بعقوبة الهدوء والسلام وهي ترقد بالقرب من نهر ديالى الرقراق وحزامه يطوق جيدها ويحتضن خصرها بسلسلة كعنقود اللازورد من اشجار البرتقال والرمان والنخيل وكل شئ يسير برتابة في المدينة من الصباح وحتى ساعات النوم المبكر التي عرفت بها بعقوبتنا ولكن هذا الروتين يتكسر ويتحطم عندما يقترب العيد فينشط اصحاب المحلات ( عباس الشكرجي ومهدي عنافصة واكرم جلوكة )بالسفر الى بغداد لجلب البضائع وهم يعرفونها مقدماً لكون ناسهم لا يحبون التمرد والتغير ويسيرون في اتجاه واحد لاعداد ملتزمات العيد بروتين عجيب واهم شئ لديهم الاطفال فكل فتاة
تذهب للخياطة واشهرهم (خديجة الخياطة )وكل ولد يذهب الى حلاق العائلة فرحاً ونشواناً حيث يستقبلهم الحلاق( سيد جميل) وهو يضحك معهم ويذكرهم بطهورهم وكيف ضحك عليهم بالحلوى وانجز مهمته بسرعة دون احساس بالالم ويحلقون طبعاً حسب توصية والدهم للحلاق ويخرجون وهم يمسدون رؤوسهم والدفع يتولاه الوالد وقسم آخر يذهب الى الحلاق والمطهرجي وقالع الاسنان ( كلاي ) المشهور بهزلياته وقفشاته و الذي تزوره نخبة الموظفين وهو كثير الكلام والتعليقات الساخرة في هذا الوقت تشتغل النساء بالغسل والتنظيف وصناعة الكليجة وكانوا يخبزونها بالتنور قبل ان تظهر معامل الصمون والرجال يسيرون فخورين يتبعهم اولادهم وكلما زاد عددهم زاد فخر والدهم مهما كانت حالته المعاشية متجهين الى حمام ( حسين الحممجي ابو كريم ) و(صبحي الحممجي ) وهما يعملان طيلة الايام الثلاثة السابقة للعيد بتواصل مازجين الليل بالنهار ليل ويرشون ماء الورد على الخارجين وهم يحملون البقج المطرزة التي تفخر كل زوجة باعطاء الاجمل لزوجها لتثبت مدى رهافة حسها وعند هذا الوقت يكون الاطفال قد حصلوا على احذيتهم من (عباس القندرجي ) عند (جامع الملا حمادي) الذي ننتظر منه تكبيرة العيد ليلاً وصباح العيد للصلاة وعند الساعة السابعة صباحاً تهدأ المدينة والجميع يقبع في بيوتهم يفطرون بما تستطيع الام من تقديمه لينطلق الاطفال باحر من الجمرالى بيوت الاهل والاقارب للمعايدة والحصول على عدياتهم وهم فرحيبن يجوبون الحارات والدرابين تتبعهم الاتربة وهم يفخرون بحاراتهم و محلاتهم (الكنث وام النوى والقيصرية والمنجرة ) وشارع سينما الامير عبد الاله حيث توجد سينما الزيدي ومحلة المحطة حيث توجد سيمنا اليهودي تزينها الوان تفوق الوان قوس القدح التي يرتديها الاطفال واحذية الصندل التي وضعوها تحت مخادهم لتشاركهم احلامهم والابتسامة والفرحة تملأ وجوههم البريئة وهم يشعرون بالامان و يسيرون الى المراجيح الواقعة خلف مدرسة بعقوبة الابتدائية وعند بستان بيت مطر هناك يكون صخب ما بعده صخب حين تقارب الساعة الحادية عشر ظهراً حيث ماكولات العنبة والصمون ولفة البيض والطرشي ودولاب الهوى والللو والشباب من عمال البناء والقصابين وبعض الطلبة المتصابين يدخنون ويمارسون لعبة الجتري المحرمة وبعظهم يذهب للبيوت او البساتين للعب الورق ومن كانوا اطفالاً وبما يقارب سن العاشرة والثالثة عشر يذهبون للسينمات التي تخص هذه الايام البهيجة بافلام خاصة ومنتقاة للعيد في الحفلات النهارية مثل (( عنتر او عبلة وطرزان والكاوابوي والهنود الحمر )اما الحفلات المسائية فهي افلام الحب والغرام ( لفريد الاطرش واسماعيل ياسين وكمال الشناوي وشادية وصباح وعماد حمدي ) ويكون راوادها من العوائل وهؤلا يستأجرون اللوجات الخاصة في نهاية السينما والبقية في كراسي ابو السبعين حيث الفتيات المراهقات وعوائلهم والشباب الولهان المحب على طريقة نجوم الشاشة يقضون احلى الاوقات في مشاهدت بعضهم البعض بالغمز والاشارات دون النظر للفيلم وهذه الايام مسموح فيها للعوائل في الخروج عن قواعد التزمت اما محلات جلوس عامة الناس فهي ابو الاربعين فلس وللجنود ب 25 فلس وهنا في هذه الايام لا يرتاد السينما عوائل عرفت بانها من الرواد الدائميين للسينما وهي تترفع عن دخول السينما مع هكذا جمهور مثل (ام عباس الخبازة ) العاشقة للسينما ونجومها المفضلين اسماعيل ياسين وشادية وكذلك تغزو المدينة مساءً عشرات البايسكلات من بهرز 0hgi.d]وشفته وبهرز وخرنابات والهويدر والسادة لمشادهة الافلام وينتهي اليوم الاول بعدما خرجت العربات عصراً بالاطفال والشباب وعند اقتراب وقت الغروب تخرج عرابات متميزة وهي مجموعات شباب تعود لأ صحاب الحرف المختلفة يغنون على ايقاع اللدنابك في العربات التي تزين احصنتها بشكل ينم عن ذوق عربنجي بعقوبة وعند المساء تتواصل الزيارات بين العوائل وتكون تجمعات القبولي لنساء الموظفين الكبار في بعقوبة والتي تعتبر نفسها ارستقراطية مع كل ما تحمله من بساطة وقلوب مفطورة على حب الناس من الفقراء والمحتاجين مشاركين ابناء العنافصة الفقيرة وام النوى المتربة وبيوتها الطينية بتوزيع الهدايا على عازف الطبل والزنار والدمام وهم عائلة بعقوبلية مشهورة بيت طالب الطبلجي و يعود الجميع من يوم العيد الاول منهكين ليناموا ليلتهم وهم يحلمون ويستعدون لبرنامج اليوم الثاني من العيد اما الموظفون فيبقون في نواديهم وبيوتاتهم حتى الصباح وهم طبقة لهم حياتهم الخاصة في تسلية انفسهم ولكنهم مسالمين مع جميع ابناء بعقوبة
كانت هناك كل الذكريات حيث تركتها ورحلت تاركا اياي بين اطلال الحنين الضائع ......حنيني الى اجمل محله ولدت فيهاوتربيت على اخلاق اهلها وطيبتهم محله السويديه في بعقوبه
ردحذفتحيه طيبه
ردحذفياليت لو كانت هناك صور للاعداديه المركزيه للبنين واخرى لمحطة القطار التي ازيلت وايصاً صور للاسواق المركزيه في الثمانينات
ارجوا من صاحب الموقع الكريم ان يفتح نافذه للصور القديمه
تحياتي