خاص وحصري لـ ( بعقوبيون ) من الفنان الكبير رائد المسرح البعقوبي الاستاذ ثامر الزيدي ( الفرقة التمثيلية في نادي ديالى الرياضي تقدم ) تمثيلية العقدة


نصف قرن يفصلنا عن مسيرة فنية في مدينتنا الحبيبة بعقوبة التي احن اليها دوماً واتمنى ان اسمع بلبل الهزار فيها مرة ثانية ولهذا عملت بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل والاخراج لأجل مواصلة بدايات فنية كانت لها شذرات وارهاصات كان آخرها في سنة 1954 بمسرحية يتيمة وجريئة عنوانها سقوط غرناطة فبدأت ابحث عمن يشاركني الهم الفني فالتقيت مع المرحوم عبد الخالق




جودت وحسين ناصر ودارم البصام وهم يبحثون عمن يكون لهم قارب نجاة ليوجههم وكنت اصغرهم سناً و صاحب دراسة ومعرفة فيما يمكن عمله فاتفقنا على ان يكتب عبد الخالق جودت تمثيلية تلفزيونية وكان ذلك حلمهم حيث امتازت تلك الفترة بنشاط الفرق المسرحية البغدادية وهي فرقة المسرح الحديث والفرقة الشعبية للتمثيلوفرقة الشعلة وفرقة 14 تموز وكان البث التلفزيوني مداه في البث بعقوبة واطراف بغداد وبعقوبة هي طرف مضاف اليها وقد انتهينا من النقاشات حول المسرحية وذهبت الى بغداد لطباعتها على ورق رايز شفاف وكان عنوانها ذلك الوقت ( وت وت ) ولكن لجنة اجازة النصوص اعترضت لكون هناك عائلة مشهورة في الحلة تحمل هذا الاسم فاضطررنا لتسميتها ( العقدة ) وهي عن طالب يعاني التأتئه عند الحد يث مما سبب له عقدة نفسية فتراجع مستواه الدراسي واراد ترك المدرسة لكن عناية اسرته ومدرسته وطبيب نفساني اعادو له الثقة لينجح نهاية العام وبتفوق فرحنا بعد اجازة التمثيلية من لجنة اجازة النصوص في التلفزيون وحماسنا دفعنا لاجراء التمارين فوراً و بشكل متواصل متخذين اسم نادي ديالي الرياضي عنوان للفرقة وغرفة منزع الملابس في النادي للتمارين وبحماية سكرتير النادي الاستاذ ساطع الديري لنا لكي يصد مفارز الأمن والاستخبارات في بعقوبة عنا وكذلك القوى والعصابات التي كانت تهاجم التقدميين واليساريين وتظربهم وبعدها تسجنهم وكان الجو ملبدأ في صيف عام 1962 و رغم ذلك واصلنا التمرينات وكنت المدير الفني وقمت بتوزيع الادور فكنت بدور الطالب سالم وعلي حسين الزيدي بدور الاب ويعمل شرطي في مركز شرطة بعقوبة ودارم البصام بدور الطبيب النفساني وكنا نملك ثقة عظيمة بان عملنا سينجح وخاصة ونحن امام مشكلة المشاكل فمن اين ناتي بفتاة ممثلة ؟؟؟؟ وهنا انبرت عائلة كريم النجار التقدمية والنقابية لمساعدتنا في بعقوبة اذ تحمست ابنتهم لمشاركتنا ولكن ظروف عائلية منعتها ومع تحدي الوضع السياسي استمرت العائلة في مساعدتنا حتى عثرت على فتاة من بغداد وهي قريبتهم طالبة اعدادية فقامت بدور الأم واختها الصغيرة بدور شقيقة سالم وقد فرحنا فرحاً كبيراً و قد اصبحنا قاب قوسين او ادنى من عرض التمثيلية وهنا ظهرت مشكلة التمرينات أين نجريها ؟؟؟ وبمساعدة الحجية والدتي أتخذنا من بيتنا مقر للتدريبات ولمشاهد الفتاة فقط وكنا نتحمل مصاريف النقل واجرة الفتاة عن طيب خاطر كنا ندفع كل ما يمكننا وما عندنا لاجل تأسيس حركة فنية في بعقوبة النائمة الخدرة والخالية من اي نشاط فني وقد واجهتنا مصاعب حتى بلغت بنا لممارسة الاحتيال عندما ذهب عبدالخاق جودت لياخذها الممثلة من المدرسة مدعياً امام مديرة المدرسة بانه شقيقها وكانت هذه الغلطة بسبب لجنة المشاهدة حيث كنا متفقين على موعد لمشاهدتها ولكن تخلف احدى الفرق المسرحية الكبيرة عن تقديم تمثيلتها بسبب مرض الممثلة الرئيسية واعتقد انها الفنانة الراحلة زينب ولهذا طلبوا منا تقديم يوم المشاهدة للتمثيلية كاملة كما لو كنا في عرضها على الجو مع الملابس والاكسسوار وساعدنا في ذلك المخرج عبد الهادي مبارك وكنت على علاقة طيببة معه و مع استاذي المخرج السينمائي عبد الجبار ولي فوافقت على تقديم الموعد دون مناقشة مما سبب لنا هذا الاحراج فذهبنا الى المشاهدة بقلوب عامرة بالثقة وامامنا فرق كبيرة وممثلين كبار قدموا قبل فترة تمثيلية ( ليطة ) بطولة استاذي يوسف العاني التي نجحت نجاحاً كبيراً دخلنا التلفزيون ونجحنا امام لجنة المشاهدة المكونة من الاذاعي الكبير عبد الله العزاوي ومدير التلفزيون عبد الجبار ولي وعبد الهادي مبارك الذي كان يعرفني حينما قدمت في بداية عام 1962 يرنامج للاطفال( شوف عندك يا سلام) ) من تاليف الفنان سعدون شفيق بعدها عدنا الى بعقوبة منتصرين وفرحين حائزين على موافقة لجنة المشاهدة وتثمينها لجهدنا فانتشر الخبر في البيوت والمقاهي ونادي الموظفين حيث يزدحم بمختلف اصحاب الدرجات الوظيفية البعقوبيين وغيرهم واصبح الشغل الشاغل لبعقوبة تمثيلية العقدة ليسود السلام بين المتصارعين والكل يسأل متى تحين ساعة عرض العقدة ؟؟؟ فكان يوم 11/11/1962 الساعة التاسعة مساءً حيث تجمع كافة ابناء المدينة بجميع قواها السياسية متسمرين ومنتظرين تلك اللحظة عندما ظهرت على شاشة التلفزيون شارة ( الفرقة التمثيلية في نادي ديالى الرياضيتقدم ) فأدينا ادوارنا التمثيلية بانسجام وانسيابية رائعين ودون ان نقع باي خطأ وللعلم فان ستوديو تلفزيون بغداد كانت بنكلة



والكاميرات فيها قديمة و عداساتها تدور بقدرة قادر والبث على الهواء مباشرة حيث جهاز الفديو لم يكن مخترعاً في ذلك الزمان انهينا التمثيلية وتلقينا التهاني من جميع العاملين في استوديو التلفزيون والتصفيق كان على اشده في بعقوبة حين شاهدوا كلمة النهاية وبدأو ينتظرون عودتنا في المقاهي والنوادي وفي مقدمتهم متصرف اللواء فما اطيب وما اطعم ذلك اليوم وذلك النجاح الذي حققته و نجاح لم اشعر بطعمه بعد ذلك وانا اشارك في المهرجانات العالمية وانال الجوائز فقد عملنا لاجل المستقبل ولاجل ان يكون في بعقوبة وفي يوم ما نشاط فني و مسرحي

هناك تعليق واحد:

  1. يسلمو ابن بغداد الذائب في حب ديالى

    ردحذف