حسين التميمي القصيدة الاخيرة للشاعر الشهيد مؤيد سامي الذي اغتيل في 13 \1\2006في بلدته بهرز ، فيما القى الشاعر غزاي درع الطائي مقاطع من اخر قصيدة للمرحوم اديب ابو نوار ، الا ان الشاعر فارس سلمان اعاد الامل والبسمة الى نفوس الحاضرين من خلال قصيدته الحب بعد الستين .
القاص صلاح زنكة اوضح لديالى تايمز على هامش المهرجان ان هذا المهرجان هو باكورة نشاطات الاتحاد بعد عودة العافية النسبية للمدينة , ومثل هذه النشاطات هي محاولة لترميم ما تصدع وبلسمة لما تقيح خلال السنوات الاربع الماضية ، وان الاتحاد بصدد احياء امسياته الادبية والشعرية بعد الانتهاء من عمليات الترميم واعادة بناء مقره وسط بعقوبة .
وصـيّة مهجـّر في بـلاده
ضياء السيد كامل
وصيتي اذا ما متُ فشيّعوني هنـاك ..
أتعرفون أين يقع الهناك؟
في بعقوبة...
ولأن الطريق ينـزّ بالموت
دعو جثتي تشيّع نفسها
لماذا؟!!
لا تتسائلون ارجوكم
أخشى عليكم . .
السيطرات الوهمية!!
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
آهٍ كم رائع أنت ( يانهر الحجّيه) وانت تطوّق ظهور بيوتنا
صغاراً كنا نلهو مع طينك واسماكك الصغيرة مثلنا ،
كبرنا وأندثرتََ ...
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
ستمر على حي المعلمين الذي أضحى _ حي المهجرين _
شعارات تملأ الجدران ( روافض _ الموت لكم _ جائتكم القاعدة _ اخرجوا من ديارنا ... )
وكأن الافغان والسعوديون واليمنيون والليبيون وغيرهم هم اصحاب الارض !!!
دعوها ...
لتطرق باب منزلها الذي هجّرت منه وسكنه أغراب
أغراب لكنهم ...
لتطوف في كل غرفـهِ ..
لتستلقي على سطحهِ ..
او في غرفةٍ اثثتها للزواج لتنعم باغفاءة،
تٌقبّل كل طابوقةٍ فيه ..
وتغني . . تغني (هلي يامن ضيعوني _ عدوان يامن هجـّروني) تبكي.. وتبكي لتمحو آثار الغرباء عنها
بالجدران تحدّق فالصور ما تزال مطبوعة في ذاكرة الجدران
و لتطرق بيت (أبو الحسن حيدر) أخي ..
أول المهاجرين على جناحه عيار ناري في الراس
وجوازه شيعيته ..
لتزيح الغبار الذي غطّى آثاثه _ ملابسه _ لُعب طفليه الصغيرين
آهٍ أبناء أخي ( أبو الحسن _ رضا ) كم يؤلمني فراقكما
ملعون من أيتمكما ...
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
ستمرّ على ابواب الجيران الطيبين . . الاصدقاء . . باباً باباً
ستمسح بدموعها كل الشعارات المغرضة
سلاماً يا حي ..... المهجرين !!
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
لتقصد ضفة خريسان
لتتجول..تتذكر .. لتغتسل بمائه قبل المواراة
ولكي تذهب انيقةً
تزين اكفانها باوراق النارنج
وينثر القداح أريجه عليها
وعبق الحدائق يودعها ،( يحاللها يواهبها )
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
حتماً ستزور ستوديو الامل
لتلتقط اخر صورة لها قد لا تليق إلاّ بذكرى
أثير مطر إلتقطها بعدستك الرائعة رجاءاً
ودَعْ أسعد نور يضع لمساته عليها ،
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
شاي كريم على ناصية الكوثر لذيذ جداً
مع سجارة من(جنبر علاء ) يكتمل الوداع
لترتقي سلم كازينو (الريحانه) لتودّع آخر الاصدقاء المنتظرين حتفهم ,
داوود .. ماجد .. عامر محسن .. هاشم حنا والقائمة تطول
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
لتعبر خريسان نحو محلة السراي لتملأ عينيها من أزقتها الضيقة وشناشيلها القديمة
لتملأ أذنيها من صراخ الاطفال . . وثرثرات النسوةالقابعات على عتبات البيوت
لتصل الى بناية السراي وتدخل دونما إستئذان لاتحاد الادباء
لعلها تجد صلاح زنكنه العظيم بافلاسه وتذمره الشديد ..
لتتبادل معه سوء الطالع
وهو يشتم الافلاس والمال اللعين
او تضحك لرغبته العارمة بأن يُكمل دينه بأمراة رابعة
ليحقق ما لم تستطعه الحكومة من لَمْ شَمل الاطياف العراقية
الله .. الله يابناية السراي القديم
يارئة الادباء .. وملتقى الطيبين الرائعين
اصدقائي يانباتات الظل الحالمين ابداً
سعد محمد رحيم ، علي فرحان ،أديب ابو نوار ، امير الحلاج ، هادي العنبكي ، خالد السعدي ، محمد الاحمد ، ياسين ابو ظفار ..
أينكم من هذا الخراب والموت المتربص في رؤوس شوارع مدينتكم ؟
مدينتنا الحسناء التي اغتصبها الاوباش والغرباء
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
انها تبحث عن عمر الدليمي (عاشق الجمال)
حتما ستعثر عليه في ظل شجرة و بيده وردة مقترحاً سلفاً إهدائها لإمرأة جميلة
إيـهٍ ايها الصديق الاخ الذي لم تتعبه الحروب والحصارات
اما زلت تحتسي خمرتك ببطء متأكد ومعرفة راهب
إيـهٍ يا عمر الدليمي . .
كم مضى من الزمن وانت ما تزال تواصل الغزل لنساء شخن من الانتظار ؟ !
الخراب من حولك وانت تنثر كلمات الغزل كلما مرّت حسناء
اما زلت تحارب الخراب بالدعة والجمال ؟
كم أغبطك ايها الصديق
هذه جثتي التي رافقتك عمراً
دعها تحتضن العود
وأبدء الغناء (عيون القلب سهرانه )
وكيف تنام و ملؤها الحزن
على بلادٍ سحقتها السرف وذبحها الغرباء
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
لترتقي السلم حيث بيت المقام فصوت ناظم شكر اسمعه يندب البلاد يرثيها وهو يقرأ بمقام بهيرزاوي حزين:
,, خيي خيي لا ونت خيي
ياخوي هذا الوطن محتاج منك وفه ,,
إيه يبن شكر أي وفاء تطلبه من الذين تنكّروا للخبز وكفروا بالماء ،
سلاماً على البساتين التي طالما ضمتنا بين حنايا أشجارها
سلاماً على الشوارع التي احتضنت خطانا
بكتنا البساتين .. بكتنا الشوارع
بكت اولادها الطيبين الذين غصّت بهم المنافي
بكت شهدائها الذين ساحت دمائهم ظلماً وعدواناً على جنباتها
دعوا جثتي ..
دعوها فهي أدرى ...
لتدخل حسينية الأمام عبد الكريم المدني لتبكي انقاض منارتها
منارتها التي يعشقها البعقوبيون
وتفتّحت آذانهم على صوت الحاج عباس شكر وهو يرتل القرآن ترتيلاً
لتنتفض كل طابوقة فيهاً ولتأذن بصوت أتعبه الحنين للراحلين
سووا صفوفكم ... أقيموا الوطن يرحمكم الله ...
وداعاً أديب أبو نوّار
وداعاً أديب أبو نوّار ضياء السيد كامل هناك في أعالى قمم جبال كردستان في السليمانية في 7 تموز 2007 كان الرحيل بهدوء بلا ضوضاء وبعيداً عن اصوات الرصاص الذي طالما ترفّعت عنه مضيت. بلا وداع رحلت أيها الصديق النقي بلا مواربة رحلت يا منْ لم تترك قرويتك الطيبة حتى أخر أيامك، فقد كنت طيباً كخبز تنور الطين ، هادئاً كرجل دين، شامخاً كنخلات البساتين التي طالما سهرتَ تحت ظلالها وكتبت أجمل قصائدك. هلْ حقاً لن نراك بعد اليوم؟! أخي ..أنا مهجّر قسراً وبعيداً عن الديار فهل شيَّعتْكَ الديار؟ خريسان .. نهر المدينة الكسول..البساتين؟ هل عطرتك البساتين بقداحها؟ نهر ديالى الذي طالما اغتسلت بمياهه هل غسّل جسدك وأنت مغادر الى مثواك؟ صديقي.. كم وردة نثرت دموع نداها على جثمانك؟ أتهدّل النخل وأساقط دمعاً ندياً؟ كم من المدن والاماكن التي كتبت عنها سارت خلف موكب تشييعك؟ أعذرني فأنا أتساءل لأنني مهجّر
عندما يرحل المبدعون بصمت!!
عندما يرحل المبدعون بصمت!!
ضياءالسيد كامل
عشرات من الاسماء والاقلام المبدعة رحلت عنا بصمت رهيب في زحمة الاصوات التي تملأ البلاد ، اسماء ملأت الحياة ابداعاً وألقاً واثرت الحياة الثقافية طيلة عقود بكتاباتها ولم نسمع او نقرأ سوى خبر باهت يعلن عن رحيلهم دون اكتراث او اهتمام يذكر، اسماء مضت وهي محملة بالالم والامل معاً لعراق جديد ينال فيه الانسان والمبدع مكانته المرموقة التي سحقتها همجية الديكتاتورية المقيتة وامعنت في اذلالها وتغييبها.
محظوظون اولئك الذين اقام لهم اتحاد الادباء والكتاب او في بعض محافظاتهم تشييعاً واحتفالات تأبينية وقراءات استذكارية وهو شيء مفرح لان اتحادهم هو المعنيّ الاول بذلك، الاّ ان المحزن هناك العديد من الادباء والمبدعين الذين اغتالتهم ايدي الارهاب اللا اعمى في المحافظات الساخة التي سيطر عليها الارهاب في فترة ليست بالبعيدة والذين لم يتم حتى تشييعهم من قبل ذويهم واصدقاءهم واودعوا مثواهم الاخير بصمت وخوف واخص بهذا الكلام شهداء اتحاد ادباء وكتاب ديالى الكاتب ياسين ابو ظفار والكاتب والفنان المسرحي عباس الاموي والدكتور عدنان الربيعي والشاعر عبد الكريم الخالصي اولئك الذين اغتالتهم رصاصات البغي والحقد في مدينة بعقوبة، والمؤلم ان ابواب اتحادهم موصدة لرحيل وتهجير اعضاءه ولم يتبق منه سوى يافطة ( مقر اتحاد ادباء وكتاب ديالى) تحتضنها بامانة جدران بناية السراي القديم البناية التي عاشت مع الادباء والكتاب اجمل اماسيهم الثقافية وقراءاتهم الشعرية ومشاكساتهم وسجالاتهم ونزقهم واحاديثهم الحميمة.
أملنا كبير بان تلتفت المؤسسة الثقافية لهم ولعطاءهم ولعوائلهم التي بقيت بلا معيل لتخصيص رواتب شهرية لهم ولكل ادباء العراق الراحلين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)