في ذكرى رحيل الشاعر اديب ابو نوار الثالثة / لؤلؤة بهرز / غزاي درع الطائي


قِفْ عند بهرزَ واسألْ عن معاليهــا


مضاءةٌ بالدَّمِ الغالي لياليهـــــا



كانتْ ولمّا تزلْ تمشي على ألـــقٍ



وحرَّةً برَّةً تبقى عواليهـــــا



إلاّ على الحبِّ ما قامتْ ولا قعـدتْ



إلاّ إلى الخيرِ ما سارتْ أهاليهـــا



قِفْ واسألِ النّاسَ عمَّنْ ماتَ مبتسماً



فعلَّقَ الحزنَ في أعلى أعاليهـــا



أديبُ كــــان يغنِّيها بألفِ فمٍ



وكان يكتبُ ما تحكي معاليهـــا



قد اشتراها بغالٍ وهي غاليــــةٌ



وكلُّ غاليةٍٍ تزهو بغاليهـــــا



قد كان يجمعُها شِعراً ويطرحُهـــا



نثراً فتضربُهُ حبَّاً دواليهـــــا



إنْ كانتِ الثَّلجَ أسرى في برودتِهـا



أو كانتِ النّارَ أضحى مثلَ صاليهـا



والَتْهُ في كلِّ مـــا قالتْ قصائدُهُ



وكانَ في كلِّ ما قالـــتْ يُواليها



قد كانَ يسألُ عن كلِّ الدُّروبِ وعن



كلِّ العصافيرِ ... حتى عـن سحاليها



عن كلِّ ذاهبةٍ عن كلِّ آتيــــةٍ



كأنَّهُ في كتابِ العشقِ واليهــــا



لم يَسْلُها مرَّةً لم يَسْلُها لحظــــةً



وإنْ سلا نفسَهُ يوماً فساليهـــا



إلى الأعالي تهادتْ نفسُهُ أبــــداً



وهكذا صارَ نجماً في أعاليهـــا



أديبُ يا بُهْرزاً في عيــــنِ بُهْرزِهِ



وغالياً كانَ من أغلى غواليهـــا



توالتِ الصَّفحاتُ السُّودُ في صلـفٍ



وكنتَ تخشى كثيراً من تَواليهــا



هي المسافاتُ إنْ طالَتْ وإنْ قصــرَتْ



الموتُ أوَّلُ ما فيها وتاليهـــــا



أديبُ يا ابنَ الذين استصرخوا دمَهُمْ



لمّا غدا سادةَ الدُّنيا مواليهـــــا



انظرْ إلى بهرزٍ ناساً وأبنيـــــةً



عليكَ سافلُها يبكي وعاليهــــا



تبكي القناطرُ تبكي الأمسياتُ علـى



مَنْ كانَ لؤلؤةً تجلو لآليهـــــا



تبكي عواطفُها تبكي معاطفُهـــا



تبكي ، ولا تعجبوا ،حتى سعاليهــا



تبكي حكايا الصَّبايا في أزقَّتِهـــا



تبكي أواخرُها تبكي أواليهــــا



يبكي خريسانُ أمواجاً وأشرعـــةُ



تبكي خمائلُها تبكي خواليهـــــا



أديبُ يا قلماً ألقى سفاسفَهـــا



أرضاً وما كانَ إلاّ في معاليهــــا



مع الأعالي عزيزاً عشتَ مؤتلقــاً



وسوف تبقى عزيزاً في أعاليهـــا





بهرز : مدينة الشاعر الراحل ، وبينها وبين بعقوبة أربعة كيلومترات .