آخر حوار مع ناجي كاشي قبل رحيله بيوم عبر الماسنجر: بلاسم الضاحي

هل يمكن أن نستثمر لقاءاتنا عبر ألنت مع أصدقاء ونحولها إلى محاورة مقروءة وصالحة للنشر ؟؟؟ كــان هذا اللقاء مع المسرحي المبدع الدكتور ناجي كاشي عبر الماسنجر: في كل مرة ألتقيه من خلال صحيفة بوجهه الورقي أو لقاء تلفازي بوجه ضوئي يعيد أميال ذاكرتي إلى سبعينيات القرن الفائت حيث أكاديمية الفنون وجمالها والقسم الداخلي ومزحه المتواصلة ، شاب رشيق ، خفيف الظل ، فيه سمرة سماوية ألقتها السماوة إلى بغداد ، هادئ ككتاب متحرك مثل رمال السماوة ، يبني شكله فيمحوه بحثا عن صورة مثالية تالفة فيستوطنها . في كل صباح كانت تزعجنا شهقة المجفف وهو يلثم خصلات شعره التي لوحتها شموس ظهيرة سماوية فأحالتها إلى كتل تلتف على بعضها البعض ، نتحامل عليه لكن سرعان ما تهدأ فورة ذلك الغضب وتبددها تحيته الصباحية الودودة مشفوعة بابتسامة نقية ، ونحن نغسل وجوهنا من وجع الليل الفائت . لم تألف خطواته شوارع بغداد التي طالما جلدتها خطاه الباحثة عن شئ ، لم تستهويه مشاربها ولا نسائها الجميلات ، ظلت السماوة خيمته الأولى التي آوت جسده ولوحت سمرته البدوية وهذبت روحه المرفرفة في سمائها والتي سيقت قسرا نحو حضارة مائعة . كان يبني صروحا ويهدها بحثا عن نسمة هواء أنيقة ، لا يعلوه سقف ، سماءه السماوة وشموخه نخل السموات . وبعد سنين .... سنيـــــــــــــــــــــــــن ....... التقيته ليس من غرفتي المجاورة لغرفته في القسم الداخلي في الوزيرية منزعجا من صرير مجففه الصارخ هذه المرة بل دلني عليه الكترونيا احد الأصدقاء بعد أن شرّقت بنا الحياة وغرّبت بما يقارب الثلاثين عاما بنهاراتها العليلة ولياليها الطوال ، بأفراحها الشفافة القليلة وأحزانها الثقيلة المتعبة ، فكانت صورته الضوئية بعينين متورمتين ووجه ثخنت وجنتاه وتهدل حنكه واتسع صدره وشابت سوالفه المجعدة ومالت سمرته نحو الخشونة وغادرت ترفها على عجل التقيته هذه المرة بلا براق ، بعد ان ضغطتُ على احد أزرار الكومبيوتر هذه الكوة العجيبة المدهشة التي تشبه ( خاتم سليمان ) كما كانت تدهشنا وهي تنثال من أفواه أمهاتنا قبل النوم ، كوة تضع العالم بين يديك بلحظة كلما ووقتما شأت ، تختصر الزمن وتلغي المسافات . انه الدكتور ناجي كاشي ............... balasimalthahy: مساء الخير ,,,,,,,,, balasimalthahy: هل عرفتني ؟؟ naje kashee: ياأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه ، أنت اللحظة ، أنت الزمن المعلق بين عدمين balasimalthahy: صديقي وأخي العزيز شكرا لك مقدما والشكر موصول إلى الصديق احمد الذي أتاح لي شرف هذه الفرصة لألقي عليك سلام السلام naje kashee: حبيبي أنا الآن في وضع لا احسد عليه اشعر بالانفعال الشديد لأني بعد هذا العمر من العذابات استقبل رسالة منك أيها الأنيق الرائع المثقف النبيل شكرا وشكرا لأحمد لأني اهتديت إليك balasimalthahy: بقدر ما أنا مشتاق لك مسرور لإنجازاتك الرائعة يا دكتور هذا اللقب يليق بكم مذ كنا سوية في الأكاديمية والقسم الداخلي فأنت بحق لم تنل بعد كل استحقاقاتك naje kashee: أتابع كتاباتك المرموقه ومطمئن لأنك بخير لابد وان نبقى على اتصال وربما يكون اتصالنا مشروعا ثقافيا balasimalthahy: أخبار نجاحاتك تصلني تباعا عبر الصحافة ومن الصديق الرائع احمد وافرح لكل انجازاتكم الرائعة . naje kashee: شكرا لهذه الطلة الانيقه ، صورتك رائعة وتنبأ بالحيوية ، لك كل الخير والمحبة balasimalthahy: : بل أنت الأروع بطلتك السماوية البهية ، هذه صورتي التقطتها على ضفاف نهر الوتد في خانقين حيث ألقيت الرحال هناك بعد أزمة التهجير ألقسري في بلادنا مع إني وكما عهدتني لا أعير اهتماما لهذه الأسباب التي من اجلها شملنا التهجير ولم يكن في نيتي ـ على اقل تقدير ـ إلا أن أكون عراقي الانتماء ولا أكون جزءا من هذه اللعبة . balasimalthahy: اليوم قرأت لكم لقاء في جريدة الأديب ولي عنه ملاحظات أو فلنقل ايضاحات لو سمحت . naje kashee: أكون ممنون لو انك زودتني بالملاحظات وتبقى هي وجهات نظر اعتقد ان لدي مشروعا وكنت أتحدث من خلال منطلقاته النظرية ، ومن خلال التأسيس النظري أجد تفسيراتي للأدب والمسرح والفلسفة والثقافة بشكل عام balasimalthahy: أنت كنت مجيدا ورائعا ، واجد ان هذا الحوار قد أنجز بسرعة لم يستوعب تسلسل أفكارك ولم تستطع أن تسلسلها لتقول المهم الذي تريد إيصاله لنا . balasimalthahy: الحوار الآن أمامي naje kashee: لكني تحدثت عن المسرح العراقي وقيمت التجربة المسرحية العراقية وتحدثت عن تجربتي والمسرح ألغرائبي الذي ازعم انه من ابتكاري الخالص balasimalthahy: ما أعجبني حقا هو التقييم المنطقي جدا للمسرح العراقي وأنا أشاطرك الرأي وكتبت في هذا الموضوع عن التجريب المستمر في المسرح العراقي الذي لم يوفق في إيجاد خصوصية واضحة ومنهجية في كل تجاربه وعروضه ولم ينجح في تأسيس مقومات مسرح عراقي خالص ، مغاير ومميز اعتمد على ابتكارات تخرج من أرحام مدارس وتجارب عالميه منقولة بتصرف وتتبنى منهجية مستقيمة ومخلصة لمؤسسيها وحافظ بحرص كبير على منهجيتها وحرم الآخرين من فرصة الإضافة المشرقة ، المغايرة وبدلا من ان يكون المسرح العراقي الصوت كان الصدى بكل تجاربه وأكاد لا استثني أحدا استنبط شكلا ومضمونا مغايرا لما تعلمه وتتلمذ عليه وظل يدور في فلك الآخرين بل ذهب إلى تسويق وفرض المدارس المسرحية التي تلمذته كبديهية ووضع تحتها ألف خط احمر لألا يعبرها مجتهد أو رائي ، هذه الحقيقة لم يجرأ احد ويشخصها بأمانة أو ينبه لها ، أنت محق وجرئ في طرحك المنطقي naje kashee: تحدثت عن صلاح القصب وقيمته الكبيرة في تميزه الواضح عن غيرة من المخرجين الذين لم يتعدى دورهم عن تقديم مسرحيات وربما مسرحيات جميلة ليس إلا اعتقد إننا نحتاج إلى منظـّر يخلق لنا أسلوبا أو أساليب مسرحية تمييز المسرح العراقي balasimalthahy: وأيضا عروضك التي قرأت عنها دون أن أشاهدها تستحق ما ذهبت إليه لكن الخلل في اننا لا ننجح في تسويق تجاربنا لأسباب كثيرة أتمنى أن تعمل جاهدا على تعميم تجربتك وتؤكد عليها من خلال النشر المستمر لتنظيراتك الرائعة naje kashee: وإلا فان المخرجين الآن كثيرين كنا نتمرن مع الدكتور فاضل خليل على مسرحيه مائة عام من المحبة أنا وشذى سالم وهيثم عبد الرزاق تعرف ماذا قال ، قال : ان المخرج مثل شرطي المرور يمنع الممثلين من ان يتصادموا ، هكذا هو المخرج العراقي يحرك الممثلين دون اصطدام ، كانت المسرحية رائعة حصلنا عنها على جوائز مهمة في مهرجان قرطاج ولكنها لا تعدو ان تكون مسرحية ليس إلا ، لم يتمكن أي من المخرجين العراقيين من ان يخلق عالما فلسفيا يقوم على أساسه أسلوبا مسرحيا عراقيا لم يفعلها سوى صلاح القصب وأنا كما ازعم balasimalthahy: نعم وهذه مراسيم نقلوها لنا بسذاجة في الأكاديمية ، وما زالوا يعلمون طلبتهم على جغرافية المسرح وقدسيته الفارغة ، وطقوس بالية لا تضيف شيئا ولا تسمح بالإضافة ، دون ان يجتهدوا في اجتراحات جديدة ومثيرة ومدهشة ، المسرح لم يعد محكوما بقوانين وقوالب صب تنتج مثيلاتها المحكومة بتوزيع جغرافي عادل على مساحة الخشبة بحجة إحداث توازن منظور ينتج من توزيع هذه الكتل دون ان تخلق ذاتها المتنامية المبتكرة على فضاء الخشبة خارج فضاءات الخارطة المرسومة بهندسة هيمنت على خارطة الخشبة بأكذوبة إنها الحقيقة اليقينية ولا تسمح لغيرها بإعادة رسم خارطة جديدة للخشبة التي تؤطر صورة جديدة لعرض جديد يخلق تكوينات هندسية مبتكرة منظورة من خارج القوننة الموروثة ،المسرح لم يعد فرجة أو متعة ولهو بذاته ، المسرح صدام واصطدام في نقل الواقع من خارج مالوفيته عند الآخرين ، والقصب بدا ناجحا في التأسيس لهذه الرؤيا فجاء من خارج المألوف لأجل ترويضه وتحويله إلى مألوف لينتقل إلى لا مالوفية أخرى وهذه الرؤيا هي التي تسهم في تغيير الذائقة الثقافية وتسمو بها المؤسف ان تجاربه ظلت قليلة ان لم تكن نادرة وعصية على الفهم والتعميم لأنها اكتفت بزمنية العروض ولم تمتد خارج مكان العرض بأذرع أميبية إلى مساحات الإعلام الذي يسهم في تأسيس بنية تحتية تعمم نجاحاتها وتغري الآخرين في تبنيهم لها والانطلاق منها في إنضاج تجارب ترفدها باتجاه ترسيخها في الذهن الجمعي للمسرحي والمتلقي ولم تتح لها الفرصة في تحويلها الى ذائقة عامة فظلت غير قادرة على الاختراق والإزاحة لضيق الفرصة الممنوحة لهذا الرجل المجتهد ، الفرصة التي يمكن لها ان تتسع وتتحول إلى رؤيا منهجية محكمة يتبناها الآخرون ويجتهدون لاكتمالها naje kashee: بعد ذلك فاني تحدثت عن تجربتي من خلال كتابي الغرائبية في العرض المسرحي الذي صدر ببيروت عن دار الخيال وكان ضاجا بكل الأفكار والانفلاتات التي تحدثت أنت عنها الآن تحتاج القضية كما اعتقد إلى قراءة الكتاب أو إعادة اكتشافه مثل اكتشاف ارتو الذي جاء متأخرا وسيأتي اليوم الذي يكتشف به كتابي هذا على اعتباره منطلقا لفهم جديد لمسرح قرن جديد balasimalthahy: يؤسفني أني لم أقتن نسخة منه بسبب بعدي عن العاصمة الحبيبة بغداد لكني قرات عنه وسالت احمد عنه قال ان لديه نسخة ، المشكلة كيف استطيع إيصالها لك وهو محق ، الآن أسالك ان ترسل لي نسخة مع أي عابر سبيل يتجه من السماوة إلى خانقين . naje kashee: إنشاء الله سأعمل على إرساله إليك ، شكرا لأننا متفقون في الآراء أنت تجريبي متقدم وتطمح مثلي إلى الهروب من القدسية التي تحدثت عنها والتي جاءت من خلال عمليات تبني وليس اكتشاف المخرج العراقي مثلا يتبنى ستانسلافسكي ويدافع عنه ويلغي الأخريين balasimalthahy: الجديد لا يلغي ما قبله إنما يحوله إلى تراث الجديد يبني فوق ما بنوه بمواد تختلف عن مواد بنائهم ولا يحق لأحد الهيمنة المطلقة خارج زمانه ويجبر الآخرين على أن يتناسلوا منه naje kashee: هذا صحيح وربما كان هذا متأت من سيادة دكتاتوريات أنظمة الحكم والأيدلوجيات التي تخلق أساليبها وتقمع الآخر عادة الم تكن الكلاسيكية ممثلة للسلطة القائمة حينها وكذلك الواقعية والواقعية الاشتراكية وغيرها balasimalthahy: طيب دكتور لنركز جل اهتمامنا بما عنيته في كتابك ( الغرائبية في العرض المسرحي ) وتحدثت باهتمام كبير عن اللحظة المقدسة على اعتبارها زمن معلق بين عدمين . naje kashee: ورد ذكر اللحظة هذه في سياق حديثي عن الزمن في المسرح ألغرائبي في متن كتابي ( الغرائبية في العرض المسرحي ) ولم تكن اللحظة ابتكارا خالصا لي وإنما كنت اعمل فيها اجتهادا يحررها من مصدرها الأصلي الذي اعتمده ومصدرها ورد في الاجتهادات التي جاء بها الفيلسوف ذائع الصيت ( باشلار) الذي لم يكن هو الآخر مبتكرا لما ورد في اجتهاده عن الزمن وإنما كان دارسا للزمن لدى ( روبنال) في معرض تعريفة للزمن بشكل عام وليس الزمن المسرحي وعلية فان فكرة التلاقح والتطوير وارده في الثقافة العالمية بشكل عام ، اللحظة إذن : هي الزمن المعلق بين عدمين وهي المساحة التي اعمل فيها وأقدسها والقدسية هنا لم تكن واردة بمعناها التقليدي وإنما تأتي قدسيتها في قدرتها على وضع الذات الإنسانية في مواجهة مع العالم والوقائع المعتادة في اللحظة التي اقصد بعد أن أقوم قصديا بقطع الجذور التي تربط هذه الذات مع المحيط بكل تفاصيله ومدياته بمعنى أن الذات تكون في اللحظة حينما نقوم قصديا بإلغاء قبلياتها التي علقت بها بسبب وجودها التقليدي في المحيط ، وعليه فان اللحظة تكون فاعلة ومكتفية بنفسها حينما تكون مجرده ومفصولة عن سياقها التاريخي ، وتكون مقدسة بمعنى القدسية التقليدية لأنها تغادر كل التمركزات التي اعتادت عليها الذات الإنسانية ، على الرغم من اني أفضل أن اسميها الذات المحايدة أو ( البيضاء ) تلك الذات التي لا ترتبط بالماضي أو المستقبل انها تعمل في اللحظة وتنبعث منها وهي لا تعرف ما الذي سيحدث بسبب الاصطدام مع المحيط ، إذن : هناك أساس فكري مهم تقوم عليه اللحظة بمفهومها الذي ذكرته في سياق حديثي القضية إذن : تتعلق بزمن إبداعي آخر غير الزمن الرياضي الذي هو الساعة وأجزاء الساعة انه الزمن الفلسفي زمن الذات الخالص هذا الزمن الذي اعمل على إيجاده متأت من فكرة المصطلح المهم الذي ابتكرته والذي اطلقت عليه ( القرصنة الروحية) تلك القرصنة القصدية التي تعبث بالسياقات التقليدية لكياسات الذات التي اعتادت وتروضت عليها وصولا لايجا الذات المحايدة التي تصالحت مع نفسها وأصبحت متأهبة للاصطدام بالمحيط لإنتاج واقعة جديدة تماما ومنفلتة من سياقات روتينيه . balasimalthahy: كيف نسقط هذه الفرضية لإنتاج عمل إبداعي على اعتبار ان اللحظة الجمالية تنازعها قوتان ، قوة جمال الطبيعة وقوة جمال الفن والذي يهمنا قوة جمال الفن وعناصرها الثلاثة ، 1 ـ الفنان / المبدع / الأديب 2 ـ الموضوع / العمل الفني / 3 ـ المشاهد / المتذوق / القارئ ، المتلقي وكيف نؤشرها نقديا . naje kashee: أما كيف نسقطها لإنتاج عمل إبداعي فاني أقول أن عملية تحييد الذات الإنسانية قصديا من خلال القرصنة الروحية حيث التسلل إلى قبليات الذات ومصادرتها ودحرها وجعل الذات الإنسانية محايدة بيضاء في مواجهة عالم أسميته بـ ( العالم الفجيعي ) ووفق هذا فان المخرج أو المبدع بشكل عام سيكون غير متأكد لما ستؤول إليه النتائج ذلك انها تغادر الصراع الذي اعتادت الذات أن تتعامل بها بسبب التراكم المعرفي السابق الذي اسقط من الذات الجديدة مستعيضا عن الصراع بفكرة التصادم أي التصادم بالشيء وليس التصارع معه وهذا انجاز آخر للخلاص من الصراع الذي بقي جاثما على الدراما منذ ظهورها الأول ، وعلى وفق هذا فان التصادم سيقود إلى إنتاج واقعة جديدة تماما منفلتة من القوانين الفيزياوية والفكرية والجمالية وعلية فان النتاج الإبداعي سيكون جديدا تماما و ترميزيا صعبا وهذا سر الصعوبة التي يواجهها المشاهد أو القاري التقليدي واستنادا لهذه الآلية يمكن تأشير ذلك نقديا من خلال ما اقترحته في أطروحاتي المختلفة حيث قلت ان هناك نقدا لكل صنوف الإبداع أسميته النقد ألغرائبي ينظر للإنتاج الإبداعي على وفق الأفكار المذكورة . balasimalthahy: أنت هنا فعّلت أهمية اللحظة والغرائبية في العرض المسرحي مجال اهتمامك الأول مع انها يمكن أن تأخذ عموميتها في كل مجالات الإبداع الأخرى إضافة إلى انك لم تبتكر أهمية اللحظة والغرائبية في العمل الإبداعي قبلك برشت وهيغل وتشرنيشفسكي وعالم الجمال بومجارتن وغيرهم ، هل الغرائبية عندك تقترب منهم أم تحمل مدلولها اللغوي القاموسي. naje kashee: برتولد بر يخت وجد أن من المناسب له ـ وهو يقدم مسرحا جديدا ــ أن يخالف أرسطو وان يخالف قسطنطين ستانسلافسكي مخالفة قائمة على الخلاف الفكري الذي حتم بدوره مخالفة تقنية فالتغريب الذي جاء به بريخت هو نزوع نحو الخلاص من التقمص ولبس الممثل لجلد الدور المقدم وهكذا فان المصطلح أصبح نزوعا للمشاهد أيضا لكي لا يبقى أسيرا ومنقادا للجو العام الذي تقدمه المسرحية والتغريب كما تعرف مأخوذ ــ كمصطلح ــ من الفكر السياسي الماركسي في معرض دراسته لتقلبات الطبقة العاملة والذوبان اللاشعوري للعامل في عملية الإنتاج واندماجه مع آلية التغريب لا يعدو أن يكون مصطلحا تقليديا سياسيا فلسفيا وان استخدامه من قبل بريخت جاء كمعالجة وتكريم لقدرات العقلية واحتراما لايدولوجيا بعينها ، أما الغرائبية التي جئت بها في كتابي وفي طروحاتي العديدة فإنها تختلف تمام الاختلاف عن التغريب ، فالغرائبية ليست قائمة أو منبعثة من الواقع المحيط أو من فكر أيدلوجي أو اسلوب بعينه إنها نقطة الاختلاف والمنعطف الذي تقف عليه القضية الخلافية في المسرح الغرائبي ذلك ان الغرائبية كمصطلح هي مخالفة المنطق اليومي التقليدي للوقائع والأشياء ومخالفة القوانين الفيزياوية ومقاطعة التراكمات التاريخية والقبليات التي اعتادتها الذات الانسانيه ومن هنا نجد الفرق الكبير بين تغريب بريخت وغرائبية كاشي الغرائبية تحاول أن تجد لها منفذا للدخول إلى عالم هو غير العالم الذي اعتاد المشاهد عليه أولا وان تخلق عوالم جديدة يوتوبية قائمة على فكرة النفي ألقصدي لكل ما علق بالذات الإنسانية والاعتماد على آلية الاصطدام بدلا من الصراع . balasimalthahy: أنا سعيد جدا بلقائك كنت أتمنى أن يكون هذا اللقاء الحميم لقاء مباشرا ومشافهة لا مكاتبة أعدك باني سأظل احبك أخا وصديقا أتشرف بمحبته naje kashee: فرح هذا ليوم لأني تحدثت معك أيها الصديق الرائع والمثقف المرموق واعدك باني سأتصل بك باستمرار هناك موضوعات لي في الحوار المتمدن يمكنك الاطلاع عليها شكرا لما قدمته لي من ملاحظات عن المحاورة naje kashee: تقبل تحياتي وسلامي للعائلة الكريمة والى لقاء آخر balasimalthahy: إلى اللقاء الذي أتمناه أن يستمر سلامي للعائلة التي لم نتحدث عنها لضيق الوقت لنا لقاءات أخرى إذا تفضلتم بها علينا وتصبح على خير naje kashee: تصبح على خير وشكرا لك