ابراهيم البهرزي : مطر أخير في المفكرة

في يديك، يقول للصغير المبلل الرأس، في يديك هذه التي سأتركها الآن، تستطيع أن تلم بحرا، يقول لولده الصغير المبلل الرأس، بحرا تلمه، لكنك لن تنحر فيه،الذي يأتي من السماء لا يباع ولا يشترى، تستطيع أن تدون المطر حبة حبة،بهدوء شديد، حين يصبح الإبهام ازرقا، فان الدموع تكون على وشك الرحيل،تكبر حبات المطر فجأة، لأنها تريد إنهاء المهمة، يداك الناعمتان تكفران شيئا فشيئا بنبوة الاستحواذ.أيها الصغير المبلل الرأس، في الطين الذي سبرناه تسير الحيات، في البرقالذي سرقناه عونا للعيون السكرى، في الطريق القليل الذي مد أمالنا أكثر منألف طفولة معادة، أيها الصغير المبلل العين، أيها الفرخ الذي يعتزم مقاضاةالريش، دع لنا الغيم وبعد كل غيم، طريقة أخرى لفتح المظلات إلى أقصىغنجها، دع لنا بعد الغيم، شمسا أقل من الضوء، تنمنا في فضائح الوحل آبدين،كالمغامرة الحمقاء، بدينة وذات ظرف، وخفة روح، ايها الصغير المبلل، فييديك اللتين ساترك، لتلمس أوراق الموز الحنونة، في الأصابع الخضراء للنجيل العالي، في جميع الوصاية الخجولة لآنسات الطبيعة..أيها الصغير المبلل، خذ المعزين بفقدان المخيلة، لا تأخذ الراعي ولا المالك ولا البستان، الذكرى تستهدف أحلامها، والماضي يستسلم بود لأعاجيب النسيان،سأدس في يديك الناعمتين رسالة، ضمها عن المطر الذي سأعافك فيه، لم يديك،سنفترق الآن أيها الصغير المبلل الرأس، ستأخذ المطر كله ورسالتي الصغيرة... الست الذي علمتك الطريقة والطريق؟ يدك الناعمة التي ضمنت في خيفة المطر وخيانات الدروب، ستضع حريرها فيالجيوب الخفية للنادمين وتترك ناسية
كلنا
كل أفق لنا
كل تافهة من عظائمنا
كل شيء شديد الأهمية...... انغلق الأمر مثل يديك انغلقنا ولا شيء يعني سوى أن نكف الشتاء عن الصلعة الباردة.