سامي ابو ريا يفتح نوافذ الامل في مدينة انتظرته طويلا

ثقافيا في بهرزكانت بلدة بهرز الواقعة على بعد 14 كيلومترا جنوب بعقوبة مركز محافظة ديالى، الملهم الأول لموهبة المصور سامي أبو ريا، متنقلا بكامرته بين بساتينها وأنهارها وأسواقها، ووثق منذ ما يقرب العشرين عاما لطبيعة للحياة في البلدة، وللعلاقات الإنسانية التي تربط أبنائها بعضهم ببعض، قبل أن تصبح مرتعا للجماعات المسلحة وعنوانا للقتل والدمار. يقول أبو ريا " إن "بعد الاستقرار الأمني الذي شهدته بهرز منذ بضعة أشهر، وبعد عدة عمليات عسكرية قامت بها القوات الأمنية، فكرت بإنشاء مركز ثقافي، حيث كان إنشائه أحد الأحلام التي تراودني" ويضيف "وقد تحقق الحلم وقمت بافتتاحه في عيد الأضحى الماضي، من أجل إقامة الأنشطة الثقافية والشعرية، والندوات الشعرية والمعارض الفنية". ويبين ريا أن "المركز انشأ بإمكانيات ذاتية، ولم تقدم أي جهة في المحافظة أي دعم مادي أو معنوي" ويشير إلى أن "أولى أنشطة المركز الثقافي، كانت إقامة أمسية للمقام العراقي، لأول مرة في بلدة بهرز منذ ثلاثة سنوات، حيث عزفت الأنامل لحن الحياة وصدحت الحناجر بالكلام واللحن الجميل الذي يحمل عبق الماضي الأصيل، وكانت فرحة الحضور كبيرة بهذا الحدث الفني". ويوضح الفنان أبو ريا أن "بهرز تضم العديد من قراء المقام العراقي الذين يمتازون بالصوت والأداء الجيد، إلا أن أزيز الرصاص، كان سببا في انقطاعهم خلال الأعوام الماضية". ويشير أبو ريا إلى أنه "حصل على قرض مالي يبلغ خمسة ملايين دينار من دائرة البلدية لغرض دعم مشروع تجاري خاص"، ويضيف "فحولت تلك الأموال إلى مشروع آخر وهو إحياء الفكر والأدب والشعر في بلدتي، وقمت باستئجار منزل ومن ثم شراء الأجهزة والأثاث وبعض المستلزمات ليكون مقرا دائما لكل الأمسيات الأدبية والثقافية، وإعادة حركة الأدب والثقافة إلى بهرز". يتابع المصور العراقي أن "بهرز لم تكن يوما عنوانا للقتل والدمار والخراب، بل كانت بلدة وديعة أهلها يحبون السلام ويرحبون بالضيف وتصدح حناجرهم دوما بلغة الحياة، وأن وما حدث في الماضي القريب من مآس وقتل وحشي، كان بفعل الغرباء الذين امتلأت عقولهم بأفكار القتل، فكانت انتفاضة الجميع ضدهم من أجل أن تعود الحياة إلى البلدة التي طالما تغنى فيها الشعراء، وأطلقوا أجمل القصائد". ويوضح أبو ريا أن "المركز الثقافي يسعى إلى تغير الصورة السلبية التي التصقت بالمدينة خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى الاهتمام بانجازات العقول الأدبية والثقافية الموجودة فيها، وترسيخ مبادئ الثقافة والحوار بدلا من لغة الرصاص والدم"، ويؤكد أنه "تم تحديد يوم السبت من كل أسبوع موعدا للنشاطات الأدبية، وسيتم توجيه الدعوات لكل الشخصيات الأدبية والثقافية للمشاركة في إحياء تلك النشاطات". ويشير إلى أن "المركز سيكون منبرا للقراءة والاطلاع على كل جديد في عالم الكتب والإصدارات، إضافة إلى إقامة ندوات خاصة بالمرأة واطلاعها على حقوقها، وعرض إنجازات النساء المبدعات سواء أكانت في القصة أو الشعر أو المجالات الأخرى". يذكر أن بلدة بهرز التابعة لمحافظة ديالى، مركزها بعقوبة 55 كم شمال شرق بغداد، تعتبر من المناطق الساخنة أمنيا والتي شهدت أعمال عنف، طيلة السنتين أو الثلاث سنوات الماضية، وأدت إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين وتدمير عشرات المباني.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    محروسين ودمتم يا ابطال الوفاء والنخوه تحيه للاخ سامي ابو ريه على جهوده الجباره في خدمه اهالي بهرز الطيبين الشرفاء
    اخوك سامي فخري-ليبيا

    ردحذف