هوشيار زيباري يفضل الإعلامي العراقي على غيره لإدارة حملته الانتخابية بقلم : ضياء السيد كامل


إن التجربة الديمقراطية في العراق حدث مهم في عموم المنطقة والعيون ترقب هذه التجربة بين مؤيد وآخر مترقب وخائف لئلا يهتز عرشه وهذا مما لا شك فيه ، ولكون الديمقراطية هي تبادل السلطة بشكل سلمي من خلال ما تقرره نتائج صناديق الاقتراع ، لذا فان خوض العملية الانتخابية تتطلب الكثير من الإمكانيات المادية والدعائية بشتى أنواعها وكذلك تحتاج إلى خبرات دعائية ومراكز بحوث وتخطيط كبيرين لغرض التأثير على الناخبين او تغيير قناعاتهم تجاه هذا المرشح أو ذاك والاهم من ذلك هو فهم ما تجول في أذهان المواطنين من خلال النزول إلى واقع الشارع العراقي وحياته اليومية والتعرف على مشاكله وهمومه .
إن النضوج الذي حدث لدى السياسي العراقي من خلال السنوات السبع المنصرمة من عمر التغيير دفع بهم إلى الاهتمام بطرق الترويج لأنفسهم في الفترة المحددة لبدء الحملة الدعائية قبل يوم الانتخابات فمنهم من اعتمد على نفسه وآخر على حزبه أو كيانه السياسي وفضل آخرون اللجوء إلى خبراء الدعاية وقادة الحملات الانتخابية العالميين المشهورين الذين كان لهم دور في نجاح العديد من سياسي العالم المتقدم ذوو الديمقراطيات المتأصلة منذ قرون لدى شعوبهم وهنا اخص بالذكر السيد وزير الداخلية جواد البولاني الذي اسند قيادة حملته الانتخابية إلى الخبير الاميركي (ألبرت شبيغل) الذي قاد حملة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي حيث رصد ائتلاف وحدة العراق مبلغ 15 مليون دولار للدعاية الانتخابية. وكذلك السيد إياد جمال الدين الذي استعان بــالسيد( ديفيد بلوف )الذي قاد الحملة الدعائية للرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما وقد تم رصد دعاية انتخابية لكل مرشح مليون و200 الف دولار . أنا هنا لست بالضد من هذه التجربة المهمة في تأريخ الديمقراطية في العراق على العكس هذا من الأشياء الجيدة التي تؤكد نضج السياسي العراقي وانفتاحه على دول العالم المتقدم لخدمة العملية السياسية في العراق لاسيما الخبرة الطويلة التي يتمتع بها هؤلاء ومعرفتهم بأسرار وخفايا اللعبة السياسية والانتخابية والدعائية والعراق أحوج ما يكون إلى تغذية تجربته الديمقراطية وترسيخها للنهوض بالعراق إلى مصافي الدول المتقدمة ليأخذ دوره الحقيقي في الأسرة الدولية .
السيد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كان له رأي آخر في إسناد حملته الانتخابية إلى احد الإعلاميين الشباب الذين كان لهم السبق في خوض تجربة إدارة الحملات الانتخابية للعديد من الشخصيات السياسية إيمانا منه بقدرة الإعلام العراقي وإعلامييه الذين اثبتوا للعالم بأسرة إخلاصهم لمهنتهم والدليل على ذلك ما قدمته الأسرة الإعلامية والصحفية من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الحقيقة وما أضافته لهم السنوات السبع من عمر الديمقراطية وحرية الرأي ، في نفس الوقت السيد زيباري وكونه وزير خارجية وهو على احتكاك مباشر مع دول العالم يستطيع أن يتفق مع اكبر الشركات العالمية المتخصصة بالدعاية الانتخابية وقيادة الحملات الدعائية الا انه فضل بالاعتماد على الخبرات الوطنية . في تلك الفترة كانت الحملة الدعائية قد ابتدأت منذ أسبوع ولم يبق إلا القليل ولكنه لم يكن قلقا أبدا وكان الهدوء يكتنفه تماما ويتابع العمل من خلال الهاتف فقط ولأنه كان مرشحا عن كتلة التحالف الكوردستاني في محافظة نينوى فقد كانت المدينة ممتلئة بالدعايات الانتخابية والبوسترات والفلكسات في جميع أنحائها للمرشحين الآخرين من الكتل والأحزاب الأخرى ، وبزمن قياسي استطاع مدير حملته الانتخابية بإنجاز العمل مع مجموعة من الشباب الذين تم تخصيصهم لهذا العمل وجاء اليوم الفصل واقصد به يوم السابع من آذار 2010 يوم الملحمة البنفسجية الكبرى لتثبت صحة نظرة السيد زيباري والحملة الدعائية ذات الجهود المحلية قد آتت أُكلها سريعا بعد فرز الأصوات حيث استطاعت قائمته ان تحرز ثمانية مقاعد في مدينة الموصل على الرغم من حالات التزوير التي شابت بعض المراكز الانتخابية كما أعلن ذلك المراقبون من الكيانات السياسية ليوم الاقتراع .
أن ما أريد أن أقوله هنا بعد كل هذا السرد للأحداث إن الإعلامي العراقي قادر على النجاح في عمله الصحفي والإعلامي والدعائي وبجهوده الذاتية بعيدا عن المؤسسة الحكومية التي أهملت دوره وحقوقه لاسيما قانون الصحفيين الذي ما يزال على الرف ولم يقدم احد على إقراره ومناقشته رغم الوعود الكثيرة التي قطعها السياسيون في قبة البرلمان ورحلوه إلى الدورة القادمة عسى أن يلقى فرصة لمناقشته وإقراره لحفظ حقوق الصحفي والإعلامي العراقي المجاهد الحقيقي .
أيها الأحبة فاتني أن اذكر ان كاتب هذا الموضوع هو ذاته مدير الحملة الدعائية للسيد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري .