بعقوبة جرح البساتين

تبعثر الرماد ليتنفس جمر القلب
ليعلن حرائق الروح
براعم الأغصان نمت لتتسلق جدران العزلة
وترمم خراب الأمكنة
تلملم الشظايا ... تـَعُُدّ الشهداء
***
مدينة أصمَّها العويل والرصاص
وأخرسها الخوف واللحى المتطاولة الحقد
الثكالى بساتين
والأيتام ثمار
فللحرب الطائفية رَحـِم
سيكبرون بعد نيّف وذاكرتهم بلا آباء تداعب طفولتهم !
أما الكبار فيتهجون الوجوه لمعرفة من بقيَ من الأصحاب
***
نبوءة العَلـَم فسرها الوقت لهم
حينما ثار الأحمر ليصبغ كل شيء
فخّيم الأسود
وتراجع الأخضر
أما الأبيض فأكفان الشهداء
***
منازلنا لم تـَعُد منازلنا
وشوارعنا لم تـَعُد لنا
أما مقاهينا فشاخت على (تختاتها )
والحبيبات إختـَفينَ إلى الأبد
***
النهر كان وفياً جداً
فكـَفَّـن المغدورين بمائهِ
وفتح جرفيه ليكون قبراً كبيراً لهم
ولم يعبأ بزعل النخيل والبرتقال
***
حبيبتي تزوجت
زوجها اختفى
وانا رحلت
وهي بقيت تعلـَّم درس الفقدان
***
أدباء بعقوبة متناثرون
مهجَّـرون
مهاجرون
مغيبون
شهداء
ومن بقي منهم راح يجتـَرُّ الذكريات
***
في انتخابات اتحاد الادباء
تلاقت الوجوه بعد غياب
ابتسمت الوجوه
تشابكت الاذرع
وفزَّت الدموع
وبقيت الانظار بأنتظار الراحلين
***