الى جميع الاخوة قرّاء موقع بعقوبيون :::: جائزة البابطين للإبداع الشعري تفتح باب الترشيح لجوائزها
فتحت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري باب الترشيح لجوائزها الشعرية للدورة الثانية عشرة: «دورة خليل مطران ومحمد علي/ ماك دزدار» والتي ستقام العام المقبل في سراييفو.
وتتوزع الجوائز في ثلاث مجالات هي: أفضل ديوان وتمنح لأفضل ديوان شعري صدر خلال خمس سنوات، وجائزة أفضل قصيدة وتمنح لصاحب أفضل قصيدة منشورة في الصحف أو المجلات أو في ديوان، وجائزة الإبداع في نقد الشعر، وتمنح لأحد النقاد ممن قدموا في دراساتهم إضافة مهمة في تحليل النصوص الشعرية أو رؤية جديدة لظاهرة شعرية محددة قائمة على أسس علمية، وأفادت المؤسسة بأن تفاصيل أخرى عن الجائزة قد وضعتها على موقعها الإلكتروني (http://www.albabtainprize.org).
كما تمنح المؤسسة جائزة خاصة غير خاضعة للتحكيم وهي الجائزة التكريمية ويحصل عليها شاعر أسهم في إثراء حركة الشعر العربي. وتبلغ قيمة الجوائز (120 ألف دولار) ويستمر التقدم إليها حتى أواخر العام الجاري.
راشديات الثقافة وثقافة الراشديات-الحلقة الثالثة / ماجد الحيدر
ضحك كالبكاء
رغم أن العنوان الرئيس لهذه السلسلة من المقالات هو "ضحك كالبكاء" إلا أنني لا أتوقع لهذه الحلقة بالذات أن تثير الكثير من الضحك- حتى لو كان أشبه بالبكاء.
ذلك لأن "الراشدي" الثالث الذي سأتحدث عنه يحمل من الصفاقة والعدوان وسوء الخلق ما يدفع الى الغضب والأسى والوجوم أكثر من سابقيهِ العتيدين: إنه باختصار –وأقولها بمرارةٍ شديدة- راشدي التلميذ المستهتر لأستاذه الجليل... وإليكم الحكاية:
كان "الفنان المعروف ....." الذي اشتهر بإخراجه لسلسلة من الأعمال "المسرحية" التجارية "البريئة" التي أطلقت في توقيت مدروس وتحت اسم "مسرحيات كوميدية شعبية" يكمل دراسته الأكاديمية في إحدى المؤسسات العلمية العريقة ببغداد، ولأن الرجل يحمل الكثير من المواهب العلمية والفنية والـ"..." فقد أصبح بالطبع رئيس اللجنة الاتحادية "لاتحادنا المناضل.. الاتحاد الوطني لطلبة العراق" .. وهذا الاتحاد –لمن لم يعرف العراق أو لمن يقرأ هذه السطور من الأجيال اللاحقة- هو الواجهة الطلابية لحزب السلطة وأجهزته الأمنية والقمعية وهو التنظيم الطلابي الوحيد الذي لا يعاقب المنتمي اليه بعقوبة الإعدام شنقاً حسب القانون النافذ في زمن القائد الضرورة. ومن الطبيعي أن يتمتع صاحب هذا "الموقع النضالي" بالكثير من الامتيازات والصلاحيات التي تسمح له بتجاوز تقاليد الحياة الجامعية المعمول بها في كل بلاد الله.
أظن أن القارئ اللبيب قد أدرك أن هذا "الفنان" هو صاحب "الراشدي" الذي نتحدث عنه، أما الشخصية الثانية في هذه الحكاية فهو على العكس تماماً.. أستاذٌ جليل حاصل على أعلى الألقاب العلمية في مجال اختصاصه، أحد رواد المسرح العراقي العظيم بتقاليده النبيلة الملتزمة، راهب من رهبان العلم والفنان وهب حياته لمسرحه ولطلبته.
كان الدكتور الراحل "..." رجلاً مهاباً يحترم قاعة الدرس ومنصة المحاضرات كما يحترم قاعة المسرح وخشبته ولم يكن -لهذا السبب- يطيق أي عبث أو استهتار أو حط من قيمة هذين المكانين ولهذا –أيضاً- رفض في إحدى الأيام السماح لطالبه الفنان "...." بالدخول متأخراً الى قاعة المحاضرات كي يذكره بأهمية الالتزام بمواعيد الدرس. لا أعرف طبعاً المونولوج القصير الذي دار في رأس الطالب المذكور لكنه كما يبدو قد أحس بخدش في كبريائه المزعومة وغضب من تجرؤ هذا الأستاذ –مجرد الأستاذ، المستقل، الذي لا يملك غير راتبه الضئيل-على التعامل معه ،هو "الفنان" المعروف ، صاحب المسرح التجاري الذي يدر الملايين، البعثي، رئيس اللجنة الاتحادية، بهذه الطريقة الجافة؛ فما كان منه إلا أن يتقدم نحو منصة الأستاذ ويهوي على خده بصفعة كانت بحق وريثا شرعي لكل ثقافة القهر والفاشية والظلام، ثم يستدير خارجا وقد نفخ أوداجه كما يفعل أي ... أي ماذا؟!
ترى ما الذي دار في رأس ذلك الأستاذ الكريم وهو يتلقى هذه الإهانة البالغة على يد تلميذٍ أرعن مستقوٍ بمسدسه؟ وهل تخيل نفسه يوما وهو يؤدي مشهدا كهذا لا على خشبة المسرح بل على مسرح الحياة ؟ هل أخرسته المفاجأة؟ هل بكى من فداحة الإحساس بالظلم والهمجية؟ هل فكر بالرحيل.. بالاعتزال.. بالانتحار؟
لا جواب عندي لأن المشهد الفاجع ينتهي هنا ..
ثم تمر السنين لأرى نفسي جالساً أمام شاشة التلفاز، أشاهد إحدى الفضائيات المشبوهة وهي تعرض تقريراً عن حفل تكريمي للفنان المعروف، الذي وخط الشيب رأسه، وتشيد بمنجزاته وخدماته للمسرح العراقي.. فشعرت بحرارة تنبعث من وجهي وكأني تلقيتُ صفعةً قوية.. ورأيتني وأنا أستعيد خيطاً من الحكايات تلخص التاريخ الأسود لأولئك الذين أذلوا هذا الشعب المسكين طوال أربعين عاماً منذ الصفعة التي نزلت على وجه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم بعد أن أسرته كلاب الانقلاب الفاشي الدموي في 8 شباط 1963 الى اللحظة التي نقلت الينا الفضائيات مشهد الطفل العراقي المجهول وهو ينزل صفعاً بنعاله على الوجه المعدني الكالح للصنم المتهاوي للطاغية الذي فرّ الى حفرته وأسلم البلاد الى الذين جاؤوا بحزبه الى الحكم قبل ذاك بأربعين عاماً !
ورأيتني أستعيد ما فعل هؤلاء الهوج بالثقافة العراقية من تخريب وتسطيح وإذلال منذ أن "صدح" أحد أوائل مداحي "صقر البيده" بمقولته الخطيرة "الما يريد البعث مَنريد أغانيّه!" حتى انقطع إرسال إذاعات صوت الجماهير وأم المعارك والحواسم لتتوقف سمفونية "فوت بيها وعلزلم خليها"
ورأيتني أستعيد ما فعل هؤلاء الأجلاف بنظام التربية والتعليم في بلاد الرافدين –أقدم بلاد عرفت الكتابة والقراءة والمدرسة- منذ أن صدر قرار "تبعيث" التعليم على يد القائد الملهم الذي أطلق النار في مراهقته على معلمه في المدرسة مروراً بتعيين العصابجي "سمير الشيخلي" وزيراً للتعليم العالي مروراً بمنح الصبي الأرعن المدمن شهادة ما بعد الدكتوراه من قبل لجنة مناقشة مرعوبة كان أعضاؤها ينادونه فيها بلقب "الاستاذ الفاضل" ! وصولاً الى ما نحن فيه من خراب وجهل طال المؤسسات الأكاديمية من الرأس حتى القدمين.
ربما كانت هذه مجرد حكايات ثلاث.. حكايات عن زمن مضى..
ولكن هل توقفت الكوميديا/المأساة ؟ هل انتهت حقاً ثقافة الراشديات أم أن ثقافة أخرى حلت محلها: ثقافة منابر التجهيل والحقد الطائفي والسيوف والدريلات وكاتمات الصوت والسيارات المفخخة حتى صارت تلكم الراشديات ذكرى جميلة نتوق إليها.. أم أن هذا وريث ذاك؟
ويا سيدي .. يا أيها المسيح..ها هم منذ آلاف السنين يضربوننا على خدنا الأيسر فندير لهم خدنا الأيمن فمتى ينتهي كل هذا ؟ وهل سنصحو يوما لنجد أنفسنا في عالم بلا وحشية .. بلا تخلف .. بلا قهر.. بلا راشديات ؟!
majidalhydar@yahoo.com
لبعقوبة الآن ليمونه وفيها رياض النعماني
كأفكاره وآرائه وهندامه كانت قصائده أنيقة، تلك التي تمايل بقراءتها الشاعر المبدع المعروف رياض النعماني وهو يحلّ بين أهله وليس ضيفا في مقر الحزب الشيوعي العراقي ببعقوبة، ويقدمه الشاعر إبراهيم الخياط.
أصبوحة الجمعة الأخيرة من آذار 2009 كانت زاهية بالشاعر وبالحاضرين الكثر وببهجة الربيع ونوروز وبعبق اليوبيل الماسي وبصور حسين الجليلي وخليل المعاضيدي وياسين أبو ظفار وينتهي الحائط المديد ولا تنتهي الأسماء.
قرأ الكثير ويستزيدونه، وقرأ وملّ والحاضرون في ظمأ، قرأ واستذكر السبعينات وخريسان ومحسن الكيلاني وطه رشيد والعراق وشيلي تمر بالليل نجمة بسمانه.
وبعد أن قرأ "أبو جنوب" وفاض غزلاً وألما، تحدث عن علاقته بالأغنية والملحنين والمطربين، وتحدث عن علاقته بأصدقائه الكبار الجواهري والعلوي والنواب وكوكب، ثم ترنم بأغان جميلات على أوتار عوده الرفيق.
لساعتين كاملتين استنشقت "بعقوبة" الخير نسيما عذبا حرمت منه دهرا، فعادت وعاد اليها النقاء والنبض والجلسات المزدهرة بالثقافة والجمال والقداح النشيط.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)