انثى دائمة الخضرة ...
عمر الدليمي
انا لم ازل انفي ضلوعك بالحدائق
ولم اقل ان البنفسج قد تعلم عطره ما بين ازرار القميص
لم اشِ بالياسمين يتبع دهشة الطرقات اذ تمشين ماضية لقطف النور
ولم اشر للماء كي يدنو ليعرف مصدر الابنوس
كقطة خضراء كان العشب يحبو وكم توسل كي يغفو على الق الرخام ، ما شاجرته ابدا ، وبقيت ملتزما صمتي إزاء جنوحه المجنون .
كنت مكتفيا بحبور روحي ، لم ادل الكمانات على نشيد ترتله شفتيك ، فتعيد صداه جنان قرينات ،..
وما كنت مفصح للعصافير - وقد جنت - بأسرار العذوبات التي تموسقها خفقات ثوبك ،،، حتى نسيم الصبح كان يركض حافيا ، متعثرا بما يتساقط من غرور العطر ، ولم ازل انفي ضلوعك بالربيع ،.. لكن اعتراف الورد أجج غيرة الليمون فطش العطر في ارجاء بعقوبة التي ذهلت تلملم دهشة النظرات ، ..
انا لم افضح الرمان حين تفطر غيرة من وجنتين يصلي الفجر عندهما قمر ويمضي ،..
كنت ارتل قبلتين قبيل شروق وجهك ، عندما سجدت فواخت واذن العصفور فجر الياسمين ،،،
فراشات تضمخ رقتها بندى نهدين ذابا بالحليب ... كم خجلت انا اذ كنت مختبأ ما بين اغصان الدعاء
انت غازلت البساتين التي وقفت تبسمل اسمك ، فاحتجت يعاسيب وراحت تشتكي للسوس والسوس ممسوس بطيف من غمام ، حاولت ،.. حاولت اقنعها - قبل احتشاد الورد - كي تباغت صبح خطوتك فلربما تحظى بفسحة معقولة ما بين كتفك الحرير ، على اني دهشت للصفصاف اذ صلى لقامتك فنادى النهر يا هذا ..! أتصح من دون الوضوء؟
ما كنت ادر الآس درويش يسوق مدائح النسمات ، فنهرت سكرته التي اقتربت كثيرا من حزام النور ، ولم اكن انوي التورط بالنهار،..
انا لم اقل لمواسم التفاح ان سنيك عتقت ما بين فاكهة وأخرى ، لذلك كنت مكتفيا بنبيذك القدسي عن باقي الجنون ،..وفي غابة التين وبين تشابك الزيتون كنت منشغلا بأدعيتي ، اذ باغت الناي الهديل ، ما قلت ان ضحكتك النشيد ، والكورال سرب من كنار ،..
صحيح انني قد كنت اجري بين اطفال المدارس ، احاول جمع الكركرات ، ولكي الم رذاذ النور عن كتف الطريق ، لكنني ما قلت ان ضحكتك هي التي قفزت بالوان الشرائط ، فانسكب الصباح على الوجوه
ومع اني احفظ اسرارك عن غيب جنون ، واعرف كل منابع انهار الخمرة - بدءا مما يتقطر ما بين النهدين ، ولغاية ما يجعل من خلخالك مخمورا بنبيذ الساقين ، لم احفل بدنان الريح اذ وفدت تطلب شيئا من خمر لإله عليل ، لكن اغنية سكرى دلت باخوس على اسرار عتقها العنبر في السرة ، فبات مقيما في محراب الوركين ،..
اعياد واجراس واديرة ومسافرون ، شعراء ، عشاق وكل دفاترهم كلها احتفلت ونامت بين احضان النبيذ ،..
واذ جاءت فصول الروح تسال عن انثى دائمة الخضرة ، خبأتك بالشمع وقايضت الغربة بالعمر ، لكني لم اعرف ان النحل الهابط من فردوس يبحث عن اخرى ، قد دل الصيف على سندسك الاخضر ، فبقيت مكتفيا ببسملتي ومأخوذا بألطاف العنب ،..
ولم ازل انفي حضورك في القصيدة ، لكن الكلام شكا من طول لوعته على شظف الدفاتر ،.. كنت حطابا امر على مآتم الاشجار اذ قادني صوت البلابل ... قال اغتسل من لذعة النسيان ، ثم صلي ركعتين ، ورتل آية مما تيسر من جنون ... فكنت انت
نادية مراد 
========== علي فرحان - العراق
لأنّك ِ 
من رحم ألامنا .........

تأتين .
عراقية ً
(( مُسَلَّمَةٌ )) ، ((لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ )) ،((قَالُوا )) :-
(( الْآنَ))
قد
(( جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ ))
(( فَذَبَحُوهَا )) .
- هل كان ذنبُك ِ ، أنك ِ تنجين َ
من منجل ِ الغرباء ؟
- هل كان (( يوسفُ )) لا يشتهيك ِ ؟
و (( عشتارُ )) أمك ِ
تَبرأ ُ
من أبنة الارض ِ ؟
دجلة ُ مثلك ِ ...................
تبلل َ فستانُها بالدماء ِ ،،
دجلة ُ مثلك ِ
للآن تجري ...
(( يكعبلها )) خجل ٌ ،
الفرق ُ بينكما واضح ٌ
والجريمة ُ واحدة ٌ .
****************************
أنك ِ أختي
وأبنة ُ هذا العماء العميم
يا نادية .
 السواد يا امرأتي
مشتاق عبد الهادي
الى الاكاديمي الحقيقي جدا الدكتور علي متعب ...



السواد يا امرأتي

هو ما تبقى من صلاة المبعدين التي أتقنت وحشتها
منذ ألف كبوة وحصان
تعشقين أغلفتي...
وتناورين على درب الشموع صدئي
محمل بالصرير
وهذا الباب أضخم من عتمتي
فكيف إذا...؟
كيف ستكنسين عن غربتي هذا الصراخ...؟
لك فقط أن تتبعي بخشوع هذا الكرنفال
وتبجلين نعش الكلمات أو ... جنازة البياض
مات البياض
وهذا الذي يقفز من نعش إلى ... نعش
ليس إلا ... ذاك السنونو المعاق
احضنيه ... وهدهديه
وغني له كما الأطفال :
((دلللول...دلللول...يلولد يبني دلللول...))
مطرقة
أمير الحلاج
ما لنا كلّما فرحٌ
شَكَتْ البابُ ضرْباً بقبضته
الصخْرُ من هولها الثلجُ في حضنِ شمسٍ تودِّعُ وضْعَ ممارسةٍ
وهي تنفخُ في الفيهِ غْلواءَه ،
أملاً أن تفورَ المداسةُ بالحلمِ ،
يمنحُ للباسطينَ العيونَ المصابيحَ
فالماردُ المتكورُ في أسفلِ الحاوياتِ
وفي القعرِ يسْكبُ فوق الرؤوسِ المفاتيحَ
أرقامها الابتسامةُ ،
يختلُّ من سطوةِ الشكِّ
مفتاحُ تفتيتِ هيمنةٍ
يتغنى بها المتولِّهُ
أنْ يسكبَ المنَّ
إذ تتلقَّفُ ألسنةٌ تستسيغُ انقلابَ الترفّعِ
والانطفاءَ الموشّى بنافورةٍ للمصابيحِ
تقلبُ صفحةَ سيرةِ منحِ الصفاءِ
التربّحَ من نزوةِ الفاتحينَ العصا للمسيرِ
فيا للمذلِّ بغفوته
هل يطيرُ التقاطعُ
إذ يتألقُ بدْرٌ
يسرِّبُ ليلَ التغنّي بعتمة رفْدِ انهيارِ الوصول الى البابِ
كي تنتمي للصعودِ المحنّى
تراتيلُ شلِّ التطلّعِ
عن مدِّ حبلِ التحرّكِ
حبَّةَ عدسٍ على النارِ ليس لها أن تملّ مراقصة المتغني
بما مدَّه الصبحُ أن يقلبَ الصفحةَ المستفزَّة الحال
أن تتغنى المفاتيحُ للحلمِ
كي يرجع الوردُ ،منتشياً،
راكلاً صخرةً ترسمُ الدالَّ للسير
إنَّ الطريقَ المزوَّرَ
يختلُّ فيه اتخاذ الرؤى المستفزّة
أن يرجعَ العطرُ للوضعِ المثقبِ
حيث انكسار التفتّحِ



اقصوصة 
عصافير                    
صلاح زنكنه
الرجل البدين لا يأكل إلا العصافير , يستيقظ صباحاً مع سقسقاتها الصاخبة ، ينصب شراكه ويصطاد العشرات منها , يسلخ جلودها الرقيقة ويرمي أحشاءها ليملحها ويشويها ويلتهمها بنهم وتلذذ أمام زوجته التي ترقبه بنفور وتقزز وهي تتوسله دائماً أن يكف عن أكل العصافير الصغيرة البريئة ، بيد أنه مغرم بلحومها الطرية الشهية ولا يستغني عنها حتى في الوجبات الأخرى .


وكل ليلة حين كان الرجل البدين ينام باسترخاء كانت الزوجة تسمع مع شخيره المتواصل سقسقات العصافير داخل كرشه المنتفخ كالبالون ، سقسقات تؤرقها ولا تجعلها تنام .
ومرة حين كان يغط في نوم عميق بعد أن التهم أكبر عدد من العصافير وجدت كرشه وقد ازداد انتفاخاً وهو يرتج صعوداً ونزولاً مع ضجيج السقسقات الصاخب أحضرت شفرة حادة وبقرت الكرش المصطخب بكل هدوء , حينذاك طار سرب من العصافير ورأت نفسها ترفرف ... 
... وتحلق عالياً مع العصافير.
1995
من مجموعة (صوب سماء الأحلام) 2000