هذا العنوان مأخوذ من عنوان الفيلم الشهير(انهم يقتلون الجياد اليس كذلك؟) للمخرج الاشهر سيدني بولاك، والذي يمثل سيموفونية حزنية لازمة الانسان ازاء طاحونة الموت والخواء والعنف الاخلاقي.. واحسب ان فلسفة ارهاب الانسان هي واحدة من اكثر ازمات العقل الانساني المعاصر، وحروبه العابثة، وسلسلة مطرودياته التي صنعت اغتربات قهره ونفيه عن وجوده وحريته ومشروعية ان يمارس انسانيه دونما اكراهات او حروب او تكفير او عزل.. بالامس القريب استشهد صديقنا الشاعر الشاب خالد السعدي، الحالم
بكل مدهش، والباحث عن اشكال اكثر انسانية لصياغة هذه الاحلام والتعبير عنها.. اغتاله العبث الارهابي الذي يصطاد الاحلام من الشوارع مثلما يصطاد العصافير من الافق، مات خالد بعد ان اذ فجر العابثون شارعه الصغير الذي اعتاد ان يعبره ب(عبوة) ناسفة لتكون نازفة لكل ما يملك من احلام وقصائد وسنوات مؤجلة.. مات الشاعر الشاب دون اسئلة، مات دون يبرر الارهابيون ماذا فعلوا ويفعلون بحقوق الاخرين في الحياة، وهل ثمة حق لاخر ان يسلب حياة الناس بهذه المجانية والعدوانية والقبح؟ واي شرع او يقين او تأويل او فقه يقلل من شأن هذا العبث المميت، العبث الذي يعدينا الى الجاهلية في كل شيء، في الكفر والهيمنة والصلافة والعصبية.. اعرف ان الشعراء يكرهون عصبيات الحروب دائما، ويكرهون الاسلحة والاصوات العالية، هو اول من اكتشف القيمة الانسانية والجمالية للغة، واعتقد ان الانسان القديم قد كتب اول اشاراته شعرا، وانه خلّد ملاحمه واساطيره وحكاياته واسفاره على شكل انماط من الكتابات الشعرية.. هذه التوصيف الشعري للاصول اعطى للشعراء قيمة استثنائية واسبغ على كتاباتهم سمات جمالية وبلاغية تحولت الى علامات فارقة في تاريخ الحضارات وتاريخ الشعوب السرية والعلنية، ولعل سعى اصحاب السلطة والاواويين والكتابات السرية لتوطين الشعراء في مجالسهم هو الدليل على قيمة ما يثيره الشعراء من اسئلة حادة وباعثة على الجدل.. فاذا كان الشعراء يمثلون هذا الثقل وهذه الخصوصية!! فلما يعمد اصحاب الارهاب الاعمى وباصرار غريب على قتل الشعراء، ومحاولة قهر ما يحملون من احلام وامنيات عالية بحياة بيضاء خالية من الحروب والكراهيات والقتل العمد والاصوات التي تصطدم الروح واللغة.. جريمة اغتيال الشاعر خالد السعدي تكشف بؤس هذا الرعب الذي يصطاد الناس، وبؤس هذه الافكار التي تحاول قهر كل جميل في حياتنا، وتعطيل الاولاد الحالمين من تنفيذ احلامهم، واحسب ان خالد كان حالما بافراط، قلقا على تلك الاحلام، يجوب لاجلها الاماكن والمنافي، ربما ليقينه بان الشاعر العاطل عن الاحلام هو الشاعر العاطل عن الحياة.. لااعرف هل ارثي هذا الفتي الجميل الحالم، ام ارثي العراق لانه يفقد اولاده دونما ان ترفّ للمجرمين عين، اولئك الذي يقتلون ويعبثون ويتوهمون بان العنف والارهاب هو اقثصر المؤدية الى(تدمير)الحياة وفرض قانون السطوة والبغضاء على الاخرين.. مرة اخرى اعود اى سيدني بولاك، لارى ان سيطرة القوة الغامضة على الزمن، ومحاولتها اشاعة الاحساس بالموت هي التي تفترض وعينا ومسؤوليتنا، ليس لمواجهتها فقط وانما لفضحها وتعريتها، لان الحياة لاتقاد هكذا!! والحروب الصغيرة والعبوات الناسفة التي تغتال الشعراء والشوارع والاحلام لاتؤدي الى الجنة.. يرحمك الله يا خالد السعدي، ايها الصانع الجميل للاحلام، وليتغمدك بواسع رحمته ويمنحك السلام الابدي ولجميع الشعراء الحالمين الصبر والسلوان..
بكل مدهش، والباحث عن اشكال اكثر انسانية لصياغة هذه الاحلام والتعبير عنها.. اغتاله العبث الارهابي الذي يصطاد الاحلام من الشوارع مثلما يصطاد العصافير من الافق، مات خالد بعد ان اذ فجر العابثون شارعه الصغير الذي اعتاد ان يعبره ب(عبوة) ناسفة لتكون نازفة لكل ما يملك من احلام وقصائد وسنوات مؤجلة.. مات الشاعر الشاب دون اسئلة، مات دون يبرر الارهابيون ماذا فعلوا ويفعلون بحقوق الاخرين في الحياة، وهل ثمة حق لاخر ان يسلب حياة الناس بهذه المجانية والعدوانية والقبح؟ واي شرع او يقين او تأويل او فقه يقلل من شأن هذا العبث المميت، العبث الذي يعدينا الى الجاهلية في كل شيء، في الكفر والهيمنة والصلافة والعصبية.. اعرف ان الشعراء يكرهون عصبيات الحروب دائما، ويكرهون الاسلحة والاصوات العالية، هو اول من اكتشف القيمة الانسانية والجمالية للغة، واعتقد ان الانسان القديم قد كتب اول اشاراته شعرا، وانه خلّد ملاحمه واساطيره وحكاياته واسفاره على شكل انماط من الكتابات الشعرية.. هذه التوصيف الشعري للاصول اعطى للشعراء قيمة استثنائية واسبغ على كتاباتهم سمات جمالية وبلاغية تحولت الى علامات فارقة في تاريخ الحضارات وتاريخ الشعوب السرية والعلنية، ولعل سعى اصحاب السلطة والاواويين والكتابات السرية لتوطين الشعراء في مجالسهم هو الدليل على قيمة ما يثيره الشعراء من اسئلة حادة وباعثة على الجدل.. فاذا كان الشعراء يمثلون هذا الثقل وهذه الخصوصية!! فلما يعمد اصحاب الارهاب الاعمى وباصرار غريب على قتل الشعراء، ومحاولة قهر ما يحملون من احلام وامنيات عالية بحياة بيضاء خالية من الحروب والكراهيات والقتل العمد والاصوات التي تصطدم الروح واللغة.. جريمة اغتيال الشاعر خالد السعدي تكشف بؤس هذا الرعب الذي يصطاد الناس، وبؤس هذه الافكار التي تحاول قهر كل جميل في حياتنا، وتعطيل الاولاد الحالمين من تنفيذ احلامهم، واحسب ان خالد كان حالما بافراط، قلقا على تلك الاحلام، يجوب لاجلها الاماكن والمنافي، ربما ليقينه بان الشاعر العاطل عن الاحلام هو الشاعر العاطل عن الحياة.. لااعرف هل ارثي هذا الفتي الجميل الحالم، ام ارثي العراق لانه يفقد اولاده دونما ان ترفّ للمجرمين عين، اولئك الذي يقتلون ويعبثون ويتوهمون بان العنف والارهاب هو اقثصر المؤدية الى(تدمير)الحياة وفرض قانون السطوة والبغضاء على الاخرين.. مرة اخرى اعود اى سيدني بولاك، لارى ان سيطرة القوة الغامضة على الزمن، ومحاولتها اشاعة الاحساس بالموت هي التي تفترض وعينا ومسؤوليتنا، ليس لمواجهتها فقط وانما لفضحها وتعريتها، لان الحياة لاتقاد هكذا!! والحروب الصغيرة والعبوات الناسفة التي تغتال الشعراء والشوارع والاحلام لاتؤدي الى الجنة.. يرحمك الله يا خالد السعدي، ايها الصانع الجميل للاحلام، وليتغمدك بواسع رحمته ويمنحك السلام الابدي ولجميع الشعراء الحالمين الصبر والسلوان..
السلامُ عليكَ أخي ضياء السَّيد.
ردحذفوبعدُ,
نحنُ نشكرُ جهودكَ الطيبةَ ووفائكَ لصديقِكَ بهذهِ الحروف المضمخةِ حزنا المحمَّلةِ بالود والأسف. وأقول:
شعبٌ ينسى أعلامه بكل سهولة ويركضُ لاهثاً خلفَ مطامعهِ لا يستحقُّ أن يمتلكَ هؤلاءِ المبدعينَ, والله إنَّ العراق ليعاني من أهلهِ..ولو كان له رجلين وقدمين لفرَّ منا فرارا.
الشَّاعر سيف السَّعدي.