بعقوبيون : قصة قصيرة / شارع الجزارين / مشتاق عبد الهادي

ـ مساكين هؤلاء الأطباء....

البقال...بائع الطماطة،يفرط كثيرا بدحرجة هذه الكلمات على تل الخيار القابع في عربـــــة زميله الجالس على مقربة منه،يسرح نظره باتجاه(شارع الأطباء)*الذي صار مرتعا للقطط والكلاب والمواشي التي تقتات على مخلفات الفائض من عربات البقالين وعظام القصابين، حيث إن الأطباء وفي سنواتهم الأخيرة وبعد أن نجح العلماء باختراع لقاح مضاد لجميـــــع الأمراض،هذا اللقاح الذي منع حتى فايروس الأنفلونزا من اقتحام جسد الإنسان،ومنع بذلك المرض والمرضى ومحى اكبر واخطر مهنة من تاريخ الإنسانية،لذلك باع الأطبــــــــــــاء المساكين جدا كل عياداتهم إلى الشرائح التجارية والإنسانية الأخرى واكتفوا بسلطانهم القديم الذي فرضوه عن طريق نقابتهم التي تسمى بـ(نقابة الأطباء القدماء)التي طالبت السلطــات بإصدار أمر يقضي بطرد جميع باعة العطور والمسابح والساعات الممتدة حقائبهم علــى طول الرصيف المجاور لـ(جامع الفاروق)*لتجاوزهم على أرصفة الأطباء الذين تزاحموا مع الآخرين لعرض أجهزتهم للبيع.

قصة قصيرة فتاة في المطر / سعد محمد رحيم


تمشي الفتاة في المطر.. يداها في جيبي قمصلتها الجلدية.. المطر يهمي على رسله، وثلاثة شبان يقفون تحت مظلة متجر مغلق، تتعلق بها عيونهم، غير أنها لا تكترث.. تترك الرصيف وتنزل إلى وسط الشارع.. الشارع، الآن، ساقية متدفقة.. تمر بمحاذاتها شاحنة تطلق صوت منبه صارخ وترشها بالماء. هي لا تكترث أيضاً.. نظرتها مصوبة إلى نقطة، أمامها، بعيدة، والماء يقطر من شعرها على جلد قمصلتها، يهبط على بنطالها الجينز، على حذائها الرياضي.. خطواتها ليست

في ذكرى رحيل الشاعر اديب ابو نوار الثالثة / لؤلؤة بهرز / غزاي درع الطائي


قِفْ عند بهرزَ واسألْ عن معاليهــا


مضاءةٌ بالدَّمِ الغالي لياليهـــــا



كانتْ ولمّا تزلْ تمشي على ألـــقٍ



وحرَّةً برَّةً تبقى عواليهـــــا



إلاّ على الحبِّ ما قامتْ ولا قعـدتْ