خاص بعقوبيون : قالوا دَيالى فقلتُ اللهُ مولاها / الشاعر الكبير غزاي درع الطائي

 القصيدة التي القيت في احتفالية فرع ديالى لنقابة الصحفيين في 23 حزيران الجاري بمناسبة يوم الصحافة العراقية


قالوا : ديالى ، فقلتُ : اللهُ مولاها

يسقي بساتينَها زهواً ويرعــاها

قالو : ديالى ، فقلتُ : العزُّ معناها

لا والياً عبدَتْ يوماً ولا شـــاها

لمّا المهيمنُ أعلى رأسَ رايتِهــا


صلَّتْ على القُرَشيِّ المصطفى طـه

وحينما اشتدَّ في أرجائِهــا ضَرَمٌ

مدَّتْ إلى اللهِ يُمناهـــا ويُسراها

كادتْ تموتُ ديـالى وسْطَ محنتِها

سبحانَ مَنْ بعدَ كلِّ الموتِ أحياها

سبحانَ مَنْ دسَّ سرَّ الصَّبرِ في يدِها

وقسَّمَ الرِّزقَ ثرّاً في زوايـــاها

سبحانَ مَنْ باسمِهِ سارَتْ سفينتُها

وباسمِهِ كــان مَجراها ومُرساها

قد كان صمتُ قبورٍ في شوارعِها

زهيرُهـــا لم يقلْ شيئا وأعشاها

وكلُّ مَنْ قالَ في زهوٍ أنا ابنُ جلا

مضـــــى لغايتِهِ ، واللهُ جلّاها

ما عندها أبدًا غيرُ العراقِ هـوىً

ناجتْهُ في حبِّها الغـــالي فناجاها

نفسي علــى مائِها تنسابُ ذائبةً

وصورتي تتجلّـــى في مراياها

وخافقي يتسلّى في مرابعهـــا

وقبضتي تتمـــرأى في قضاياها

مِنْ غيرِها أنا مهمـومٌ ومنكفئٌ

وضائعٌ أنا في الأيامِ لولاهــــا

على ثراها هنا فاضتْ دِما ولدي

فصاحّ فيضُ الدِّما : واللهِ أهواهـا

أهلي على أرضِها تاهتْ مضائفُهُمْ

والحبُّ والجودُ في أرجائِها تاهــــا

أُريدُها مثلَ ماءِ المُزْنِ طاهــرةً

وحرَّةً لا يرى ظلماً مُحيّاهـــــــا

ولا أُريدُ علوجاً في شوارِعِهــا

ولا أُريدُ وحوشاً في سراياهــا

ولا أُريدُ لصوصاً في دوائِرِهــا

ولا أُريدُ سجوناً في ثناياهـــــا

ولا أّريدُ فساداً في مسائِلِهـــا

ولا أُريدُ حـــراماً في عطاياهــا

ولا أُريدُ ســـوى القرآنِ ملتجأً

لأهلِها إنَّهُ نورٌ لمرآهــــــــا

واليومّ أُعلنُ والأحــداقُ ترمُقُني

طلَّقتُ مَنْ أنتقي في الحـبِّ إلاّها