اتركوا لواء ديالى يعيش بسلام / المخرج ثامر الزيدي / ابن بعقوبة المهاجر

لواء ديالى كان يعمه الهدوء والسلام فكنا نزور الاقضية والنواحي في السفرات المدرسية فيستقبلنا ابناء خانقين وقزرباط ودلي عباس بالترحاب وكإننا اولادهم ونبقى سنين طوال نتحدث عن كرم الناس في هذه الانحاء ونحن في بعقوبه نستقبلهم ايام الاسبوع وهم قادمين من القرى والارياف ليكون سوق الوكفة حين تعج المدينة بسيارات أم الجام وفي داخلها يختلط الرجل بالمرأة والدجاج وسلال البيض وعلى سطحها ركاب امسكوا بالخرفان والماعزوهم ممتثلين لقائدهم البار سائق السيارة .. كل تلك الفترة لم نسمع بخلاف او حقد بين ابناء اللواء و لم يذكر اللواء يوماً في نشرات الاخبار من اذاعة بغداد اللاسلكية إلا ما ندر والمسؤولين الكبار فيها لا يورطون انفسهم بحماقات الرشوة فالمتصرف ومدير الناحية والحاكم والقاضي والطبيب ومدير المعارف يعتبرون انفسهم في خدمة الناس وهم في مكانة رفيعية ولديهم قناعة بما يستلمونه من راتب والنظافة كانت متوفرة والشوارع يتعاون الناس على رشها وزراعة الورود والاشجار وكانت الكهرباء متوفرة بفضل همة العاملين فيها وكذلك الماء في الطرنبة والحنفية والحب والحبانة هذا اللواء المسالم الراقد على ضفاف نهر ديالى يحب ناسه ويفيض عليهم بالخير ولكن الثورات والانقلابات حولت ديالى الى اسم ينطق به الكثيرين واسم بعقوبة يرن في الأذن كالانفجارات الدموية ليمحوا ذكرى القداح والفردقال والرمان اين نحن الآن من سالف العصر والاوان فها هي ديالى منقسمة وتعج بالصخب والغرباء وكل يريد حصته فبعدما كان في بعقوبة اربعة او خمسة شيوخ عشائر معروفين اصبحوا الآن بالالوف والاحزاب حدث ولا حرج والسياسين المنتفعين الكذابين يملئون كل شارع وزقاق بعدما كان الوطنينن الحقييقين يعدون على الاصابع ايام النضال الوطني ضد الاستعمار والدكتاتورية اما اليوم فالحزن يعم اللواء التعيس فيجبرنا ان نقول للغرباء اتركوا ديالى لاهلها ودعونا نعيش بسلام وخذوا معكم لقب (محافضة ) المشؤوم و سنحقق الوئام الصفاء والاخوة والمحبة التي جبلنا عليها لسنوات خلت ايام كنا ( لواء ديالى ) لم نعد مطيقين الشهرة ووكالات الانباء التي تترنم بسفك الدماء دعونا نغني سوية اغنية ابناء بعقوبة الشهيرة ( عمي يابياع الورد و المحبة والسلام) .

ثامر الزيدي

ابن بعقوبة

هناك تعليقان (2):

  1. الفنان ثامر الزيدى المحترم تحية طيبة فى بداية الستينات عملت معك مسؤولا للانارة لاحدى المسرحيات التى قمت باخراجها على حدائق دار المعلمين \ بعقوبة وانى احتفظ بصورة تجمعنا انت وانا والمرحوم محمد الحاج عبد الكريم الصفار صورها الرحوم جاسم الزبيدى وكانت قبل افتتاح الستارة وقد شاركت بتنفيذ الديكور الذى صممه المرحوم الفنان جاسم مصطفى لمسرحية المدمن ومسرحية الاشقياء والتى عرضت على مسرح مدرسة تطبيقات دار المعلمين واذا لم تخونى الذاكرة انها كانت من اخراجك ايضا اخوك صادق الخطاط

    ردحذف
  2. الاستاذ العزيز..والرفيق والزميل القديم الذى بحثت عنه طويلا..وسمعت عنه كثيرا..بعد دوران الايام..منذ معهد الفنون ببغداد التقينا مرة في 73,,حتى سمعت عن اشتغالك بافلام الصور المتحركة وفرحت لك كثيرا لانك لم تجرفك الايام والظروف..اكرر تحياتى وارجو التواصل معي قريبا.وشكرا...محمد علي الشلاه (MANSHALAH194353@YAHOO.COM( ارجو التواصل

    ردحذف