
تفضح رواية ( نجمة البتاوين/ منشورات دار المدى ــ دمشق 2010 ) لشاكر الأنباري، ما يسكت عنه التاريخ المدوّن.. تنقل ما يراه الروائي ويعجز عن رؤيته المؤرخ التقليدي، أو لا يعدّه هاماً وضرورياً للأرخنة. فالروائي يهبط هنا إلى القاع، يتحرك في الهامش، ويسرد لنا قصة الضحايا؛ وقود أية حرب أو جائحة سياسية، أو منعطف تاريخي حاسم. وبحسب تعبير ألبير كامي؛ "إنه يهتم بمن يعانون من صنع التاريخ أكثر بكثير من اهتمامه بمن يصنعونه".. إنه لسان حال أولئك المغلوبين على أمرهم، الخائبين والمقهورين، الذين لا حول لهم ولا قوة، المنتمين إلى البرجوازية الصغيرة المهلهلة، الغارقة في التفاهة، والعاجزة. أو إلى تلك الشريحة الرثة ممن يبحثون عن لقمة الخبز بأية وسيلة ( شريفة أو غير شريفة )،