العراق / الشاعر البعقوبي موفق العاني


أبا العُرْبِ ما كَلَّتْ قناً وسيوفُ-- وذا الشعبُ نارٌ والرجـالُ حُـتوفُ

يصولُ على حشـــدِ البغاةِ لأنَّهُ-- ببــــاطلهِ فَــــــردٌ وأنتَ أُلـــوفُ

وأهلوكَ مَنْ أهلوكَ بأسـاً ونجـدةً-- قواضبُ جُردٌ والعتاقُ صفوفُ

ودارٌ لكلِّ العُربِ دارُكَ مــوطني-- ونبــعٌ لكلِّ الضامئينَ ضَفَّــوفُ


وحُصنٌ مَنيعٌ لا يُطالُ شموخُهُ-- وللمجدِ من رَيبِ الزمانِ ُطنـوفُ

وإنَّا وإن طالَ النزالُ بســاحِنا-- وماتَ لنا طفلٌ وشـحَّ رَغيـــــفُ

سَنُبقيكَ يافخــرَ العروبةِ مَعْلَماً-- وسوراً عليــهِ المَكرُماتُ تَطـوفُ

ونمضي الى ثَأرٍ نَحُـثُّ ركــائبـاً-- لها بينَ سمعِ الخافقينِ حَفيـــفُ

ونَكتُبُ في صدرِ الزمانِ قَصائداً-- دِمــانا لها يومَ الفتوحِ حُـروفُ

ونُـــرخِصُ أرواحاً إليكَ عزيزةً-- إذا شَحّ يومَ الداهماتِ نَــــزيفُ

أرى وجـهَ بغدادٍ يُغــطي جفونَهُ-- قَتـامٌ ووجهُ الشمسِ فيهِ كُسوفُ

فَـدُرنا عَليها حامليـــنَ نفوسَــنَا-- لـيبزُغَ فَجــرٌ باسِمٌ وشَـــريـفُ

وكُـنّا لأهلِ البغـيِ حَتفاً مُحتَّماً -- إذا اشتَّـدَ من هَولِ الحِمامِ وَجيفُ

أُولاءِ صِغـارٌ ما دَروا حَقَّ قَـدرِنا-- وإنَّ عَرانينَ الجبالِ تَنــــــوفُ

تَركنا على ظَهرِ الثَرى جيفاً لهم-- عليها الطيورُ الكاسراتُ رُفوفُ

فيا أملاً للفتحِ والنصرِ بوركتْ -- سَجاياكَ ولترغمْ بـــذاكَ أنــوفُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق