بعقوبيون خاص : الفنان التشكيلي الرائد علي الطائي يقيم معرضه الشخصي السادس في مقهى ناحية جديدة الشط


كتب وصوّر : ضياء السيد كامل

في سابقة مهمة وجديدة ورائدة اقام الفنان التشكيلي الرائد علي الطائي معرضه الشخصي السادس في مقهى صغير في ناحية جديدة الشط والذي ضم اكثر من عشرين لوحة متضمنا اعمالا فنية غاية في الروعة متنقلا بين عدة مدارس فنية كان ابرزها هي اللوحات التي كان اشتغاله فيها على شكل الحرف العربي الهندسي والكلمة العربية بشكل جديد يعده المهتمين خطوة خلاقة في دمج الفن التشكيلي مع الحرف العربي وبشكل مبهر جدا خاطاً بذلك منهجا فنيا جديدا له يضاف الى ابداعاته السابقة في مجالي الرسم والنحت . ولم يغب عن منظم المعرض ان يهيئ بطاقة دعوة لحضور المعرض وكذلك فولدر خاص بالمعرض .

وفي كلمة له اثناء افتتاح المعرض قال فيها( ان اقامة المعرض في المقهى تجربة جديدة في عرض الاعمال الفنية وايصالها الى لمختلف شرائح المجتمع من جمهور ومثقفين ولم يألف او يشاهد معرضا في هذه المنطقة لان السياق المتبع هو اقامة المعارض الفنية او التشكيلية في العاصمة بغداد او المحافظات . اما بالنسبة الى اسلوبي الفني الذي تنفذت فيه العديد من لوحات المعرض فهو استخدام الحرف العربي او الكلمات ذات الدلالة والمعنى مستغلا جمالية شكل ونوع الحرف وتركيبه الهندسي الجميل باعمال معاصرة )

وقد ابتدأ المعرض بقص الشريط من قبل الشيخ محمد الدليمي والاستاذ ابو احمد الخالصي مسؤولا مؤسسة شهيد المحراب في الناحية وقد حضر الافتتاح عدد من فناني محافظة ديالى وهم (مثنى البهرزي ، عماد الجيال ، عادل عطا الله ، باسم احمد صالح، عبد المعين جواد ، الفنان والاعلامي ضياء السيد كامل ) وجمهور غفير من وجهاء وابناء ناحية جديدة الشط .
ولمعرفة اصداء واراء الحاضرين من فنانين وجمهور حول المعرض كان لنا هذا التجوال معهم :
_ الفنان التشكيلي عماد الجيال يقول : الفنان علي الطائي اسم صدح في ديالى واسم بارز من رواد الفن التشكيلي في العراق وديالى وفي هذا المعرض الجمال والبهاء والصفاء والرقي والخبرة والحداثة والفن والجمال لملهما علي الطائي فكانت لوحات حب وجمال وابداع كبير اتمنى له مزيدا من الابداع والتالق في مسيرته الفنية الكبيرة والمهمة .

_الفنان التشكيلي عادل عطا الله :
استطيع ان اصف هذا المعرض من المعارض الراقية جدا حيث استطاع الفنان علي الطائي ان يمزج بين الفن الحديث والخط التشكيلي والواقعية وهذا دليل على جرأة الفنان وثقته العالية بالنفس للتجريب والاشتغال على فضاءات لونية جديدة وادعو الجميع ان يحذون على حذو الاستاذ الطائي في التجريب . جميل ان نرى اقامة هكذا معرض مهم في مقهى قرية صغيرة بعيدا عن صالات العرض الفخمة حيث نزل الفنان الى مستوى الانسان البسيط لايصال ابداعه ولوحاته الفنية وهذا يدل على بساطة الفنان وتواضعه اتمنى من الله الوفيق للزميل على الطائي ومزيدا من الابداع .

_عبد المعين جواد :

عمل جبار ومهم استاطاع من خلال لوحاته ان يربط بين كلمات الخالق سبحانه وتعالى والطبيعة والانسان ولاول مرة ارى معرضا بهذه الروعة فقد مزج الالوان والكلمات والطبيعة والانسان في لوحاته . هنيئا لنا هذا الابداع الذي قدمة الفنان علي الطائي في معرضه هذا .

_ الفنان التشكيلي هادي فاضل شلال :
الفنان علي الطائي هو فنان عراقي تميز بتجربة خاصة لا سيما هذا المعرض الذي اقامه في مقهى صغير في قرية جل اناسها من البسطاء لكن هذه التجربة ناجحة للنهوض الحقيقي بالمجتمع وتثقيفه ويكفي بقاء المعارض في قاعات كبيرة وفخمة ولا يرتادها الا النخبة من الفنانين والمهتمين وغيرهم ولا يستطيع الانسان البسيط مشاهدتها اما هذه التجربة في ناجحة ونابعة من صميم الانسان الذي يشعر بهموم المجتمع لاسيما الناس البسطاء وبالمناسبة هي تذكرني بتجربة اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذين اعتمدوا على تثقيف مواطنيهم من القرية ويجب علينا ان نفعل كذلك كما في تجربة الطائي الرائدة من النهوض بمجتمعنا الذي عانى الويلات والحروب والاضطهاد والتراكمات الكثيرة جراء سياسات النظام السابق وانا من هذا المكان ادعو جميع مثقفي وفناني العراق . اخيرا اتمنى للاخ الفنان علي الطائي كل النجاح في تجربته هذه وانا اشد على يده .

اما الفنان علي الطائي تكلم عن معرضه السادس بوداعة كبيرة والفة قائلا :

اقامة هذا المعرض في هذه القرية اعتبره بادرة جيدة وجديدة في كسر النمط السائد لدى الفنانين التشكيليين في اقامة معرضهم في القاعات الكبيرة والعاصمة بالنسبة لي ارتايت ان اخوض هذه التجربة وبمعرضي الشخصي السادس في مقهى القرية وجعل اللوحة التشكيلة وجها لوجه مع الناس البسطاء والذين لم يألفوا في حياتهم مشاهدة معرضا بهذا الشكل لوحات زيتية مؤطرة وانيقة وافتاح وسجل زيارات وفولدر وبطاقة دعوة والحمد لله ارى ان التجربة قد نجحت وقد لمست ذلك من خلال الحاضرين وتأثرهم الايجابي وكانوا فرحين بهذا المعرض . لقد بنيت لوحاتي واشتغالي على الحرف العربي وشكله الهندسي بشكل حضاري ومعاصر وهذا هو احد الاساليب الفنية التي اعمل بها في انشاء لوحاتي ولكوني خطاط متمرس فانا اعرف اسرار الحرف العربي وميزانه واصوله وميزانه واجيد خط العشرات من الخطوط العربية . ان التجربة لم تكن وليدة اليوم بل انا منذ كنت طالبا في معهد الفنون الجميلة معجبا بشكل الحرف العربي وتاثرت بنظرية البعد الواحد للاستاذ شاكر حسن ال سعيد على الرغم من لقائي الوحيد به لكنني كنت متابعا لاعماله الفنية ولكن بعد هذه المسيرة الطويلة في مشواري الفني لم اعتمد نظرية البعد الواحد بل طورتها الى اسلوب خاص بي . وللامانة انا لي طقوسا خاصة بي ان ايماني كمسلم بالله وقدسية الحروف فانا قبل ان اشرع بعملي اتوضأ ثم اسمّي واباشر العمل فاشعر بروحانية خاصة اثناء الرسم . لقد استطعت بتوفيق من الله تعالى ان استنطق الحروف خلال عملي بشكل ذو معنى ومعاصر . وحقيقة ان العمل الفني اذا لم يكن ذو نفع وفائدة لمن يقتني اللوحة او يشاهدها فلا ارى فائدة منه وهذه رسالتي الفنية وواجبي الشرعي والوظيفي . فكثير من الفنانين تراه تمزج لونين او اكثر في لوحة ويؤطرها ويقول هذه لوحة حداثة انا اعتبر هذا هراء وعبث وليس فنا ابدا بصراحة تامة . ان معرضي الخامس والسادس هذا قد لقيا اقبالا وتشجيعا كبيرين من محبي الفن التشكيلي ورواده ونقاده وذلك من خلال التعليقات التي تكتب في مواقع الانترنت الفنية والايميلات التي تصلني والدراسات النقدية التي كتبت عن اعمالي في الصحف والمجلات اضافة الى اختيار العديد من لوحاتي لاغلفة المجلات الفنية والكتب .