وفاءا منا في موقع بعقوبيون لشهداء مدينتنا بعقوبة نعيد نشر ما لم يصلنا من مواد تتحدث عن شهدائنا المظلومين الذين اغتالتهم يد الارهاب والجريمة
قتلوك ياعدنان وما دروا أي انسان قتلوا
الرجل لم اكن اعرفه جيدا قبل 2003 التقيته اكثر من مرة في مكتبة مؤيد سامي وعلمت فيما بعد انه صاحب مكتبة الجاحظ التي تقع على مبعدة بضعة امتار عن مكتبة شهيد الكلمة الأول في ديالى (مؤيد سامي) لم تكن معرفتي به آنذاك تبيح او تتيح لي ان اسبر غور هذا الرجل فقد كان يأتي الى مكتبة مؤيد وينظر الى هذا الرف او ذاك من الكتب بحثا عن عنوان ما وكنت اظنه وقتها طالب علم يبحث عن كتاب ما ، ثم حين علمت بأنه صاحب مكتبة دهشت ، ثم وبخت نفسي لاحقا على
دهشتي الساذجة ذلك ان من يمتلك مكتبة لايكون بمنأى من البحث عن كتاب او اكثر تفتقر اليه مكتبته ، وما هذه النظرات التي تشبه نظرات جائع او معدم الا نظرات كتبيّ حقيقي يسعى من اجل اغناء مكتبته بكل ماهو جديد وحديث . ذلك كان قبل 2003 اما بعدها فقد التقيت بعدنان مهدي الدرب مرات عديدة وفي اكثر من مكان وموقف ومجال وتبادلنا الكثير من الأحاديث ، الرجل استمرأت احاديثه وطروحاته طوال عام او اكثر تلت 2003 كان فرحا بالتغيير الذي حدث والتفاؤل واضح على محياه وعلى الرغم من مسحة الخجل التي كانت تجمل تعابير وجهه وعلى الرغم من البساطة والوضوح في رؤاه وتصوراته للمتغيرات التي تلت ذلك الحد الفاصل من التاريخ الا انني بدأت اخشى عليه كثيرا في الاشهر القليلة التي مضت فالرجل وعلى غير عادة الكثير من مثقفينا وكتابنا في ديالى لم يغير من الخط الذي انتهجه في الكتابة ولم يرض الكتابة بقلم دون ان يبريه ويسنه بحدة وقوة وثقة ، وكنت اعجب لهذا الرجل كثيرا ليس لأنه اتخذ سبيلا شاذا في مواجهة خط سير القطيع .. بل لأنه كان هو وقلة قليلة من امثاله القاعدة فيما الكم الهائل من كتابنا شواذ !! لم يكن عدنان في الشعر جواهري او سياب هذا العصر ، ولم يكن في كتابة المقال بمستوى سيار الجميل مثلا ، لكنه كان انسانا ، وكانت لديه ادواته الادبية والكتابية التي استطاعت ان تعبر عن اشياء كثيرة وبلغة بسيطة لكنها متماسكة وتشف منها روح انسان يريد لهذا العالم ان يكون اجمل . الرجل اسمى مكتبته الجاحظ ، وهو كان يعلم كما نعلم ان الجاحظ وفقا للروايات قد مات في مكتبته بعد ان انهارت الكتب على رأسه فسقط قتيل كتبه ، بينما عدنان سقط مضرجا بدمائه في مكتبته ولكن ليس بفعل الكتب انما بفعل اطلاقات غادرة