ملتقى الخميس الابداعي باتحاد أدباء العراق يستضيف الشاعر ابراهيم الخياط



الشاعر إبراهيم الخياط
المحاصصة أفقرته، ومحافظ مدينته أنكر جميله
أن يكرس شاعر، أو أديب، ابداعه باسم مدينته، وان يصدر ديوانه الاول باسمها فهذا يمثل قمة الوفاء، وأن يصبح عليها كل يوم، وهو في منفاه الداخلي، وينادي من ساحة الاندلس الى ساحة العنافصة وخريسان وشفتة، وهو يقول: "صباح الخير بعقوبة"، فهو قمة الحنين الى الماضي، هذا ما دأب عليه الشاعر ابراهيم الخياط الذي احتفى به، ملتقى الخميس الابداعي باتحاد أدباء العراق في جلسة اكتظت فيها قاعة الجواهري.
قدم الجلسة الشاعر والاعلامي عدنان الفضلي بقراءة سيرة موجزة عن حياة الضيف المحتفى به، مستعرضًا بعضًا من صفحات حياته الابداعية والسياسية فهو الشاعر الذي حلم بالنشر في «طريق الشعب»، وهو السياسي الذي طورد وسُجن وهُمش، وهو أول من جرّ تمثال الطاغية في شوارع بعقوبة صبيحة العاشر من نيسان 2003، وهو الفاقد رفيقة الدرب، حين ابتلت مدينته بقوى الظلام والإرهاب. وهو الإداري الناجح في إدارة شؤون اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، والناطق الإعلامي باسمه، وهو الحائز على أعلى الأصوات في انتخاباته الأخيرة.
حلم شاعر وقصيدة
قرة العين
(الأميرات كثيرات في بلادي
الأميرات جميلات في بلادي
لكنّ عيني
لم ترَ عيني
أجملَ منك
ساحة التحرير...)

بهذا المقطع الشعري عن ساحة التحرير بدأ الخياط، ثم تحدث عن تجربته الأولى في الكتابة وكيف تتلمذ على يد الشاعر الشهيد خليل المعاضيدي، الذي يعده أستاذه الأول في الأدب والحياة، وكيف كان يعرض كتاباته الأولى عليه. حتى بانت الفرحة الكبرى حين أعلمه المعاضيدي، ذات مساء، أنه يستطيع النشر الآن. كان ذلك في نهاية السبعينات. وظل حلم النشر يراوده، وأرسل قصيدة الى جريدة «طريق الشعب». وكما يقال: "الأسباب العظيمة وراء ضياع الأمنيات الصغيرة"، كان انهيار الجبهة قد أجل تلك الفرحة، لكن لم يكن تأجيلاً وقتياً لشهر أو سنة، أو أكثر بقليل، بل استمر قرابة 25 عاما. حتى سقط صنم الأندلس؛ حينها كان الخياط يقف على قنطرة خريسان، وصادف أنْ مرَّ به القاص صلاح زنكنه الذي هتف له، «بعد شتريد ابراهيم راح تشتغل بطريق الشعب» وكانت تلك عودة الفرحة الأولى بالنشر، وأرسل القصيدة اياها الى «طريق الشعب» التي كانت الصحيفة الأولى التي تصدر الى الشارع العراقي بعد 9/4/2003، حيث استقبل الخياط نشر القصيدة بالانتظار إياه قبل 25 عاماً.

المحاصصة المقيتة
وعن عمله في وزارة الثقافة بعد استيزار الاستاذ مفيد الجزائري، قال: عُيِّنت مدير إعلام الوزارة في فترة استيزار الأستاذ مفيد الجزائري، وكان لي الفخر أن أعمل مع هذا المناضل الوطني، وفعلا استطعنا تقديم شيء يستحق الإشادة والتقدير، والى هذه اللحظات يشار الى فترة الجزائري كونها الفترة الذهبية في عمل وزارة الثقافة بعد سقوط الصنم في العام 2003»  مضيفا: «لكن المحاصصة المقيتة التي جاءت بالوزير نوري الرواي كانت سببا لتقديم الاستقالة لتفشي مفردة (سيدي) العسكرية في أروقة الوزارة»، موضحا أنه  قد أصدر بيانـًا، في حينه، حمَّل فيه الحكومة وقتذاك مسؤولية إعالة عائلته التي كانت مشتتة بين بغداد وبعقوبة.

جمهورية البرتقال
أما عن مجموعته جمهورية البرتقال فقد قال الخياط: "لا أخفيكم سرا مدى الفرح الذي غمرني حين صدرت هذه المجموعة التي أدين بالفضل في إصدارها للقاص جهاد مجيد، كذلك مع مدونة الناقد فاضل ثامر على صفحة غلافه الثاني، الأمر الذي وضعني أمام مسؤولية كبيرة، وتحدٍ أكبر؛ أن أكون كما ذكر، كذلك الشاعر ياسين طه حافظ وهو الآخر حين أخبرني أن مجموعتك ممتازة وتستحق الكثير من المتابعة والقراءة النقدية، أما الشاعر سلمان الجبوري فأخبرني أنه حين راجع المجموعة لغويًا ونحويًا، عدة مرات، لم يعثر على خطأ واحد سواء كان لغويًا أم نحويًّا، الأمر الذي أدخل البهجة في داخلي".
وأضاف الخياط: "أما في ما يخص المتابعة النقدية فقد كتب عن المجموعة وتناولها نقديًا، عدد من النقاد العراقيين البارزين، وهم ناجح المعموري، جاسم عاصي، جاسم محمد جسام، عباس لطيف، عبد العزيز لازم، رشيد هارون، جبار النجدي، علوان السلمان، ريسان الخزعلي، حيدر عبد الرضا، واثق غازي، مثنى صادق كاظم، وهشام القيسي كما تناولها الشاعران حميد حسن جعفر وشاكر مجيد سيفو، وآخرون".
ولم ينس الاشارة باعتزاز الى ان الفنان والاديب الكبير محمد سعيد الصكار قد صمم غلاف ديوانه وأهداه لوحة الغلاف ايضاً.

صباح الخير بعقوبة
وحين وصل الشاعر الى قصيدته (صباح الخير بعقوبة) احتارت تعابير وجهه بين فرح وحزن وشوق. قال: بعد نشر القصيدة في صحيفة «طريق الشعب» تناولها الناقد أحمد خالص الشعلان بدراسة مطولة جدا نشرت حينها في «طريق الشعب» أيضا، حيث مر على كل مفردات القصيدة وجملها، وكل الأماكن التي ذكرت فيها. لكن بعد نشرها في المواقع الالكترونية، نشرها الشاعر عمر الدليمي في جريدة محافظة ديالى، الأمر الذي اثار زوبعة ومشكلة انتهت بالاعتداء على الزميل الدليمي من قبل عناصر حماية المحافظ، بسبب ذكر اسم فوزية في القصيدة، وظهر أن أم المحافظ اسمها فوزية، وهي غير المقصودة بالمرة، فالمعنية بالقصيدة هي "فوزية ام الدجاج" البائعة والكادحة في أحد أزقة بعقوبة.
مسك ختام الاحتفاء كان باقات ورد زاهية من الحزب الشيوعي العراقي (قدمها الاستاذ جاسم الحلفي) ومن فرقة بغداد الفنية ومن الرائدة سافرة جميل حافظ ومن التشكيلية غرام الربيعي ومن ملتقى الخميس الابداعي فضلا عن لوح الجواهري قدمه امين عام الاتحاد الشاعر ألفريد سمعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق